+ A
A -
لايكفي أن تكون لديك قضية عادلة، إن لم تمتلك الأدوات المناسبة للدفاع عنها.
في الأزمة الخليجية الراهنة كانت قطر صاحبة القضية العادلة، وكانت دبلوماسيتها على العهد بها.
تحرك سريع في كل الاتجاهات، أداء رائع يقوم على الاحترام، قادرعلى الإقناع وتقديم القضية بأفضل صورة ممكنة.
وللإنصاف فإن الأداء العام لمختلف الأجهزة القطرية، مدعوما بزخم شعبي قل نظيره، كان مبهرا، بل رائعا، وبدا واضحا أن التحرك القطري يقوم على عدة مستويات، واتسم في مجمله بالاحترافية، وتمكن خلال ساعات فحسب على بدء الأزمة المفتعلة، من إشاعة أجواء الطمأنينة داخليا، ونقل صورة الظلم الذي تعرضت له قطر إلى كل محفل دولي، بفضل النشاط منقطع النظير لوزارة الخارجية وأجهزتها وسفاراتها في الخارج.
لم تتعامل بالمثل ولم تسع إلى التصعيد، بل كان موقفها حكيما، اتسم بالأخلاق والثبات، وتقديم الحجج والبراهين، مع الحرص على مصالح الخليجيين عموما، ومحاولة النأي بها عن حيثيات وتداعيات الأزمة.
الملاحظة المهمة تتعلق بامتناع قطر عن أي إجراءات انتقامية، فهي لديها قضية عادلة، والثأر من الآخرين ليس من بينها على الإطلاق، ومتابعة تصريحات المسؤولين القطريين في جميع مواقعهم، تعكس هذه الحكمة، كما تعكس الأخلاق النبيلة التي جبل عليها الشعب القطري بالإجمال.
الشيء الذي يستحق التنويه هو ذلك التحرك السريع الذي بدأته قطر فور مهاجمتها بقرارات المقاطعة والحصار، وهي تحركت على خطين متوازيين: تأمين الاحتياجات الداخلية خلال ساعات فقط، والتحرك خارجيا لشرح أبعاد الأزمة وفق أسس موضوعية، بعيدا عن البلاغات الإنشائية، بالإضافة إلى التحرك الاقتصادي الشامل الذي اتسم بالاحترافية العالية.
مثل هذه التحركات لا تتأتى إلا عن طريق مؤسسات راسخة، لا مكان فيها للارتجال، وهذا أهم ما أثبتته الأزمة، وهو أن دولة قطر هي دولة مؤسسات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
بقلم : حسان يونس
في الأزمة الخليجية الراهنة كانت قطر صاحبة القضية العادلة، وكانت دبلوماسيتها على العهد بها.
تحرك سريع في كل الاتجاهات، أداء رائع يقوم على الاحترام، قادرعلى الإقناع وتقديم القضية بأفضل صورة ممكنة.
وللإنصاف فإن الأداء العام لمختلف الأجهزة القطرية، مدعوما بزخم شعبي قل نظيره، كان مبهرا، بل رائعا، وبدا واضحا أن التحرك القطري يقوم على عدة مستويات، واتسم في مجمله بالاحترافية، وتمكن خلال ساعات فحسب على بدء الأزمة المفتعلة، من إشاعة أجواء الطمأنينة داخليا، ونقل صورة الظلم الذي تعرضت له قطر إلى كل محفل دولي، بفضل النشاط منقطع النظير لوزارة الخارجية وأجهزتها وسفاراتها في الخارج.
لم تتعامل بالمثل ولم تسع إلى التصعيد، بل كان موقفها حكيما، اتسم بالأخلاق والثبات، وتقديم الحجج والبراهين، مع الحرص على مصالح الخليجيين عموما، ومحاولة النأي بها عن حيثيات وتداعيات الأزمة.
الملاحظة المهمة تتعلق بامتناع قطر عن أي إجراءات انتقامية، فهي لديها قضية عادلة، والثأر من الآخرين ليس من بينها على الإطلاق، ومتابعة تصريحات المسؤولين القطريين في جميع مواقعهم، تعكس هذه الحكمة، كما تعكس الأخلاق النبيلة التي جبل عليها الشعب القطري بالإجمال.
الشيء الذي يستحق التنويه هو ذلك التحرك السريع الذي بدأته قطر فور مهاجمتها بقرارات المقاطعة والحصار، وهي تحركت على خطين متوازيين: تأمين الاحتياجات الداخلية خلال ساعات فقط، والتحرك خارجيا لشرح أبعاد الأزمة وفق أسس موضوعية، بعيدا عن البلاغات الإنشائية، بالإضافة إلى التحرك الاقتصادي الشامل الذي اتسم بالاحترافية العالية.
مثل هذه التحركات لا تتأتى إلا عن طريق مؤسسات راسخة، لا مكان فيها للارتجال، وهذا أهم ما أثبتته الأزمة، وهو أن دولة قطر هي دولة مؤسسات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
بقلم : حسان يونس