عرض مميز قدمته فرقة السعيد للإنتاج الفني أمس، ضمن عروض مهرجان الدوحة المسرحي 35، الذي يتواصل ويواصل المتعة والإبداع عن طريق نجوم خشبة المسرح المشاركين فيه، وكذلك المواهب الشابة التي استطاعت أن تحصد الإشادة الجماهيرية والنقدية.
فرقة السعيد قدمت مسرحية «هروب» بقيادة الفنان فالح فايز الذي تألق وقدم بصحبة فريق متميز من الفنانين عرضاً رائعاً ناقش قضية اجتماعية وواقعية، وقد اعتمد العرض على كوميديا الموقف التي لاقت استحسان الحضور، تميز العرض أيضًا بالأداء الرائع من الفنان فالح فايز والمؤلف طالب الدوس الذي أجاد على خشبة المسرح وحصد إشادة الجمهور، كما انتزعت الفنان فاطمة الشروقي والفنانة سماح الإشادة أيضًا، وعكس العرض حالة الانسجام بين عناصر الفريق وكان العرض مكتمل العناصر إلى حد كبير وهو ما ساهم بشكل واضح في نجاحه ونيل رضا الجمهور.
وحول المشاركة في المهرجان قالت الفنانة فاطمة الشروقي إن مهرجان الدوحة المسرحي بمثابة الهدية التي منحت للمسرحيين لكي يعودوا إلى الحياة مرة أخرى، مشيدة في الوقت نفسه بدعم سعادة وزير الثقافة، حيث أوضحت: هناك دعم كبير وحرص شديد على تنشيط الحركة المسرحية، وأرى أن وزير الثقافة قد أعطى للمسرح ما يشبه بالشحنة الكهربائية التي أنعشته وأعادته مرة أخرى للحياة.
وتابعت: نتمنى اليوم أن نقدم عرض يرضي الجمهور ونتشرف به، ويكون على قدر المسؤولية والثقة التي منحتنا إياها وزارة الثقافة من خلال تنظيم هذا المهرجان الذي يتنافس فيه الجميع لتقديم أفضل ما يمكن على خشبة المسرح.
وأضافت: قدمنا وجبة مسرحية خفيفة، تتناسب مع الجمهور دون ابتذال أو استخفاف، حيث اعتمدنا على كوميديا الموقف الهادفة، موضحة أن «هروب» عرض مميز ناقش قضية اجتماعية وأسرية واقعية، مؤكدة أن فريق العمل لم يصطنع الضحك أو يحاول انتزاعه من الجمهور، ولكن المواقف هي التي صنعت الضحك.
وبينت الشروقي أن المهرجان له العديد من الإيجابيات التي من بينها عدم تقديم جوائز أو مراكز، قائلة: أرى أن الجوائز والمراكز تكون سببا في القيل والقال وخلق نوع من الحساسية بين الفنانين والفرق، لذا أرى أن قرار إبعاد الجوائز وعدم تحديد مراكز هو القرار الصحيح للحفاظ على الروح الجميلة بين الجميع وأن تظل الأجواء المسرحية مفعمة بالحب والتسامح.
وأشارت إلى أن جميع الفنانين ينتظرون المهرجان من العام للعام، حيث تبدأ التحضيرات للمهرجان منذ اختتامه هذا العام، فالكل يبحث عن أفضل نص وأفضل عمل ليقدمه ويتواجد به، فهذا هو شغفنا وبدون المهرجان نشعر بالوحدة الفنية وهذا حال أي فنان لا يجد المجال الإبداعي الذي يخرج فيه طاقاته الفنية، ولذلك أتمنى ألا يتوقف المهرجان مرة أخرى.
فيما قالت الفنانة سماح السيد إنها سعيدة بمشاركتها في العرض وبحالة الإشادة التي تلقتها عقب العرض وتفاعل الجمهور مع الفريق ككل خلال عرض المسرحية على خشبة المسرح، مشيرة إلى أن دور «دلال» الذي قدمته في مسرحية «هروب» مختلف تماماً عن شخصيتها، حيث بينت أن «دلال» تعاني كثيراً من الظلم من زوجها وتتحمل العديد من الضغوطات النفسية التي سيتعرف عليها الجمهور من خلال العرض.
وأضافت: أشعر بحالة من التحدي، لأنني أقدم لأول مرة دور الزوجة، فيما كنت أقدم من قبل أدوار الابنة أو الفتاة أو غيرها من الأدوار التي تتناسب مع المرحلة العمرية التي أعيشها، موضحة أنها سعت من خلال هذا الدور إلى حصد إشادة الجمهور، وهو ما تحقق.
وحول المهرجان والمشاركة وسط نخبة من النجوم قالت سماح: يشرفني جداً أن أقف إلى جواء هؤلاء النجوم بالفرقة وكذلك جنبا إلى جنب من الفنان فالح فايز الذي اكتشفني وقدمني للجمهور، مشيرة إلى أنها حصلت على جائزة أفضل ممثلة واعدة في عام 2016، وها هي الآن تقف بين أساتذتها ونجوم الخشبة لتواصل التعلم واكتساب الخبرات التي تؤهلها إلى الوصول لأحلامها الفنية والنجاح الذي تبحث عنه.
وتابعت: أشعر بالفخر لأنني أشارك في المهرجان وسط هذه الكوكبة من النجوم والأساتذة، كما أشعر بسعادة بالغة لاستمرار المهرجان، حيث إننا وبشكل عام نتعطش باستمرار للمسرح والمهرجان، وبهذه المناسبة أشكر وزارة الثقافة على قرار استمرار هذا الحدث الذي يجمعنا ويخلق حالة نشاط كبيرة في الوسط الفني.
واختتمت تصريحها قائلة: الفن يحتاج إلى نضال، والفنان يبحث دائماً عن منصة ليبدع من خلالها، وهذه المنصة تتيحها وزارة الثقافة حالياً عبر مركز شؤون المسرح، وتلك المنصة بالطبع هي المهرجان.