اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، بحراسة الشرطة الإسرائيلية، فيما قامت قوات الاحتلال باعتقال فتيين، بعد مداهمة منزلي ذويهما في بلدة سلواد شرق رام الله. كما اعتقلت فلسطينيين آخرين في محافظة الخليل، بالإضافة إلى تفتيش عدد من المنازل في بلدة سعير، والاعتداء بالضرب على أصحابها، ونصب حواجز عسكرية عند مداخل الخليل الشمالية، وتوقيف مركبات المواطنين وتفتيشها.
هذه الممارسات والانتهاكات والجرائم لم تتوقف يوما، وهي لن تتوقف ما لم يدرك المجتمع الدولي أن المطلوب دفع عملية السلام، وإجبار المحتل الإسرائيلي على القبول بحل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية.
المجتمع الدولي يدرك أن بيانات الشجب والاستنكار والإدانة ليست ذات جدوى، في مواجهة التصعيد الخطير والمتسارع في عموم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وما يقوم به المستوطنون، خاصة استباحتهم لأراضي المواطنين الفلسطينيين، واعتداءاتهم الهمجية على منازلهم وبأسلوب وحشي متعمد يقوم على إشعال الحرائق سواء في مزروعاتهم أو أشجارهم أو منازلهم، كما حصل في برقة شمال نابلس ودير دبوان شرق رام الله وغيرها، سوف يقود إلى انفجار كبير وخطير لا محالة، ما لم يتم تدارك الوضع والتدخل بشكل حاسم وحازم، عبر استصدار قرارات جديدة في مجلس الأمن الدولي من شأنها فرض الإرادة الدولية على سلطات الاحتلال ومنعها من مواصلة أعمالها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.