الدوحة /قنا/ عقدت جامعة قطر المؤتمر الدولي الأول للمركز الوطني للتطوير التربوي والذي جاء تحت شعار "كوفيد-19 يغير قواعد اللعبة في التعليم - إعادة التواصل افتراضيا"، بمشاركة 3500 من الخبراء والتربويين والمهتمين بالشأن التربوي داخل قطر وخارجها.
وناقش المؤتمر، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي، تأثيرات الجائحة على العملية التعليمية على المستوى المحلي والعربي والدولي، مستعرضا بعض الحلول التطبيقية للإشكاليات المرتبطة بها من قبل باحثين وممارسين وطلبة علم في مراحل دراساتهم الجامعية العليا.
كما تضمن المؤتمر موضوعات مرتبطة بالمعلمين والطلبة وأولياء الأمور وكل المهتمين بالقضايا التربوية وفق محاور المؤتمر الأساسية المتعددة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا تربوية مع عدد من صانعي القرار وواضعي السياسات التربوية، وعرض تجارب متنوعة للتعليم في زمن كورونا من الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، إلى تداعيات جائحة كورونا على المجال التربوي والتعليمي على المستوى العالمي، وقال إن الجائحة داهمت الجميع، دون أن تكون هناك خطط للمواجهة، ولا بديل عن الاستجابة السريعة لطبيعتها وتأثيراتها، والتقليل ما أمكن من نتائجها وأخطارها.
وأضاف أن مثل هذه الملتقيات التربوية تشكل ملاذات آمنة للتربويين، وخاصة للممارسين منهم في تقديم رصد صادق لواقعهم المعاش في مؤسساتهم التربوية ومع طلبتهم، والتحديات التي يواجهونها وسبل التغلب عليها، وفق منظومة من الممارسات الفضلى والتطبيقات المدعومة بحثيا.
ولفت إلى أن جودة المؤتمرات والملتقيات في هذا الظرف الاستثنائي بات يحكم عليه من خلال ما تقدمه من حلول تطبيقية، وممارسات ممكنة في متناول التربويين بعيدا عن التنظير الصرف أو التوصيات غير القابلة للتطبيق.
وأكد الدكتور الدرهم أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من تخصيصه مساحة مهمة لرصد واقع استجابة صانعي السياسيات التعليمية وأصحاب القرار فيها، لتأثيرات الجائحة في الأنظمة التربوية في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، وتتبع هذه الاستجابات بالدراسة والتحليل.
وأشار إلى أن هذا الرصد والتتبع للواقع التعليمي في ظل أزمة كورونا، يتيح إمكانية إجراء تغييرات محتملة مدروسة على مناهج المؤسسات التعليمية وطرائق التعليم فيها، من خلال عرض لتنظيمات منهجية وأنشطة وأساليب تعليمية، تستند إلى فعالية المتعلم واستقلال تعلمه، ودور الوالدين الداعم لذلك.. منوها بأن هناك تجارب دولية وعربية ومحلية لأنظمة تربوية أو مؤسسات تعليمية، نجحت في استيعاب صدمة الجائحة وإعادة التوازن سريعا لمنظومتها التربوية.
وفي كلمة له، قال الدكتور عبد الله أبو تينة، مدير المركز الوطني للتطوير التربوي "إن اختيار عنوان المؤتمر ومحاوره وموضوعات جلساته، جاءت استجابة لما يشهده العالم من تغير واضح في أساليب التعليم واستراتيجياته، وإعادة النظر في طبيعة التواصل وآلياته، واحتدام النقاش حول الاستمرار في تقليدية التعليم أو تهجينه أو مكننته".
وتضمن المؤتمر تسع غرف افتراضية ناقشت 75 ورقة بحثية حول السياسات التربوية في ظل كوفيد-19، ومشاركة أولياء الأمور، والتعلم المدمج والتعلم عن بعد، وتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديات التعلم الإلكتروني، والاستراتيجيات المتنوعة في تقويم تعلم الطلبة عن بعد، واستراتيجيات التدريس والإدارة الصفية، والممارسات والتوقعات في ظل كوفيد-19، والتنمية المهنية في ظل الجائحة.
كما تضمن المؤتمر كذلك سبع غرف افتراضية أخرى تضمنت 14 ورشة عمل في محاور، تناولت استراتيجيات تدريس لمعلمي الرياضيات، والتفاعل الصفي، وتطبيقات تعليمية تفاعلية، ومشاركة الطلبة في التعلم عبر الإنترنت، والتقييم المدمج والتقييم عن بعد، وملفات الإنجاز والاختبارات الإلكترونية، واستراتيجيات متنوعة في تقويم تعلم الطلبة عن بعد.
وقدم المؤتمر للممارسين رصدا للواقع المعاش في المؤسسات التربوية، والتحديات التي يواجهها الطلبة وسبل التغلب عليها وفق منظومة من الممارسات الفضلى والتطبيقات المدعومة بحثيا والحلول التطبيقية والممارسات الممكنة للتربويين.