إن الأوضاع التي فرضت على الناس في مختلف أرجاء الخليج تكشف عن ازدراء مطلق للكرامة الإنسانية..
ما سبق ليس صادرا عن مؤسسة عربية أو منظمة إسلامية، فهؤلاء منقسمون بين تابعين أو صامتين، والانتصار لكرامة الإنسان وحرياته وتواصله، يبدو أنها آخر ما يعنيهم ويشغل بالهم.. ما سبق تعليق شديد الوضوح من منظمة العفو الدولية، تكرر فيه إدانتها لقرارات الحصار والحظر، وما استتبعها من إجراءات لا إنسانية.
المنظمة الدولية، دعت إلى العدول عن قرارات الدول الخليجية الثلاث فورا، وأشارت إلى أن آلاف الأشخاص يواجهون التهديد بالمزيد من الفوضى في حياتهم وتمزيق أسرهم.
منظمة العفو، التي تلقت آلاف الشكاوى من المتضررين من تلك القرارات، قالت عبارة، نتمنى أن تلقى قلوبا واعية، وآذانا صاغية،
فعندما تقول المنظمة، إنه «من غير الممكن التصديق أن الدول يمكن أن تصل إلى هذا الحد من التعدي الفاضح على الحق في حرية التعبير»، فذلك ما يجب أن نتوقف أمامه، بكثير من الخجل لما آلت اليه الأحوال الإنسانية المزرية، التي تسوقنا إليها دول الحصار عبر قراراتها الوحشية.
المؤسف أن المعنيين بكرامة الإنسان من المنظمات الدولية، التي تقع مقراتها في بلدان الغرب، هالتهم تلك القرارات اللاإنسانية، وتلك الإجراءات الانتهاكية الوحشية، بينما مازالت- واغلب الظن أنها ستظل- مؤسساتنا العربية سياسية أو منتمية إلى المجتمع المدني، على تواطئها أو صمتها، وهو ما يزيد من تهاوي ثقة المواطن العربي والمسلم، في تلك المؤسسات، ويضاعف من فقدانها لمصداقيتها.