سألـني صديق سعودي «تويتري» على الخاص: أنت مع مين؟
لا أخفي أن السؤال آلمني.. أنا المسكون بحب هذا العالم الممتد من المحيط إلى الخليج.. حامل عشقه منذ كنت طفلاً على مدرجة الأيام الأولى من سني عمري في المرحلة الابتدائية، ومدرس الضاد يزرع في وجداني «بلاد العرب أوطاني»، أنا الحالم بركوب الدابة من القدس إلى مكة كما فعلها جدي وجد جدي وجد جدهما.. لا حد ولا حدود.
أنا المهموم بأمة عربية إسلامية تمتد من الصين إلى أندلس..
قلت: أنا لن أنحاز لغيرها رغم ما أسلفت..
أنا في قطر منذ 22 عاماً.. عشقت برها وبحرها، تآلفت مع بدوها وحضرها.. نمت على شواطئ الرويس وتلفعت بسعف الشحانية.. غسلت وجهي برمل الخور وتيممت بتربة سميسمة وفي الذخيرة تلفعت بالمنجروف.. وعلى كورنيش الدوحة اذهب عبر الأفق إلى آفاق المستقبل الذي صنعته قيادة وضعت رقي الوطن وعزته ورفع شأنه في المحافل وفي كل المجالات على سلم الأوليات، فكان هذا الصرح القطري الشامخ في البناء والعطاء والسخاء.
أنا لن أنحاز لغيرها.. ووجدت فيها نصيراً لقضيتي.. يحمل لواءها في المحافل الدولية.. ويرسل من قوت شعبه ما ينير الكهرباء في غزة.. ويقدم العون للفلسطينيين وأنا شاهد على ما كان يحمله السفير الفلسطيني الراحل ياسين الشريف سنوياً للصندوق القومي الفلسطيني من مساعدات رغم المواقف الفلسطينية المتذبذبة سياسياً إرضاء لبعض الانظمة المتجبرة..
لن أنحاز لغير هذا البلد الآمن لأني شاهد على القرصنة وعلى التزوير والكذب الذي تناقلته «العربية» و«سكاي نيوز» من أجل بث الفرقة بين البيت الواحد والشعب الواحد
لن أنحاز في هذه الأزمة إلا لها ولقد رافقت وزراءها ومسؤوليها وحاورت العديد منهم فوجدت روحاً وطنية تعشق الأمة وتحيا من اجل الأمة..
وحين أنحاز لها فانحيازي كمواطن عربي هو انحياز للحق.. انحياز للفضيلة، انحياز للعقيدة، انحياز للإنسانية.. انحياز لكعبة مضيوم منذ كانت.. فتحت أبوابها لكل هارب من ظلم.. ولكل مطلوب رأسه للمشنقة.. وكلهم أهل الله رأيت عباس مدني.. ووجوده لم يمنع قطر من أن تقدم للجزائر كل الدعم وتبادلها الجزائر الاحترام، رأيت خالد مشعل ووجوده لم يمنع قطر من أن ترسل مساعدات لعباس وللسلطة، فهي تستقدم خلق الله من كل العالم وتفتح لهم أبواب العمل والعيش الشريف..
أنحاز لها لأنها تعمل بكتاب الله «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان» فتجد إحسانها يصل حتى لمن يعاديها..
والله من وراء القصد
بقلم : سمير البرغوثي