تحت رعاية سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، يعود مهرجان الدوحة المسرحي في موعده مرة أخرى ليجمع عشاق ومحبي «أبو الفنون»، جاء بنسخة جديدة وعروض وفعاليات ووجوه جديدة تأمل في أن يكون المهرجان بوابة عبورها إلى قلوب الجماهير، بالإضافة إلى الأسماء اللامعة في سماء الفن المسرحي في قطر، وكذلك المواهب التي كتبت النسخة الأخيرة شهادة ميلادها المسرحية، كلهم يجتمعون اليوم في النسخة 35 من مهرجان الدوحة المسرحي الذي ينظمه مركز شؤون المسرح هذا العام رافعاً شعار «خمسون عاماً وأكثر».
وقال السيد عبد الرحيم الصديقي المدير العام لمركز شؤون المسرح في تصريحات خاصة لـ «الوطن » حول المسؤولية التي تقع على عاتقه من منطلق موقعه ومنصبه: هناك مسؤولية كبيرة وضعها على عاتقنا سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة الذي يمدنا بكل أنواع الدعم، وهذه المسؤولية تشغل كل تفكيري، فأن تكون مديرا عاما لأحد المفاصل الرئيسية في الثقافة القطرية ليس بالأمر الهيّن، وانا أكرّس كل وقتي وجهدي لجعل الأمور تصل إلى شكلها الأمثل. وكوني كاتبا وروائيا يجعلني ذلك أتفهم جميع المشاكل التي يعيشها أصحاب الأعمال الذين يريدون لمسرحياتهم أن تتجسد بشكلها الأفضل.
وفيما يتعلق بالدورة الحالية من المهرجان قال: إيمانا منا بأهمية الكتب في توثيق الحركة المسرحية سواء في عموميتها أو من خلال التجارب الفردية التي تشكل أعمدة المسرح القطري، ارتأينا هذا العام كما فعلنا في العام الماضي أن ندشن أحدث إصدارات المركز وهما: «مسيرة المسرح في قطر اليوبيل الذهبي» للباحث زهير رضوان غزال، يرصد لتاريخ الحركة المسرحية في قطر منذ التأسيس وحتى اليوم، وفي هذا الكتاب ما يتناسب مع احتفالنا بمرور خمسين عاما على بداية الحركة المسرحية في قطر. أما الكتاب الثاني فهو للباحث الراحل سباعي السيد ويحمل عنوان «المسرح والبحر» ويتناول بالتحليل مسيرة الكاتب عبد الرحمن المناعي ضمن تطور المسرح في الخليج العربي، وكذلك ضمن الحركة المسرحية في قطر، خاصة وأن «بو ابراهيم» مازال يعمل وله عرض مسرحي ضمن المهرجان الحالي. اخترنا هذين الكتابين لأنهما يحيطان بالحركة المسرحية كتاريخ وكمساهمة فردية من الفنانين.
وحول العرض الافتتاحي قالت مخرجته رؤى القلعي: اثر القيام بتجارب اختبار تم تكوين فريق من 15 ممثلا وممثلة لتقديم عرض الحادث والكائن للفنان القطري الكبير الاستاذ عبد الرحمن المناعي، دخلنا في ورشة عمل بشكل يومي وتواصلت حتى في شهر رمضان، وهذا اكثر ما اعجبني في هذه المجموعة اصرارهم على التغلب على الصعوبات وتحدي الوقت وانفسهم لتقديم أفضل صورة لهم.
وتابعت: أتمنى أن يظفر مجهود الشباب بالنجاح وأن يقدموا عرضا يسر الحاضرين واتمنى لهم الاستمرار من خلال حضور ورشات تساهم في تطورهم.. لأن التطور في المجال المسرحي يأتي نتيجة لعمل دؤوب متواصل ومتنوع.. وهذا ما حاولت وضعه في الفريق من قيم ومبادئ لأنه يهمني كأستاذة مسرح رؤيتهم في أعمال اخرى وان لا تتوقف تجربتهم معنا كمركز شؤون المسرح بل هدفنا اثراء الساحة الفنية بهذه الطاقات الشابة.
وقال أحمد العلي أحد أبطال العرض المسرحي الافتتاحي إن هذه المشاركة هي الثالثة بالنسبة له في المهرجان، وعبر عن تحمسه واستعداده التام واشتياقه أيضا لمواجهة الجمهور والوقوف مرة ثالثة على خشبة مسرح المهرجان في كتارا.
