قطر كانت ولا تزال مع الحوار، ذلك باختصار لأن الحوار هو أعظم ما اكتشفته البشرية- عبر تاريخها الطويل- لإنهاء التوترات والنزاعات، وإطفاء النيران.
تاريخ قطر مع ترسيخ مفاهيم الحوار، تاريخ مجيد ومشهود، ويكفى هنا أن نشير إلى أن قطر، تدخلت بمساعيها الحميدة في أكثر من أزمة إقليمية ودولية، رافعة شعار حتمية الحوار، بين المتخاصمين.. ويشهد العالم كله، على نجاح هذه المساعي القطرية، على مستوى الإقليم، وفي إفريقيا، وفي مناطق كثيرة من العالم.
مفهوم اللجوء إلى الحوار، هو أسلوب الدول المتمدنة، تلك التي تعلمت واحدا من أهم دروس التاريخ.. ولعلنا هنا لم نرد أن نقول بتمدن قطر، وقطر بشهادة العالم كله، أصبحت جزءا أصيلا، من العالم المتمدن الذي تحكمه جملة من مفاهيم الأخلاق ومكارم السلوك.
قطر- انطلاقا من قيم إعلاء مفاهيم الحوار- ظلت منذ بداية الأزمة مع دول المقاطعة، تدعو باستمرار إلى الحوار، لكن تلك الدول التي افتعلت الأزمة افتعالا، واشتطت فيها بالافتراءات والأكاذيب المفضوحة، صمت أذنها بالرغم من دعوات قطر المتكررة، ودعوات الدول التي تدخلت بمساعيها الطيبة والخيرة، لإنهاء الأزمة.
قطر لا تزال على موقفها.. لكن وكما اشترط سعادة وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بضرورة رفع الحصار الظالم واللاعقلاني- أولا- عن قطر، قبل الدخول في الحوار.
شرط سعادة الوزير، هو شرط منطقي، ذلك لأنه ليس من العدل ولا الإنصاف ولا البداهة، أن تدخل أي دولة في الحوار مع الخصم، تحت أي نوع من الضغوطات أو الإملاءات.
قطر، إذ تشترط ما تشترط، لا يعنى بأية حال من الاحوال ان الحصار قد كسر عظم إرادتها الوطنية، وإنما تشترط ذلك، من مبدأ أن الحصار ظالم.. ومن مبدأ أن الحوار- أي حوار بين خصمين أو أكثر- لا يستقيم ويحقق أهدافه، تحت الحصار.. أي نوع من أنواع الحصار.