تواصلت عروض مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الـ 35، حيث قدمت جامعة لوسيل أمس مسرحية «شهبندر التجار» للكاتب الراحل توفيق الحكيم، ومن إخراج عبد الرحمن الحبابي، ووجد العرض تفاعلاً كبيراً من الجمهور والحضور الذي أشادوا بأداء بعض الفنانين الشباب المشاركين في العرض.
وحول العرض والمشاركة في المهرجان قال مخرجه في تصريحات خاصة لـ الوطن: إن مسرحية شهبندر التجار حملت مضامين هامة ورسائل ذات قيمة كبيرة وأهدافا سامية.
وأشار الأحبابي إلى أن هذه القيم والرسائل تتمثل في الابتعاد عن الشر والأمور التي تخالف الشريعة والقانون، وهذا ما اتضح للجمهور من خلال النص والمواقف التمثيلية التي شاهدوها في العرض.
وحول مشاركته في المهرجان قال الأحبابي إنه يشارك للمرة الثانية في المهرجان، وأن أهداف فريق العمل ككل من المشاركة في المهرجان هو كسر حاجز الرهبة خاصة وأن أغلب الفريق يشارك ويقف أمام الجمهور لأول مرة.
وشارك في مسرحية «شهبندر التجار» كل من: إنجي محمد محمود، مريم محمد فوزي، ريان عبد الخالق، عبد الرحمن الحبابي، فيصل قاسم البلوشي، فراس عمار عنبتاوي، عبد الرحمن حميد محرر عبد الله محمود الشيخ حسن.
على هامش عروض مهرجان الدوحة المسرحي في دورته 35، أقيمت في اليوم الأول ندوة تطبيقية لعرض «الحادث والكائن» الذي قدمه مجموعة من الشباب ضمن «مسرح المواهب»، وشهدت الندوة نقاشاً إيجابياً على المستوى النقدي بين معقب الندوة الأكاديمي المسرحي سلمان المري ومخرجة العرض رؤى القلعي وبعض المسرحيين والمهتمين من الحضور.
في بداية الندوة قام المعقب سلمان المري بالتركيز على بعض النقاط الإيجابية وكذلك السلبية التي وقع فيها العرض مؤكداً على أهمية تبني مثل هذه المواهب الشابة التي يمكن أن يكون لها بصمتها المسرحية في المستقبل في حال وجدت الدعم الفني اللازم والتدريب والتأهيل المطلوب.
وحول العرض وبعض النقاط التي ذكرت في الندوة ردت المخرجة رؤى القلعي مؤكدة على أن الشباب ما زالوا في بداية طريقهم الفني ولا تزال أمامهم الفرصة ليحققوا ذاتهم، وأشادت القلعي بالعرض وبما قدمه الشباب في المهرجان متمنية منهم أن يواصلوا التدرب والتعلم ليطوروا من موهبتهم.
فيما علق بعض الحضور من الفنانين والمهتمين على أداء المشاركين في العرض، موضحين أن وقوف هؤلاء الشباب على خشبة المسرح هو النقطة الإيجابية الأهم في هذا العرض، فهي بداية مبشرة لهم ويجب استغلال تلك الفرصة والاستفادة من النصائح والتوجيهات التي قدمت لهم ليحققوا الأفضل في ما هو قادم.
ومن المقرر أن تعرض اليوم مسرحية «رحلة إلى الغد» لفريق جامعة قطر، من تأليف توفيق الحكيم وإخراج ناصر عيسى، ويشارك في بطولتها: ناصر عيسى بلغيث، أحمد العبادي، مشعل حسن، إبراهيم النجار، ومن إعداد عبد الله جاسم الكبيسي.
وامتلأت أماكن الجمهور في مسرح الدراما بكتارا عن آخرها في اليوم الثاني من العروض، كما أشاد الجمهور والحضور بالجوانب التنظيمية.
وحول المهرجان قال الناقد المسرحي د. حسن رشيد: عودة المهرجان بمثابة عودة الروح لخشبة المسرح ولشباب الحركة المسرحية عموماً، وهي الجزئية الأهم في هذا المهرجان.
أما عن وجهة نظره في المستوى المطلوب من هؤلاء الشباب، أو ما الذي يمكن أن يقدموه بالمهرجان، فقال: لن نطلب منهم المستحيل.. لأنها تجربة جديدة بالنسبة لهم، ولكل تجربة نقاط ضعف كما لها العديد من نقاط القوة، ولذلك نقول لهم استمروا وتطوروا ونحن الداعم لكم والسند المعنوي لكي تواصلوا رحلتكم المسرحية.
وفيما يتعلق بالعرض الافتتاحي للمهرجان والذي قدمه مجموعة من شباب «مسرح المواهب» تحت عنوان «الحادث والكائن»، قال: يحسب لهؤلاء الشباب وقوفهم على خشبة المسرح وتقديمهم لعمل عن البحر كتبه واحد من أهم الأسماء على مستوى الخليج وهو القدير عبد الرحمن المناعي، وهذه شهادة فخر واعتزاز لهم ووسام على صدورهم، وأعتقد أن الندوة التطبيقية لمثل هذه التجارب يمكن أن يأتي بالنتيجة السلبية لذلك كنت أتمنى ألا تقام لهم ندوة تطبيقية، لأنهم ما زالوا في مقتبل الطريق وخبراتهم محدودة وتكاد تكون غير موجودة، وبالتالي من الممكن أن يخرج عليهم أحد الحضور بلا قصد ويقدم لهم نصيحة أو رأي ما يشعرهم ببعض الاحباط.
وفيما يخص نصيحته للشباب أضاف: أقول للشباب مشاركتكم في هذا المهرجان خطوة مهمة جداً ولابد من استغلالها، واستثمارها وذلك بالقراءة، فمن لا يقرأ لا يتطور، ولابد أن تطوروا من أنفسكم لتستمروا وتسيروا على نهج من سبقوكم، بل وتكملوا مسيرتهم وتحققوا أكثر مما تحقق.
وحول توقعاته للنسخة الحالية من المهرجان قال: أتوقع أن يحقق نجاحاً وأصداء أقوى من النسخة السابقة، على الرغم من علامات الاستفهام حول عدم وجود جوائز وفائزين ومراكز أولى للعروض المميزة والجيدة، فكنت أتمنى أن نرى منافسة قوية، فمن وجهة نظري عدم وجود جوائز للعروض المشاركة سيساهم بشكل أو بآخر في ضعف المنافسة.
وأضاف: أتمنى عودة المشاركات الدولية، وأن يكون هناك تمثيل قوي لقطر وللمسرح القطري على المستوى الدولي.
واختتم حديثه قائلاً: أسعدني جداً وجود فرق من الجاليات، ولكني كنت أتمنى أن أرى جميع الجاليات على خشبة المسرح وفي المهرجان، وهي الأمنية التي أنتظر أن تتحقق في الدورة القادمة.