+ A
A -
لم أقصد من خلال المانشيت أعلاه «ترويع» وزراء الحصار الرباعي أو «تخريع» إعلامهم بكلمة «يا إخوان»، بل أعني أنهم ورغم كل ما عملوه من بلطجة دبلوماسية وتشبيح سياسي، ما زلنا ننظر لهم كأشقاء تجمعنا معهم أواصر الدم والقربى والأسر المشتركة، ويفرقهم عنا «الغدر» والسب والذم وشعاراتهم المفبركة!
أما «الرمسة» فهي كلمة إماراتية تعني بالخليجي «السالفة» وبالمصري : «إيه الحكاية»؟!
ولماذا الرمسة تحديدا؟ لأنها من تراث أبوظبي التي تقود الرياض والقاهرة في هذه المؤامرة على الدوحة..!
فيوماً بعد يوم.. تثبت دول الحصار أنها تسير بلا وجهة وتمضي بلا رؤية في طريق غير معروف نهايته ولا متى كانت شرارته، بيد أنه من المؤكد وجود العديد من المطبات والحفر وإشارات الخطر على مساراته وتقلباته وانزلاقاته، مما ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة ككل، لن يسلم منها أحد، مهما كبر حجمه أو ثقل وزنه في حال استمر «الرباعي» بصدها عن قضاياها الأساسية وأدوارها الرئيسية وانشغل بمطاردة الأوهام وإنتاج الأكاذيب وإثارة الفتن في البيت الخليجي، فالتاريخ يشهد هشاشة هذه المنطقة وكثرة اضطراباتها وسهولة اختراقها.
حملة الجحود والنكران والكذب والبهتان التي تمارس ضد قطر من الشقيقة الكبرى وملحقاتها، في فاصل استعراضي إعلامي كلامي لن يفضي إلى نتيجة، ولن يغيّر من الواقع شيئا، طالما التشنج سيد الموقف، والمراهقة تتصدر المشهد، فالعالم المتحضر والمتطور يرفض أسلوب البلطجة والتشبيح ويدعوهم للانخراط في حوار هادف وبناء في جو من الثقة.. مريح و«صريح».
الحوار فقط يخرج المنطقة من أزمتها وينزع فتيل التوتر، وعدا ذلك هو مضيعة للوقت واستنزاف للجهد، وما تقوم به دول الحصار هو حوار غير مباشر مع أطراف خليجية ودولية، وكان حريا بها إن كانت تثق برأيها وحجتها وأدلتها أن تجلس فورا على الطاولة وتضع النقاط على الحروف، بدلا من الاستعراض والتهديد بمزيد من العقوبات وتجييش الرأي العام، وممارسة الضغط السياسي والمالي على الدول الفقيرة، وآخر هذه المحاولات البائسة زيارة الوزير السعودي عادل الجبير لمؤتمر الاتحاد الافريقي، بغية استصدار قرار إدانة لقطر، بعد أن فشل الوزير المصري سامح شكري في هذه المهمة، لأنه لا يعرف تأدية دور الضغط بالمال أو الرز فهو متعود «ياخد ما يدّيش»..!
لكن جاءتهم لطمة من الاتحاد الافريقي بالرفض المطلق وعدم الخوض في شؤون الدول الأخرى، وهي نفس النكتة التي يقولونها في كل مناسبة، إن قطر تتدخل في شؤون الدول الداخلية، وهم يحرضون الآخرين على التدخل كما انهم بكل بجاحة حشروا أنوفهم في كل شيء حتى في شؤوننا الباطنية، وما يجب أن نأكله أو نشربه، ووصلوا للأبقار والألبان والأجبان.. برعاية قناة العربية وتركي «الدخيل» على الإعلام «بطل الحرب والسلام» ورحلة النضال من تورا بورا مع المجاهدين الأفغان إلى محارب الإرهاب في قنوات أبوظبي وفنادق دبي، مرورا بالذيابي محلل المعدة والكبدة ورفيقه الليبرالي دعبس المندس في «دواعيس» لندن، دون إغفال فاصل الكوميديا الدكتور «الأهطل» القاسمي الذي تحتشر الكلمات في فمه عند الحديث عن قطر وتحتاج للتفحيط حتى تخرج مع رجة وبدون حجة، متزاحمة متلاحمة غير مفهومة ولا مهضومة..!
