+ A
A -
تواجه القيم الغربية المتعلقة بالحرية والمساواة «3» معضلات أساسية تتمثل في الصعود السريع للصين، وارتفاع نبرة التحدي لدى روسيا، وإرهاب تنظيم داعش، الأمر الذي يفسر انحسار الدور الأوروبي، خاصة على صعيد السياسات الخارجية.
وبالإضافة إلى هذه المعضلات، فإن هناك أيضا تحديات أخرى لاتقل أهمية تتمثل بأزمة الديمقراطية الليبرالية، ومسار التراجع النسبي للولايات المتحدة، وحالة الاضطراب الاجتماعي والسياسي التي يُعاني منها المجتمع الأميركي، مايعني أن العلاقات التي أسستها الولايات المتحدة على مدار عقود ستتبدد سريعاً، مع مايعنيه ذلك من تأثيرات على استقرار النظام الدولي، بشكل عام، وعلى أوروبا التي شهدت أولى بوادر عدم الاستقرار في الصعود القوي للشعبويين، وهو الصعود الذي خلخل المشهد السياسي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
مقابل كل ذلك، تبدو ألمانيا وكأنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي مازالت تحاول منع الانهيار الأوروبي، ومازالت تمسك بزمام المبادرة من أجل إبقاء أوروبا قوية وموحدة، لكن ذلك يجب ألا ينبئ بالكثير، مع انكفاء دول مؤثرة عدة، يبدو أنها اختارت الانكفاء والاستسلام أمام العواصف الدولية غير المحسوبة.
وللإنصاف فإن صعود التيارات الشعبوية لايعود فقط إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وإنما إلى فشل الديمقراطيات الغربية منذ مطلع الألفية، وتزايد الضغوط السلبية الناجمة عن العولمة على الطبقات الوسطى الغربية، والتي كان من شأنها إثارة النزعات القومية والثورات الشعبوية.
كل ذلك أدى إلى تقليص الدور الأوروبي عالميا، ما أفسح صعودا روسيا كبيرا على قاعدة ملْ الفراغات، ليس في أوروبا الشرقية سابقا وحده، وإنما على المستوى العالمي أيضا، ومن شأن ذلك أن تكون له تداعياته مستقبلا على مجمل المشهد السياسي الدولي.
بقلم : حسان يونس
وبالإضافة إلى هذه المعضلات، فإن هناك أيضا تحديات أخرى لاتقل أهمية تتمثل بأزمة الديمقراطية الليبرالية، ومسار التراجع النسبي للولايات المتحدة، وحالة الاضطراب الاجتماعي والسياسي التي يُعاني منها المجتمع الأميركي، مايعني أن العلاقات التي أسستها الولايات المتحدة على مدار عقود ستتبدد سريعاً، مع مايعنيه ذلك من تأثيرات على استقرار النظام الدولي، بشكل عام، وعلى أوروبا التي شهدت أولى بوادر عدم الاستقرار في الصعود القوي للشعبويين، وهو الصعود الذي خلخل المشهد السياسي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
مقابل كل ذلك، تبدو ألمانيا وكأنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي مازالت تحاول منع الانهيار الأوروبي، ومازالت تمسك بزمام المبادرة من أجل إبقاء أوروبا قوية وموحدة، لكن ذلك يجب ألا ينبئ بالكثير، مع انكفاء دول مؤثرة عدة، يبدو أنها اختارت الانكفاء والاستسلام أمام العواصف الدولية غير المحسوبة.
وللإنصاف فإن صعود التيارات الشعبوية لايعود فقط إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وإنما إلى فشل الديمقراطيات الغربية منذ مطلع الألفية، وتزايد الضغوط السلبية الناجمة عن العولمة على الطبقات الوسطى الغربية، والتي كان من شأنها إثارة النزعات القومية والثورات الشعبوية.
كل ذلك أدى إلى تقليص الدور الأوروبي عالميا، ما أفسح صعودا روسيا كبيرا على قاعدة ملْ الفراغات، ليس في أوروبا الشرقية سابقا وحده، وإنما على المستوى العالمي أيضا، ومن شأن ذلك أن تكون له تداعياته مستقبلا على مجمل المشهد السياسي الدولي.
بقلم : حسان يونس