الجزيرة جزء لا يتجزأ من الوعي العربي الجديد الذي نشأ مصاحباً لغزو العراق واحتلاله خلال حرب الخليج الثانية في 2003.. هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الأمة العربية الحديث والتي أعقبت حصار العراق وتجويع شعبه وبداية انهيار البوابة الشرقية للأمة وللخليج بشكل عام ستكون لحظة حاسمة في مستقبل الأمة لعقود من الزمن.
لكن الجزيرة التي دخلت حيز الوعي العربي خلال منتصف التسعينات من القرن الماضي تمكنت من أن تصنع لها الحيز الأكبر في المشهد الإعلامي وتستأثر بنصيب الأسد من ثقة المشاهد العربي والأجنبي.. توالت الأحداث سريعة بعد ذلك وصولاً إلى ثورات الربيع العربي التي قذفت بالجزيرة إلى سطح المشهد الإعلامي العربي إلى حد دفع كثيراً من المشاهدين إلى الربط السببي المباشر بين الجزيرة من ناحية وبين ثورات الربيع من ناحية أخرى باعتبار الأولى مسبباً للثانية.
من ردود الأفعال الأخرى الخاصة بالنظام الرسمي العربي هو تناسل القنوات الإخبارية المشابهة سواء منها العربية أو الأجنبية الناطقة بالعربية والتي بعثت من أجل أن تقتطع جزءا من النصيب الكبير الذي استحوذت عليه القناة القطرية.. اليوم تعود الجزيرة إلى واجهة الأحداث التي تضرب منطقة الخليج العربي وهي العاصفة الأكبر التي تكتسح دول مجلس التعاون الخليجي منذ حرب الخليج الثانية.
الجزيرة أو بالتحديد غلق قناة الجزيرة موجود على رأس قائمة الحصار.. فالدول الخليجية التي ضربت على دولة قطر حصار رمضان تطالب بغلق القناة التي تتهمها بنشر الفتنة وبدعم الإرهاب وغيرها من التهم الأخرى.. صحيح أن وعي الجزيرة أو نظرة الجزيرة للخبر وللتحليل قد أزعجت النظام الرسمي العربي الذي اعتبرها خروجاً عن العرف في التعبير وفي الحدود التي رسمها له لكن ما علاقة الادعاءات الباطلة بأن الجزيرة تدعم الإرهاب بالأزمة الخليجية اليوم؟ ولماذا التركيز على ضرورة غلق القناة؟
الثابت هو أن منبر الجزيرة نجح في فك الطوق القديم الذي كان مثبتاً حول رقبة الإعلام العربي بنصوصه الحجرية وسردياته الخشبية التي بليت وهرمت.. منبر الجزيرة نجح كذلك في زعزعة أسس النظام الاستبدادي العربي، لأنه نجح في تقديم تصور يختلف عن الرواية الرسمية من حيث البنية ومن حيث المضمون وهو ما نسف أصلب الأسس التي يقوم عليها النظام القمعي العربي.
ليست تهمة الإرهاب إلا أداة لشيطنة الخصوم وهي أداة يتقن النظام الاستبدادي العربي استعمالها وهو الذي يرى في الآخر المختلف تهديداً وجودياً لا بد من إلغائه ولو كلف ذلك مئات المليارات أو حتى اتهامه بالإرهاب.
بقلم : محمد هنيد
لكن الجزيرة التي دخلت حيز الوعي العربي خلال منتصف التسعينات من القرن الماضي تمكنت من أن تصنع لها الحيز الأكبر في المشهد الإعلامي وتستأثر بنصيب الأسد من ثقة المشاهد العربي والأجنبي.. توالت الأحداث سريعة بعد ذلك وصولاً إلى ثورات الربيع العربي التي قذفت بالجزيرة إلى سطح المشهد الإعلامي العربي إلى حد دفع كثيراً من المشاهدين إلى الربط السببي المباشر بين الجزيرة من ناحية وبين ثورات الربيع من ناحية أخرى باعتبار الأولى مسبباً للثانية.
من ردود الأفعال الأخرى الخاصة بالنظام الرسمي العربي هو تناسل القنوات الإخبارية المشابهة سواء منها العربية أو الأجنبية الناطقة بالعربية والتي بعثت من أجل أن تقتطع جزءا من النصيب الكبير الذي استحوذت عليه القناة القطرية.. اليوم تعود الجزيرة إلى واجهة الأحداث التي تضرب منطقة الخليج العربي وهي العاصفة الأكبر التي تكتسح دول مجلس التعاون الخليجي منذ حرب الخليج الثانية.
الجزيرة أو بالتحديد غلق قناة الجزيرة موجود على رأس قائمة الحصار.. فالدول الخليجية التي ضربت على دولة قطر حصار رمضان تطالب بغلق القناة التي تتهمها بنشر الفتنة وبدعم الإرهاب وغيرها من التهم الأخرى.. صحيح أن وعي الجزيرة أو نظرة الجزيرة للخبر وللتحليل قد أزعجت النظام الرسمي العربي الذي اعتبرها خروجاً عن العرف في التعبير وفي الحدود التي رسمها له لكن ما علاقة الادعاءات الباطلة بأن الجزيرة تدعم الإرهاب بالأزمة الخليجية اليوم؟ ولماذا التركيز على ضرورة غلق القناة؟
الثابت هو أن منبر الجزيرة نجح في فك الطوق القديم الذي كان مثبتاً حول رقبة الإعلام العربي بنصوصه الحجرية وسردياته الخشبية التي بليت وهرمت.. منبر الجزيرة نجح كذلك في زعزعة أسس النظام الاستبدادي العربي، لأنه نجح في تقديم تصور يختلف عن الرواية الرسمية من حيث البنية ومن حيث المضمون وهو ما نسف أصلب الأسس التي يقوم عليها النظام القمعي العربي.
ليست تهمة الإرهاب إلا أداة لشيطنة الخصوم وهي أداة يتقن النظام الاستبدادي العربي استعمالها وهو الذي يرى في الآخر المختلف تهديداً وجودياً لا بد من إلغائه ولو كلف ذلك مئات المليارات أو حتى اتهامه بالإرهاب.
بقلم : محمد هنيد