+ A
A -

قدمت فرقة الوطن المسرحية أمس عرضا مميزاً أشاد به الجمهور الذي ملأ الأماكن المخصصة له ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الحالية التي تتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري بالحي الثقافي كتارا.

ودار عرض أمس حول قضية الحقوق الأدبية والسطو عليها وإجبار صاحب القلم والحق الأدبي بالتنازل عن حقه أو عدم الحصول عليه عنوة، فقد قام الفنان عبد الواحد محمد خلال العرض بتجسيد شخصية أحد الكتاب الذيين يعانون من اضطهاد وسرقة أحد المسؤولين «الفنان علي ميرزا» لأحدث إصداراته الأدبية ومحاولته المستميتى لينسب هذا العمل له، وكيف أن مثل هذه السرقات والاحتيالات الأدبية تؤثر بالسلب على الكاتب والمبدع وتفقده شغفه وحبه للكتابة ومن الممكن أن تنهي مسيرته الأدبية.

وحول المشاركة في المهرجان أشار الفنان عبد الواحد محمد إلى أنه سعيد بالعودة إلى خشبة المسرح مرة أخرى بعد انقطاع دام لعدة سنوات.

وأضاف: ما دفعني للعودة بكل حماس إلى المسرح هو الفنان علي ميرزا محمود الذي عملت معه قبل أكثر من 25 عاماً في بداياتي الفنية، واليوم من خلال هذا النص سأقف بجانبه على خشبة المسرح في مشهد (الأستاذ والتلميذ) وهو شرف كبير جداً لي أن أتواجد في عمل مسرحي بصحبة الفنان القدير علي ميرزا.

فيما قالت قالت الكاتبة عائشة أحمد البوعينين مؤلفة عرض «جزء من النص مسروق» إنها قدمت من خلال العرض قضية واقعية تحمل رسالة فنية مهمة، موضحة أن المسرح من أهم فنون الأداء التي تعتمد على تجسيد القصة، والنص هو العمود الفقري التي ترتكز عليه المسرحية، والتي تؤدى بمنتهى الحرفية التعبيرية بواسطة مجموعة من الموهوبين.

وتابعت: لقد اختار قلمي أن يجسد الواقع، ويحاول أن يصل إلى بعض الحلول لمشاكله في إطار مبسط على هيئة مشاهد متعددة.

وشارك في مسرحية «جزء من النص مسروق» كل من: علي ميرزا محمود، وعبد الواحد محمد، خالد حسين، عبد الرحمن خالد، سهام، أحمد عبد العزيز، والتأليف عائشة أحمد، والإعداد والإخراج علي ميرزا محمود.

ومن المقرر أن تعرض فرقة الدوحة المسرحية اليوم، عرض «وادي المجادير» للفنان المبدع عبد الرحمن المناعي، وتمثيل كل من: أحمد عفيف، زينب العلي، جاسم السعدي، وتتناول المسرحية ثنائية الحياة والموت، وتحوّلات الإنسان في ظل الكوارث التي تحلّ به، وتلجأ في ذلك إلى أبعاد وجودية عبر أحداث تتناول قصة انتشار وباء تفشى إبان فترة الثلاثينيات، وقتل الكثير من الناس في قطر ومناطق أخرى في الخليج، والعمل تراثي لكنه يحمل أبعادًا وجودية، ويعتمد على تقنية تفتيت الشخصيات، حيث نشعر أننا أمام شخصية واحدة، لكنها تجزأت عبر قصص ووقائع مُختلفة، فعلى الرغم من أن لكل شخصية حكاية مُختلفة، إلا أنهم يعزفون جميعًا على أوتار ثنائية الحياة والموت، والأمل واليأس، والإرادة والعجز، الإحساس برتابة الحياة والإقبال عليها رغم ذلك.

ويقتصر العمل على ثلاث شخصيات، فالمداوي هو ذلك الشخص الذي كان هانئًا إلى أن وجد نفسه وحيدًا بين حقيقتين، وهما: الماضي الذي كان يعيشه، وحاضره الجديد، وهو شخصية مُركّبة، كغيرها من شخصيات المسرحية، أما شخصية «أم سعيد»، فهي الأم التي فقدت ابنها «سعيد» بسبب المرض، وتعيش حاضرها على ذكراه، وذات الصورة تنطبق على المداوي الذي يعيش حياته الحاضرة في ماضيه.

copy short url   نسخ
25/05/2023
5