ويقود الجمع كبيرهم «الأچلح الأملح» عبدالرحمن «الداشر»، عفوا أقصد «الراشد»، وإن كان سلوكه أقرب لمعنى الأولى من الثانية، فهو لم يعد راكدا، وكل ما تقدم به العمر أصبح أكثر مراهقة في الطرح، رغم حرصه على مسح الشنب واللحية وارتداء القميص مع البنطال والتغني بمبادئ الليبرالية والحريات الفردية، لكنها انهارت بمواقفه القمعية ومباركته للحصار وتأييد حجب المواقع وإغلاق الجزيرة وكبت الحريات وسقطت آخر أقنعته بتهديده لقطر في حال لم تخضع بمصير ميدان رابعة العدوية..!
ولا أدري مكان هذا الليبرالي المقاوم والبطل المقدام، عندما كتب هذه الكلمات في مقاله الثوري، هل هو حينها مطل على جبال صعدة يحارب مع الجيش السعودي ومتأثر بأجواء المعركة، أم أنه في ريف الشام يدافع مع السوريين عن كرامتهم وحقوقهم.. فأخذته الأجواء الحربية والحماسية؟
بحكم خبرة ومتابعة لنشاطه ونضاله أتوقع أنه كتب هذا التهديد الناعم والكيوت وهو يحتسي الكابتشينو في مقهى لودريه أو في «فوكيت» في شارع الشانزليزيه، لكن من المهم والضروري أن لا يكون قد كتبه بالمايوه على أنغام «المازيكا» بشواطئ كازابلانكا!
بعيدا عن جهابذة الإعلام وأدعياء الليبرالية
و«جحلط» تويتر و«التخليل» السياسي، الذين ملأوا الشاشات والصفحات بحثالة الفكر وضحالة الرأي..
نعود مجددا لرباعي الحصار ووزرائهم، والذين اضطروا لترقيع فشل اجتماع القاهرة بإصدار بيان تفصيلي عن القرارات، وبعد قراءته بالكامل كان ينقصه العنوان التالي:
«بعد جهد وعناء فسروا الماء بالماء»..!
بصراحة أنا شخصيا أشفق على وزراء الخارجية لما وصلوا إليه من مستوى متدن، وكأنهم يعيشون حاليا لحظات انتحار مهني.. وأحيانا أشعر أنهم غير مقتنعين بما يقولون أو يفعلون، وهناك رأي آخر يرى أن هذا الأمر «لبسوه» فجأة بأوامر عليا ويحاولون التكيف معه، مثل الوافد العربي أو الأجنبي عندما يلبس الثوب الخليجي فتجده يسير ويخشى التعثر لأنه غير متأقلم عليه!
يقول أحد الظرفاء عن هذا الأمر:
«أتخيل موقف الوزراء الأربعة مثل رؤساء الأندية العربية، عندما يتدخلون في عمل المدرب ويفرضون عليه تشكيلة معينة من الأسماء ويلزمونه بقرارات ينفذها، مما يربك خططه وأداءه، فيضطر يسايرها خوفا من العقاب، ولا يجرؤ على القول إن هذا التخبط والتهور سببه رئيس النادي»!
فالوزراء وبسبب مواقف دولهم المخزية ظهروا بلا ثقة ولا تنظيم ولا تنسيق، وما زالوا متخبطين في التصريحات.. والقرارات.. والبيانات.. وكذلك في التغريدات!
إذا كان حديثكم عن الإرهاب صحيحا فلماذا لم تقتنع معكم الدول الأخرى وتأخذ مثلكم مواقف حادة.. خليجيا «الكويت وعمان».. عربيا «السودان - الجزائر - تونس - المغرب».. عالميا «أميركا - روسيا - بريطانيا - فرنسا - ألمانيا - تركيا - الصين - كوريا - اليابان - الهند - باكستان» رغم كل مساعيكم وضغوطاتكم وتهديداتكم بعصا الاقتصاد ومال السياسة عبر سفراء المؤامرات.. وحتى ورقة الحج والعمرة زجيتم بها في أتون الأزمة!