وأضاف: أتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع بنا وأن نستثمر تلك الفرصة ونقدم عرضا يوازي جهود مركز شؤون المسرح والدعم الكبير الذي وجدناه من الجميع ومن وزارة الثقافة.
بينما عبرت الفنانة الشابة هنيدة بوشناق إحدى الممثلات في العرض الافتتاحي مسرحية «الحدث والكائن» عن شكرها وامتنانها من هذه الفرصة التي أتيحت لها من قبل وزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح.
وأضافت: لقد كان التمثيل دائما شغفي، هذه أول مرة أقوم فيها بالتمثيل، خارج مسرح الجامعة، دوري في المسرحية هو أم لطفل وزوجة رجل فقير تهتم بشدة بأسرتها وتحاول كل ما في وسعها للبقاء على قيد الحياة.
وحول أهمية هذه التجربة بالنسبة لها قالت هنيدة إنها متحمسة جداً للعرض وتريد أن تواجه الجمهور بفارغ الصبر حتى ترى ردة فعله على ما سيقدمونه هي وزملائها بالمسرحية.
عروض المهرجان
ويضم جدول عروض وفعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في نسخة الـ 35 مجموعة من العروض تشمل الفرق الأهلية والمؤسسات الخاصة وكذلك عروض الجامعات وهي كالتالي: عرض الافتتاح لـ «مسرح المواهب» من تأليف عبد الرحمن المناعي وإخراج رؤى القلعي، وفي اليوم الثاني ستقدم جامعة لوسيل مسرحية «شهبندر التجار» عن رواية للكاتب الكبير توفيق الحكيم، ويخرجها عبد الرحمن الحبابي، فيما سيقدم طلاب جامعة قطر عرض «رحلة الغد» عن رواية لتوفيق الحكيم أيضًا، وأعدها عبد الله جاسم الكبيسي، وهي من إخراج ناصر عيسى، فيما سيشهد اليوم الرابع عرض مسرحية «سيزوي بانزي مات» لمسرح الجاليات «السودان»، تأليف أثول فوقارد، ومن إخراج محمد السني، وفي اليوم التالي سيكون الموعد أيضا مع مسرح الجاليات من خلال الجالية اليمنية التي ستقدم عرض «الطاهش»، من تأليف د. عبد الغفار مكاوي، ومن إخراج صفوت الغشم.
وفي اليوم السادس ستشهد النسخة 35 ليلة المهرجان بعرض «خمسون عاماً مسرح» من إخراج ناصر عبد الرضا وألحان طلال الصديقي، وستتواصل العروض مرة أخرى بمسرحية «المغيسل» لشركة تذكار للإنتاج الفني، وهي من تأليف تميم البورشيد وإخراج محمد الملا، وفي اليوم التالي ستقدم مسرحية «ماسح الأحذية» من إنتاج كيو فن للإنتاج الفني، تأليف د. خالد الجابر، وإخراج أحمد المفتاح، فيما ستقدم فرقة الوطن المسرحية عرض «جزء من النص مسروق» من تأليف عائشة أحمد محمد، وإخراج علي ميرزا محمود، وتقدم فرقة الدوحة المسرحية في اليوم التالي عرض «وادي المجادير» تأليف وإخراج عبد الرحمن المناعي، وستقدم شركة السعيد للإنتاج الفني مسرحية «هروب» من تأليف طالب الدوس، وإخراج فالح فايز، بينما ستعرض فرقة قطر المسرحية، عرض «جيل رابع» من تأليف علي الزيدي وإخراج فيصل رشيد، وستقدم شركة كوشنيل برودكشن مسرحية «عود الحِنا» تأليف وإخراج سعد بورشيد، بحث ودراسة صالح غريب، وستختتم العروض بمسرحية «نزيف العمر» لشركة «ستيج قروب، تأليف د. حسن رشيد وإخراج علي الشرشني.
وسيعقب كل عرض ندوة تطبيقية لمجموعة من النقاد والخبراء المسرحيين للتعقيب على العرض وكذلك إتاحة الفرصة لطرح أسئلة الجمهور والإعلاميين على فريق عمل العرض ومحاورتهم ومناقشتهم فيما قدموه على خشبة المسرح.