تعتقد سلطة الاحتلال الإسرائيلي أن العالم مشغول بما فيه الكفاية عن ممارساتها الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، وهي ترى أن كل الظروف الدولية مواتية لمواصلة هذه السياسات الإجرامية، بما في ذلك تهويد القدس، وأجزاء واسعة من الضفة الغربية، بحيث لا يبقى للفلسطينيين سوى الرضوخ والاستسلام والقبول بحكم ذاتي محدود، بعيداً عن حل الدولتين وما يعنيه ذلك من قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة على حدود العام «1967».
للوهلة الأولى يبدو ذلك صحيحا، لكن سلطة الاحتلال تتجاهل حقيقة أن المجتمع الدولي لم يفعل الكثير، وأن مفتاح السلام الحقيقي بيد الشعب الفلسطيني الذي يأبى التنازل عن حقوقه المشروعة، وهكذا فإن الاعتداءات الاستفزازية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وحقوقه، سوف تفجر ساحة الصراع والمنطقة برمتها، فما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك ممارسة أبشع أشكال الضم التدريجي الزاحف، والصامت للضفة الغربية المحتلة، واستكمال عمليات تهويد القدس وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني، وتقويض أي فرصة لتجسيد دولة فلسطين على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، كل هذا سوف يؤدي إلى انفجار لا محالة سوف يدفع الاحتلال ثمنه الأكبر.
ومع ذلك فإن على المجتمع الدولي مسؤولية عدم التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال كأمور باتت اعتيادية لأنها تتكرر كل يوم، ولا تستدعي موقفا أو وقفة دولية جدية للجمها، لأن ما يفعله الاحتلال هو أيضا انتهاك فظيع للقوانين والشرائع الدولية، بالإضافة إلى كونه يشجع دولة الاحتلال على استمرار ارتكاب المزيد من الجرائم.