لماذا رفضوا رواياتكم وقصصكم الخيالية؟
هل تملكون أجهزة أكثر تطورا من الأميركان والروس؟ هل مناظيركم في قمة سدير أقوى من رادارات لندن وباريس؟! لماذا لا تعلنونها صراحة إن الهدف محاصرة قطر حتى يتم الانتهاء من مشروع الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ أجندات ومصالح خاصة بدول وحكّام.. بعيدا عن فيلم «الإرهاب والكباب»؟!
الآن وبعد إن أدركتم أن قطر عصية على الحصار
وقالت «معصي» للمطالب الاستفزازية، بدأتم تبحثون عن مخرج، ومن المعيب عليكم عدم احترام الوساطة الكويتية التي يرعاها أمير الإنسانية، بدلا من الهرولة للقاهرة.. وكأنكم تثبتون تناقض أقوالكم بأفعالكم، ففي الوقت الذي تقولون فيه لتركيا والغرب الأزمة تحل داخل بيت الخليج، نشرتم الغسيل.. على ضفاف النيل!
وكله كوم.. وحديث الوزير الإماراتي كوم!
تخيلوا من يتحدث عن الحزن والكراهية
وكفى يا قطر؟! ولماذا لا ترسمين السعادة؟!
ياربااااااه.. بصوت المعلق الإماراتي فارس عوض!
عبدالله بن زايد يغض الطرف عن أفعال وانتهاكات أبوظبي في الداخل والخارج، وما تسببت به في مآس وكوارث وتعذيب وسجون وأمراض وفوضى ومحاربة الشعوب المسلمة والمسالمة في مصر وليبيا ومالي وأفغانستان والصومال ودعم الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون وإيواء المتورطين في اغتيالات وجرائم حرب وتمويل الإرهاب في 11 سبتمبر كما ذكرت تقارير أميركية، واستقبال أسر وعوائل الطغاة، وتحويل الأموال من البنوك والمصارف الإماراتية إلى الأنظمة العسكرية والاستبدادية ودعم الثورات المضادة، وسجن واعتقال المواطنين الإماراتيين لمجرد إبداء رأي أو مطالبة بإصلاح أو إظهار تعاطف، وآخرهم المواطن عبدالله مطر الذي سيقضي إجازة مروعة في سجن الرزين لأنه قال كلمة حق!
وزير الخارجية الإماراتي لا يرى كل هذا، فقط يبحث عن السعادة في قطر ولا يجدها، ويقولها بنبرة حزينة وكأنه يصور مشهد على قناة أبوظبي دراما، وينقصه موسيقى تصويرية من مسلسل جرح الزمن مع أغنية عبدالمجيد عبدالله «كل يوم نقول اليوم تتحقق الآمال، يا قلب يا محروم من فرحة الأيام»!
ربما يعتقد عبد الله بن زايد أن زرع البسمة على الشفاه يتعلق بإطلاق «نكتة» تنفرج لها الأسارير، فتتحقق السعادة، لكننا في قطر نزرعها عبر مؤسسات ضخمة، نذكره ببعضها فقط، مثل «علّم طفلاً» لدعم أكثر من 600 ألف طفل حول العالم عبر توفير التعليم، كما أن مؤسسة روتا تدعم الشباب العربي لتمكين وإطلاق طاقاتهم وقدراتهم لبناء مجتمعات قوية ومستدامة، وتساعد المنكوبين في الكوارث والحوادث، في حين مدت منظمة «صلتك» يدها لشباب الوطن العربي عبر مبادرات تهدف إلى ايجاد فرص عمل.
أما دور جمعياتنا الخيرية، التي صنفتوها إرهابية، فيستحيل الحديث عنها في عجالة، من إغاثة المنكوبين إلى افتتاح المدارس، وحفر الآبار، وفتح الطرق، إنه شيء يحتاج حقا إلى مجلدات، هكذا نزرع البسمة، لنا ولكل محتاج، دون أن تكون لدينا وزارة للفرفشة أو السعادة.
