وسط مشهد إقليمي متغيّر ومتعثر، استطاعت قطر أن تلعب أدوارا في غاية الأهمية لجهة القيام بوساطات ناجحة بهدف حل العديد من المشكلات الصعبة والمعقدة، معتمدة على النجاحات التي حققتها وعلى سمعتها القوية كطرف نزيه هدفه إشاعة أجواء الأمن والاستقرار والازدهار، وآخر هذه النجاحات تمثل في الدور الذي لعبته وشاركت خلاله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي حظي بالتقدير والمساندة.

لقد أشاد السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بجهود دولة قطر الدبلوماسية ودورها الكبير في التوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقال «إن الدبلوماسية القطرية استطاعت التعامل مع العديد من القضايا الدولية والإقليمية والسعي لحلها بالطرق السلمية».

واستطاعت قطر أن تلعب دوراً أساسياً فيما يتعلق بالنزاعات في المنطقة، وخلال السنوات الماضية طورت خبراتها في الوساطة وتسهيل المفاوضات بالعديد من النزاعات، ورأينا الدور الذي قامت به قطر في لبنان والسودان وأفغانستان وتشاد، وأيضا الدور الذي نهضت به فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث أظهرت، في كل هذه الوساطات، خبرة استثنائية ساهمت في تقريب وجهات النظر ومنع التصعيد.

في كل وساطاتها حظيت قطر بالدعم والتأييد، حيث أثبتت أنها لاعب أساسي في المنطقة، قادر على التدخل لتقريب وجهات النظر بسبب الثقة والسمعة الكبيرة التي تتمتع بها، وفي الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في غزة فإن قطر مازالت تؤمن إيمانا راسخا بأن الحل النهائي يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.