+ A
A -

تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، انطلقت أمس النسخة الـ 35 من مهرجان الدوحة المسرحي، تحت شعار «خمسون عاماً وأكثر»، والتي تستمر حتى 29 مايو الجاري، على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا».

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، إن النسخة الجديدة من مهرجان الدوحة المسرحي، هي امتداد لأقدم مهرجان مسرحي في منطقة الخليج العربي، حيث يمثل التجربة الأولى التي فتحت الطريق أمام مهرجانات خليجية وعربية كثيرة، ومعه رسخت دولة قطر تجربة تكريم المبدعين المسرحيين، وتقديم الدعم اللازم لكل المبدعين وخاصة من الشباب.

وأوضح د. غانم العلي أنه وبعد خمسة وثلاثين عاما من الدورات الناجحة، مازال «مهرجان الدوحة المسرحي» يحمل نفس الروح الشبابية المتوهجة التي بدأ بها مشواره، فقد نشأت أجيال من المسرحيين القطريين بين جنبات هذا المهرجان، وهي أجيال صنعت ريادة التجربة المسرحية القطرية، الممتدة لأكثر من نصف قرن من الإبداع، وقد ساهم المهرجان في صقل مواهبهم، ودعم تجاربهم، ومناقشة قضاياهم، حتى صار موعدا سنويا يحتضن إبداعاتهم، ويسوق أعمالهم المسرحية.

ويحتفي المهرجان، هذا العام بمسيرة المسرح القطري على مدار أكثر من خمسين عاما، وذلك من خلال عرض مسرحي في الليلة الرسمية للمهرجان، المقررة يوم الأحد الموافق 21 مايو الجاري، تحت عنوان «خمسون عاما مسرح»، كما يتضمن المهرجان 13 عرضًا مسرحيًا متنوعًا.

من جهتها قالت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون، إن مهرجان الدوحة المسرحي مناسبة ثقافية عريقة ومميزة، يمثل حقبة تاريخية للثقافة القطرية منذ بدايته وحتى اليوم، موضحة أن للمهرجانات المسرحية أثرا إيجابيا على الحركة المسرحية بشكل خاص والحركة الثقافية بشكل عام، كون المسرح لا يتطلع للربح المادي، بل لتقديم الفكر والقيم.

وأوضحت الحمادي أن المهرجان فرصة لتلاقي الكتاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين والفرق المسرحية وشركات الإنتاج، وغيرهم من أطراف العملية المسرحية والثقافية، وهو ما يمثل فرصة لحوار مثرٍ وراقٍ بين الجميع، بما يعود بالنفع على المواهب الجديدة لبناء أجيال متعاقبة تتمتع بالخبرة المكتسبة والمعرفة.

وحول العرض الافتتاحي للمهرجان والذي قدمه مركز شؤون المسرح للمواهب الشابة تحت عنوان «الحادث والكائن» قالت الفنانة هدية سعيد في تصريحات خاصة لــ الوطن إنها سعيدة جداً بالمواهب الشابة التي شاهدتها اليوم، وأتمنى لهم الاستمرارية والتعلم والاستفادة من تلك التجارب وكذلك صقل مواهبهم.

وتابعت: هي احتفالية فنية وعرس مسرحي كبير يجتمع فيه أهل الفن وعشاق خشبة المسرح كل عام، وهذا من أهم الإيجابيات التي يحققها هذا المهرجان، بالإضافة إلى صعود أسماء جديدة تستكمل المسيرة وترفع راية المسرح القطري.

فيما أكد الفنان فالح فايز أهمية المهرجان في خلق فرص جديدة للمواهب الشابة وفتح الباب أمام الوجوه الصاعدة التي تحتاج لفرصة حقيقية لكي تعبر عن فنها ونفسها فنياً.

وأضاف: أتمنى أن تستمر الفعاليات المسرحية والمهرجان لكي يكون نافذة حقيقية للفنانين والمواهب الصاعدة، وأتمنى كذلك أن يشهد المهرجان تواجدا قويا من الفرق الأهلية التي أرى أنها راهنت أو ستراهن على العنصر البشري والفني، حيث إن الدعم لم يكن بالشكل الكبير ولكننا نشكر وزارة الثقافة على هذا الدعم والمساندة المهمة.