وبعيدا عن أحاديث «وزير الحزن» وعن مهاترات «سفير الهارودز» الذي طالب مواطنيه الإماراتيين بالحذر ومقاطعة المتجر القطري في لندن لوجود أجهزة «تيسس» على «اليوالات» مما يستدعي المقاطعة والهروب من الموقع.. مازلنا نبحث عن كلام مفيد من دول الحصار لمناقشته.. وأبشركم فقد وجدناه !
البيان الرباعي يقول إن رد قطر سلبي ولم يستجب لتطلعات الشعب القطري ومصلحته!
ليس غريبا أن يتحدثوا عن الشعب، فهم وصلوا لمراحل أبعد بكثير من التدخل والتزوير والفجور..
لكن سآخذ كلامهم من زاوية أخرى، هل الشعب القطري شكا لكم الحال؟ أليس بمقدوره التعبير عن رأيه بدون سجن 15 سنة في الرزين أو الحاير أو حتى في وادي النطرون عدا الغرامات المليونية؟
ألا يوجد بيده وحوزته أحدث وسائل الاتصال والتواصل للتغريد والتنديد؟
الغريب في هذه الجزئية أنهم يطرقون نقطة الضعف عندهم ويحاولون تصديرها رغم أنها معشعشة في مجتمعاتهم، وثابتة في شعوبهم، فهاشتاقات الراتب ما يكفي الحاجة وعاوزين عيش وسكر ولا للسجن والتعذيب والبطالة ذبحتنا، تتصدر عناوين المجتمعات الأربعة المجتمعة على قطر وهي من عجزت عن سد حاجة شعوبها، بل إنها تتفنن بإرهابه وتتقن في اعتقاله في سجون العجائب.. وتجيد الضرب وتبدع في الضرائب..!
أما قطر فهي من قلب الحصار تعلن عن زيادة إنتاج الغاز بنسبة 30% من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة بما سيعود بالخير على البلاد والعباد دون قمع أو استبداد.
وعلى طاري الغاز أختم بسؤال أخير لإمارة أبوظبي :
كيف تقبل كرامتكم أن تستوردوا الغاز من دولة تصدر الحزن والإرهاب إلى العالم..؟! أم ان مصالحكم لها الأولوية ومبادئكم مطاطية .. ومواقفكم تجارية..؟!
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول
أما «الرمسة» فهي كلمة إماراتية تعني بالخليجي «السالفة» وبالمصري : «إيه الحكاية»؟!
ولماذا الرمسة تحديدا؟ لأنها من تراث أبوظبي التي تقود الرياض والقاهرة في هذه المؤامرة على الدوحة..!
فيوماً بعد يوم.. تثبت دول الحصار أنها تسير بلا وجهة وتمضي بلا رؤية في طريق غير معروف نهايته ولا متى كانت شرارته، بيد أنه من المؤكد وجود العديد من المطبات والحفر وإشارات الخطر على مساراته وتقلباته وانزلاقاته، مما ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة ككل، لن يسلم منها أحد، مهما كبر حجمه أو ثقل وزنه في حال استمر «الرباعي» بصدها عن قضاياها الأساسية وأدوارها الرئيسية وانشغل بمطاردة الأوهام وإنتاج الأكاذيب وإثارة الفتن في البيت الخليجي، فالتاريخ يشهد هشاشة هذه المنطقة وكثرة اضطراباتها وسهولة اختراقها.
حملة الجحود والنكران والكذب والبهتان التي تمارس ضد قطر من الشقيقة الكبرى وملحقاتها، في فاصل استعراضي إعلامي كلامي لن يفضي إلى نتيجة، ولن يغيّر من الواقع شيئا، طالما التشنج سيد الموقف، والمراهقة تتصدر المشهد، فالعالم المتحضر والمتطور يرفض أسلوب البلطجة والتشبيح ويدعوهم للانخراط في حوار هادف وبناء في جو من الثقة.. مريح و«صريح».
