قدم طلاب ومواهب جامعة قطر أمس عرضا مسرحيا مميزا، ضمن مشاركتهم بمهرجان الدوحة المسرحي 35، حمل العرض اسم «رحلة إلى الغد» من تأليف القدير توفيق الحكيم وإخراج ناصر عيسى، وقد وجد العرض تفاعلاً كبيراً من الحضور، كما أشاد النقاد والجمهور بالعرض خلال الندوة التطبيقية التي أعقبته.
وحول العرض قال المخرج الشاب ناصر عيسى في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن هذه التجربة هي الثانية له في مهرجان الدوحة المسرحي حيث شارك في نسخة العام الماضي، مشيراً إلى أنه يريد أن يكرر نفس الإنجاز الذي تحقق العام الماضي لجامعة قطر ونفس المستوى والنجاح الجماهيري المميز.
وفيما يخص عرض «رحلة إلى الغد» قال عيسى إن العرض يدور حول التكنولوجيا في حياتها ومدى تقبلها واستيعابها، وأردنا من خلاله أن نقدم رسالة مهمة للجمهور وهي أن التطور شيء مهم ولكن لا يكون على حساب التخلي عن مبادئنا وعادتنا وتقاليدنا.
أما عن الفريق المشارك في العرض فأوضح المخرج ناصر عيسى أنه يشارك كبطل للعرض بجانب مجموعة من الشباب الذين يقفون على خشبة المسرح لأول مرة، وهذه فرصة جيدة للتعلم ولنكتسب جميعاً الخبرة ونقف على نقاط القوة والضعف لنتطور.
وحول أهمية المهرجان والمشاركة فيه فقال: تحمل مشاركتنا في المهرجان إيجابيات عديدة بالنسبة لنا جميعاً، فالاحتكاك بالقامات والأساتذة المسرحيين شيء مهم وضروري لنا، فلا يمكن أن نتقدم دون التعلم والاستفادة من أصحاب الخبرات والتجارب.
وكانت فرقة جامعة لوسيل قد قدمت مساء أمس الأول العرض الثاني ضمن عروض المهرجان تحت عنوان «شهبندر التجار عن السلطان الحائر» والمسرحية من النصوص الخالدة لتوفيق الحكيم (1898 – 1987)، وأخرجها على خشبة المسرح الجامعي عبدالرحمن الحبابي، تمثيل عبدالرحمن الحبابي، انجي محمود، مريم فوزي، ريان عبدالخالق، فيصل البلوشي، فراس عنبتاوي، وعبدالرحمن محرر، وعبدالله توفيق. أزياء نور ذياب وآية يوسف، وسينوغرافيا عبدالرحمن الحبابي.
وتتناول مسرحية «السلطان الحائر» قصة مملوك انتصر على المغول ووصل إلى الحكم خلفا لسيده، فتحوم الشبهات حوله ويكتشف السلطان انه عبد بيع وهو طفل للسلطان الذي خلفه فيثور الناس ويحاول السلطان بمعية وزيره أن يسكتا الأفواه بالقوة غير أن قاضي القضاة يذكره بالقانون ويطرح على الملك الاختيار إما السيف أو القانون الذي فيه الخلاص.
وقد شهدت الندوة التطبيقية للعرض المسرحي «شهبندر التجار.. عن السلطان الحائر»، جدلا حول أهمية التطرق للأخطاء كونها إحدى الركائز الهامة التي يمكن أن يرتكز عليها الفنان في بداية مشواره الفني ويصحح من مساره وهفواته على خشبة المسرح، وعلى الجانب الثاني رأى بعض المسرحيين والنقاد أنه يجب التحلي بمزيد من الحكمة والخبرة في التعامل مع تجارب الشباب الصاعدين كون الساحة تحتاجهم بشدة والتعامل بحدة في النقد قد ينعكس بالسلب عليهم.
وأشاد الناقد الدكتور حسن رشيد خلال تعقيبه على العرض بعناصر الفرجة المسرحية في مسرحية «شهبندر التجار»، منوها بالأداء الذي قدمه الممثلون على الخشبة، وبالرؤية الإخراجية للمخرج الشاب عبدالرحمن الحبابي وذلك في الندوة التعقيبية التي تلت العرض المسرحي، بخضور كوكبة من المسرحيين من أجيال مختلفة.
وقام المخرج وبطل المسرحية عبدالرحمن الحبابي بالرد على تساؤلاتهم وملاحظاتهم بكثير من الحرص على أن يتقبل مختلف الآراء، ويسجلها حتى يصحح بعض الأخطاء ويواصل مشواره في مجال الإخراج المسرحي والتمثيل بكل اقتدار.