+ A
A -

اقتحمت قوات مسلحة غير نظامية مبنى سفارتنا في الخرطوم وقامت بتخريبه، في حادثة جديدة سبق وتكررت مع عدة سفارات أخرى، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق حيث إن السفارات والبعثات الدبلوماسية ومقار المنظمات الدولية محمية بموجب القانون الدولي والاتفاقات الدولية، ولا يجوز على الإطلاق اقتحامها أو تهديدها تحت أي ظرف من الظروف.

الذين قاموا بهذا الفعل الإجرامي المشين يتعين ملاحقتهم، ومساءلتهم عن هذا الفعل الخطير، الذي يعكس مدى تدهور الأوضاع، وينذر بحالة من الفلتان الأمني، سوف تزيد الطين بلة، حيث كل المؤشرات تدل بشكل قاطع على تواصل المعارك على الرغم من الوساطات والتحركات الرامية إلى تغليب الحوار واللجوء إلى الطرق السلمية لتجاوز الخلافات، خاصة وأن الشعب السوداني هو الذي يسدد ثمن ما يحدث اليوم، حيث وصل عدد القتلى بين المدنيين إلى «850» شخصا، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ منتصف أبريل الماضي، بالإضافة إلى سقوط «3» آلاف و«394» جريحا، دون احتساب العدد الكبير من الإصابات والوفيات لم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في السودان.

ومع تواصل المباحثات السودانية في جدة، فإن الأمل مازال يحدو الجميع بتحقيق انفراجة، تضع حدا لدوامة العنف عبر الدفع باتجاه ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، عن طريق التوصل لهدنة شاملة يتم احترامها والعمل بها كخطوة ضرورية أولى تفسح الطريق أمام الحوار البناء الذي من شأنه وحده وضع حد لدائرة العنف والاقتتال.

copy short url   نسخ
21/05/2023
110