بالجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة، شرق نابلس صباح أمس، وأدت إلى استشهاد شابين وإصابة آخرين، تكون الصورة قد أصبحت أكثر وضوحا، وهي شديدة الوضوح في الأساس، حيث الحرب الإسرائيلية تستهدف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وتلاوينه، وليس حركتي الجهاد الإسلامي وحماس فقط.
إن محاولة الاحتلال تصوير ما يجري على أنه معركة ضد التطرف تنطوي على خداع، هدفه إعطاء المبرر للمجتمع الدولي لكسب دعمه وتأييده، أو صمته على الأقل، لكن الحقيقة هي غير ذلك، فما تفعله قوات الاحتلال هو محاولة تصفية القضية الفلسطينية بأسرها، عبر تدمير قدرات هذا الشعب، لكن ما نراه يؤكد أن المعركة ليست في صالح المعتدي، الذي، كما عجز في الماضي عن تدمير إرادة الشعب الفلسطيني، سيعجز اليوم أيضا عن تحقيق هذا الهدف.
جرائم الإسرائيليين مروعة، ويجب أن تتوقف عبر تدخل دولي عاجل وحاسم عن طريق مجلس الأمن، وبطبيعة الحال فإن الإدارة الأميركية تتحمل جانبا مهما من مسؤولية تدهور الأوضاع، جراء الصمت عن الجرائم الإسرائيلية وعدم التدخل الفوري لوقفها، مما جعل إسرائيل تتمادى في عدوانها على الفلسطينيين، ومع أننا سمعنا العديد من الإدارات الأميركية المتعاقبة تؤكد دعمها لحل الدولتين، إلا أن هذه الإدارات لم تفعل شيئا على الإطلاق لجهة تنفيذ ذلك.
لا يمكن القبول باستمرار هذه الأوضاع، ولا يمكن القبول بالقتل اليومي للشعب الفلسطيني، فهذه جرائم يجب أن تتوقف عبر الدفع باتجاه مفاوضات سلام شاملة هدفها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية دونما تأخير.