الحوار فقط يخرج المنطقة من أزمتها وينزع فتيل التوتر، وعدا ذلك هو مضيعة للوقت واستنزاف للجهد، وما تقوم به دول الحصار هو حوار غير مباشر مع أطراف خليجية ودولية، وكان حريا بها إن كانت تثق برأيها وحجتها وأدلتها أن تجلس فورا على الطاولة وتضع النقاط على الحروف، بدلا من الاستعراض والتهديد بمزيد من العقوبات وتجييش الرأي العام، وممارسة الضغط السياسي والمالي على الدول الفقيرة، وآخر هذه المحاولات البائسة زيارة الوزير السعودي عادل الجبير لمؤتمر الاتحاد الافريقي، بغية استصدار قرار إدانة لقطر، بعد أن فشل الوزير المصري سامح شكري في هذه المهمة، لأنه لا يعرف تأدية دور الضغط بالمال أو الرز فهو متعود «ياخد ما يدّيش»..!
لكن جاءتهم لطمة من الاتحاد الافريقي بالرفض المطلق وعدم الخوض في شؤون الدول الأخرى، وهي نفس النكتة التي يقولونها في كل مناسبة، إن قطر تتدخل في شؤون الدول الداخلية، وهم يحرضون الآخرين على التدخل كما انهم بكل بجاحة حشروا أنوفهم في كل شيء حتى في شؤوننا الباطنية، وما يجب أن نأكله أو نشربه، ووصلوا للأبقار والألبان والأجبان.. برعاية قناة العربية وتركي «الدخيل» على الإعلام «بطل الحرب والسلام» ورحلة النضال من تورا بورا مع المجاهدين الأفغان إلى محارب الإرهاب في قنوات أبوظبي وفنادق دبي، مرورا بالذيابي محلل المعدة والكبدة ورفيقه الليبرالي دعبس المندس في «دواعيس» لندن، دون إغفال فاصل الكوميديا الدكتور «الأهطل» القاسمي الذي تحتشر الكلمات في فمه عند الحديث عن قطر وتحتاج للتفحيط حتى تخرج مع رجة وبدون حجة، متزاحمة متلاحمة غير مفهومة ولا مهضومة..!
ويقود الجمع كبيرهم «الأچلح الأملح» عبدالرحمن «الداشر»، عفوا أقصد «الراشد»، وإن كان سلوكه أقرب لمعنى الأولى من الثانية، فهو لم يعد راكدا، وكل ما تقدم به العمر أصبح أكثر مراهقة في الطرح، رغم حرصه على مسح الشنب واللحية وارتداء القميص مع البنطال والتغني بمبادئ الليبرالية والحريات الفردية، لكنها انهارت بمواقفه القمعية ومباركته للحصار وتأييد حجب المواقع وإغلاق الجزيرة وكبت الحريات وسقطت آخر أقنعته بتهديده لقطر في حال لم تخضع بمصير ميدان رابعة العدوية..!
ولا أدري مكان هذا الليبرالي المقاوم والبطل المقدام، عندما كتب هذه الكلمات في مقاله الثوري، هل هو حينها مطل على جبال صعدة يحارب مع الجيش السعودي ومتأثر بأجواء المعركة، أم أنه في ريف الشام يدافع مع السوريين عن كرامتهم وحقوقهم.. فأخذته الأجواء الحربية والحماسية؟
بحكم خبرة ومتابعة لنشاطه ونضاله أتوقع أنه كتب هذا التهديد الناعم والكيوت وهو يحتسي الكابتشينو في مقهى لودريه أو في «فوكيت» في شارع الشانزليزيه، لكن من المهم والضروري أن لا يكون قد كتبه بالمايوه على أنغام «المازيكا» بشواطئ كازابلانكا!
بعيدا عن جهابذة الإعلام وأدعياء الليبرالية
و«جحلط» تويتر و«التخليل» السياسي، الذين ملأوا الشاشات والصفحات بحثالة الفكر وضحالة الرأي..
نعود مجددا لرباعي الحصار ووزرائهم، والذين اضطروا لترقيع فشل اجتماع القاهرة بإصدار بيان تفصيلي عن القرارات، وبعد قراءته بالكامل كان ينقصه العنوان التالي:
«بعد جهد وعناء فسروا الماء بالماء»..!