واستهلت الدورة الـ35 من مهرجان الدوحة المسرحي فعالياتها وعروضها أمس بالعرض المسرحي (الحادث والكائن) لمسرح المواهب من إنتاج مركز شؤون المسرح، وتأليف الفنان عبدالرحمن المناعي وإخراج رؤى القلعي، ويشهد المهرجان 13 عرضًا مسرحيًا متنوعًا هي: (الحادث والكائن، شهبندر التجار، رحلة إلى الغد، سيزوي بالزي مات، الطاهش، المغيسل، ماسح الأحذية، جزء من النص مسروق، وادي المجادير، هروب، جيل رابع، عود الحنا، ونزيف العمر).

وتحمل النسخة الخامسة والثلاثون من مهرجان الدوحة المسرحي بصمات جديدة في هذا العام، وتشارك الفرق المسرحية القطرية بثلاثة عروض؛ وهي فرقة قطر بالعرض المسرحي (جيل رابع) تأليف علي الزيدي وإخراج فيصل رشيد، وفرقة الدوحة بالعرض المسرحي (وادي المجادير) تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، وفرقة الوطن بالعرض المسرحي (جزء من النص مسروق) تأليف عائشة أحمد وإخراج علي ميرزا، ويقيم المهرجان ندوات تطبيقية عقب العروض لتحليلها ومناقشة أبعادها، بمشاركة المؤلفين والمخرجين.

ويشارك في المهرجان عدد من المؤسسات الخاصة، وهي: السعيد للإنتاج الفني، وتقدم العرض المسرحي (هروب) تأليف طالب الدوس وإخراج فالح فايز، وتذكار للإنتاج الفني بمسرحية (المغيسل) تأليف تميم البورشيد، وإخراج محمد الملا، وكيو فن للإنتاج الفني وتقدم مسرحية (ماسح الأحذية) من تأليف الدكتور خالد الجابر، وإخراج أحمد المفتاح، وكوشنيل برودكشن وتقدم مسرحية (عود الحنا) من إعداد سعد بورشيد عن دراسة للباحث صالح غريب، وإخراج سعد بورشيد، وستيج قروب بمسرحية (نزيف العمر) تأليف الدكتور حسن رشيد، وإخراج علي الشرشني.

ويستمر مهرجان الدوحة المسرحي في تقديم عروض الجامعات؛ وذلك لإضفاء روح شبابية عليه، والجامعات المشاركة هي جامعة قطر، وتقدم مسرحية (رحلة إلى الغد) من إعداد عبدالله جاسم الكبيسي عن نص للكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، وإخراج ناصر عيسى، كما تقدم جامعة لوسيل مسرحية (شهبندر التجار - عن السلطان الحائر) من تأليف الكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، وإخراج ناصر عيسى.

ويفتح المهرجان هذا العام الباب أمام المقيمين في دولة قطر من الجاليات العربية ليقدموا أعمالهم المسرحية، حيث يتضمن المهرجان عرضين للجاليتين السودانية واليمنية؛ وتقدم الجالية السودانية مسرحية (سيزوي بانزي مات) عن نص عالمي للكاتب الجنوب إفريقي أثول فوجارد، والإخراج لمحمد السني، فيما تقدم الجالية اليمنية مسرحية (الطاهش) عن نص للدكتور عبدالغفار مكاوي، وإخراج صفوت الغشم، كما يفتح المهرجان الباب أمام المواهب الجديدة التي يمكن أن تشكل رافدا للحركة المسرحية لاحقا، وذلك بتقديمه عرضا للهواة الذين يصعدون على الخشبة للمرة الأولى في عرض مسرحي بعنوان (الحدث والكائن)، من تأليف عبدالرحمن المناعي، وإخراج رؤى القلعي.

وستشهد النسخة الـ 35 من مهرجان الدوحة المسرحي تكريم ثلاثة فنانين مسرحيين من جيل الرواد، وجيل المخضرمين، والجيل الراهن. كما قامت كل فرقة من الفرق المسرحية بترشيح مسرحيين اثنين من أعضائها، وذلك ليتم تكريمهم نظير جهودهم وإبداعاتهم المسرحية.

جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي انطلق عام 1978، واتخذ خــلال مشـــــواره أسماء مختلفة، وتوقف على فترات متقطعة، كان آخرها في 2017 قبل أن يعود من جديد في 2022.

copy short url   نسخ
17/05/2023
10