بصراحة أنا شخصيا أشفق على وزراء الخارجية لما وصلوا إليه من مستوى متدن، وكأنهم يعيشون حاليا لحظات انتحار مهني.. وأحيانا أشعر أنهم غير مقتنعين بما يقولون أو يفعلون، وهناك رأي آخر يرى أن هذا الأمر «لبسوه» فجأة بأوامر عليا ويحاولون التكيف معه، مثل الوافد العربي أو الأجنبي عندما يلبس الثوب الخليجي فتجده يسير ويخشى التعثر لأنه غير متأقلم عليه!
يقول أحد الظرفاء عن هذا الأمر:
«أتخيل موقف الوزراء الأربعة مثل رؤساء الأندية العربية، عندما يتدخلون في عمل المدرب ويفرضون عليه تشكيلة معينة من الأسماء ويلزمونه بقرارات ينفذها، مما يربك خططه وأداءه، فيضطر يسايرها خوفا من العقاب، ولا يجرؤ على القول إن هذا التخبط والتهور سببه رئيس النادي»!
فالوزراء وبسبب مواقف دولهم المخزية ظهروا بلا ثقة ولا تنظيم ولا تنسيق، وما زالوا متخبطين في التصريحات.. والقرارات.. والبيانات.. وكذلك في التغريدات!
إذا كان حديثكم عن الإرهاب صحيحا فلماذا لم تقتنع معكم الدول الأخرى وتأخذ مثلكم مواقف حادة.. خليجيا «الكويت وعمان».. عربيا «السودان - الجزائر - تونس - المغرب».. عالميا «أميركا - روسيا - بريطانيا - فرنسا - ألمانيا - تركيا - الصين - كوريا - اليابان - الهند - باكستان» رغم كل مساعيكم وضغوطاتكم وتهديداتكم بعصا الاقتصاد ومال السياسة عبر سفراء المؤامرات.. وحتى ورقة الحج والعمرة زجيتم بها في أتون الأزمة!
لماذا رفضوا رواياتكم وقصصكم الخيالية؟
هل تملكون أجهزة أكثر تطورا من الأميركان والروس؟ هل مناظيركم في قمة سدير أقوى من رادارات لندن وباريس؟! لماذا لا تعلنونها صراحة إن الهدف محاصرة قطر حتى يتم الانتهاء من مشروع الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ أجندات ومصالح خاصة بدول وحكّام.. بعيدا عن فيلم «الإرهاب والكباب»؟!
الآن وبعد إن أدركتم أن قطر عصية على الحصار
وقالت «معصي» للمطالب الاستفزازية، بدأتم تبحثون عن مخرج، ومن المعيب عليكم عدم احترام الوساطة الكويتية التي يرعاها أمير الإنسانية، بدلا من الهرولة للقاهرة.. وكأنكم تثبتون تناقض أقوالكم بأفعالكم، ففي الوقت الذي تقولون فيه لتركيا والغرب الأزمة تحل داخل بيت الخليج، نشرتم الغسيل.. على ضفاف النيل!
وكله كوم.. وحديث الوزير الإماراتي كوم!
تخيلوا من يتحدث عن الحزن والكراهية
وكفى يا قطر؟! ولماذا لا ترسمين السعادة؟!
ياربااااااه.. بصوت المعلق الإماراتي فارس عوض!
عبدالله بن زايد يغض الطرف عن أفعال وانتهاكات أبوظبي في الداخل والخارج، وما تسببت به في مآس وكوارث وتعذيب وسجون وأمراض وفوضى ومحاربة الشعوب المسلمة والمسالمة في مصر وليبيا ومالي وأفغانستان والصومال ودعم الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون وإيواء المتورطين في اغتيالات وجرائم حرب وتمويل الإرهاب في 11 سبتمبر كما ذكرت تقارير أميركية، واستقبال أسر وعوائل الطغاة، وتحويل الأموال من البنوك والمصارف الإماراتية إلى الأنظمة العسكرية والاستبدادية ودعم الثورات المضادة، وسجن واعتقال المواطنين الإماراتيين لمجرد إبداء رأي أو مطالبة بإصلاح أو إظهار تعاطف، وآخرهم المواطن عبدالله مطر الذي سيقضي إجازة مروعة في سجن الرزين لأنه قال كلمة حق!
وزير الخارجية الإماراتي لا يرى كل هذا، فقط يبحث عن السعادة في قطر ولا يجدها، ويقولها بنبرة حزينة وكأنه يصور مشهد على قناة أبوظبي دراما، وينقصه موسيقى تصويرية من مسلسل جرح الزمن مع أغنية عبدالمجيد عبدالله «كل يوم نقول اليوم تتحقق الآمال، يا قلب يا محروم من فرحة الأيام»!
ربما يعتقد عبد الله بن زايد أن زرع البسمة على الشفاه يتعلق بإطلاق «نكتة» تنفرج لها الأسارير، فتتحقق السعادة، لكننا في قطر نزرعها عبر مؤسسات ضخمة، نذكره ببعضها فقط، مثل «علّم طفلاً» لدعم أكثر من 600 ألف طفل حول العالم عبر توفير التعليم، كما أن مؤسسة روتا تدعم الشباب العربي لتمكين وإطلاق طاقاتهم وقدراتهم لبناء مجتمعات قوية ومستدامة، وتساعد المنكوبين في الكوارث والحوادث، في حين مدت منظمة «صلتك» يدها لشباب الوطن العربي عبر مبادرات تهدف إلى ايجاد فرص عمل.
أما دور جمعياتنا الخيرية، التي صنفتوها إرهابية، فيستحيل الحديث عنها في عجالة، من إغاثة المنكوبين إلى افتتاح المدارس، وحفر الآبار، وفتح الطرق، إنه شيء يحتاج حقا إلى مجلدات، هكذا نزرع البسمة، لنا ولكل محتاج، دون أن تكون لدينا وزارة للفرفشة أو السعادة.
وبعيدا عن أحاديث «وزير الحزن» وعن مهاترات «سفير الهارودز» الذي طالب مواطنيه الإماراتيين بالحذر ومقاطعة المتجر القطري في لندن لوجود أجهزة «تيسس» على «اليوالات» مما يستدعي المقاطعة والهروب من الموقع.. مازلنا نبحث عن كلام مفيد من دول الحصار لمناقشته.. وأبشركم فقد وجدناه !
البيان الرباعي يقول إن رد قطر سلبي ولم يستجب لتطلعات الشعب القطري ومصلحته!
ليس غريبا أن يتحدثوا عن الشعب، فهم وصلوا لمراحل أبعد بكثير من التدخل والتزوير والفجور..
لكن سآخذ كلامهم من زاوية أخرى، هل الشعب القطري شكا لكم الحال؟ أليس بمقدوره التعبير عن رأيه بدون سجن 15 سنة في الرزين أو الحاير أو حتى في وادي النطرون عدا الغرامات المليونية؟
ألا يوجد بيده وحوزته أحدث وسائل الاتصال والتواصل للتغريد والتنديد؟
الغريب في هذه الجزئية أنهم يطرقون نقطة الضعف عندهم ويحاولون تصديرها رغم أنها معشعشة في مجتمعاتهم، وثابتة في شعوبهم، فهاشتاقات الراتب ما يكفي الحاجة وعاوزين عيش وسكر ولا للسجن والتعذيب والبطالة ذبحتنا، تتصدر عناوين المجتمعات الأربعة المجتمعة على قطر وهي من عجزت عن سد حاجة شعوبها، بل إنها تتفنن بإرهابه وتتقن في اعتقاله في سجون العجائب.. وتجيد الضرب وتبدع في الضرائب..!
أما قطر فهي من قلب الحصار تعلن عن زيادة إنتاج الغاز بنسبة 30% من أكبر مشاريع الطاقة في المنطقة بما سيعود بالخير على البلاد والعباد دون قمع أو استبداد.
وعلى طاري الغاز أختم بسؤال أخير لإمارة أبوظبي :
كيف تقبل كرامتكم أن تستوردوا الغاز من دولة تصدر الحزن والإرهاب إلى العالم..؟! أم ان مصالحكم لها الأولوية ومبادئكم مطاطية .. ومواقفكم تجارية..؟!
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول