أغلق الأقصى ومنعت صلاة الجمعة فيه ولم يخرج زعيم عربي بتصريح شديد اللهجة يردع الغي الإسرائيلي ويعيد فتحه للعباد والنساك، فهذه أول مرة يجرؤ فيها محتل على غلقه، فلم يفعلها الرومان ولا الصليبيون، وحتى إسرائيل لم تجرؤ على مدار 50 عاما أن تقترب من الأقصى فقد كان هناك زعماء عرب يغضبون لأجله وغضبهم كان يؤثر على البيت الأبيض والكنيست، وأستحضر مواقف زعماء فقدناهم وقفوا وقفة رجال وغضبوا غضبة صادقة جعلت العالم يعيد حساباته في أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل فماذا قال الزعماء الذين رفعوا رأس الأمة:
جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية قال: ستعود القدس إلينا، سنحرر فلسطين شبرا شبرا. وقال في خطاب موجه، إلى الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية آنذاك، عندما أقدم إرهابي صهيوني على حرق المسجد الأقصى، في 1969: «إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا إنه أعجز من مسؤولياتها ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع إلى صوت أي جهة تطلب التحقيق والعدل، إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وأن يتمثلوا معانيها وأن يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها وأن يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هديا للأرض ورحمة، إنهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة، إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضا، إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان ولكنه تجاوز ذلك غرورا وجنونا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها، ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار، سنعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من أجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام». وبعد سنة تم اغتياله.
أما العاهل السعودي الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فقد بكى في خطبته الأخيرة قبل اغتياله حين قال باكيًا: «أيُها الإخوة المسلمون: إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا ننتظر وإلى متى ننتظر ومقدساتنا وحرمتنا تنتهك بأبشع صورة؟! فماذا يخيفنا؟! هل نخشى الموت؟، وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟!، نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا فيها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، إنما دعوة إسلامية، دعوة إلى الجهاد في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعاً عن مقدساتنا وحرمتنا وأسال الله سبحانه وتعالى، أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيله، أرجو أن تعذروني إذا ارتج على، فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله مخلصاً إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظةً واحدة على الحياة».
وكانت السماء مفتوحة فتم اغتياله من أقرب المقربين إليه بعد غسيل دماغ في الموساد وصعدت روحه إلى الباري مطمئنة.
وقال هواري بو مدين: ليس أمامنا إلا المعركة والنضال «فإذا أردنا نحن العرب أن نسترجع كرامتنا وأن نساعد الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه المغتصبة فعلينا أن نكون شاعرين بأنه ليس أمامنا إلا المعركة والنضال والتضحيات وليس هناك طريق آخر بديل غير طريق الهزيمة وطريق الاستسلام».
وكما وجه رسالة للدول العربية، في خطاب آخر للدول العربية: «لكل دولة عربية الحق في إيجاد حلول لمشاكلها ولها مطلق الحرية في التنازل عن أي جزء من أراضيها إذا أرادت ذلك ولكن ليس لأية دولة عربية حق في التنازل عن فلسطين أو تسليمها لليهود لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية القانونية»، وقال في كلمات آخر: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
أما صدام حسين فقال في أحد مؤتمرات القمة العربية ببغداد: «والله.. من يعمل أي علاقة مع إسرائيل أقتله بهذا المسدس.. ولو كان على فراشه». ثم أقسم قائلا: والله لأحرقن نصف فلسطين وهو النصف الذي فيه اليهود.
مواقف وخطب وإن لم تتحقق جعلت إسرائيل في رعب دائم، أما اليوم فباتوا يتسابقون على طلب ود نتن ياهو وباتوا يعملون وعلى خدمته ويطاردون عدوه وليس هناك زعيم يجرؤ على أن يقول ما قاله العظماء وماتوا دونه، أمس الأول اجتاحته إسرائيل ومنعت صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ 1967، ضاع الأقصى وضاعت القدس ويجب أن تبحث الشعوب عن حل يبدأ بالدعوة لإلغاء الاتفاقيات التي وقعتها مصر والسلطة والأردن معها ولتبدأ ثورة من تحت الأرض تزلزل المستعمرات وتكون بداية نهاية الكيان الذي هو أوهى من بيت العنكبوت لو صدق قادة الأمة.
بقلم : سمير البرغوثي
جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية قال: ستعود القدس إلينا، سنحرر فلسطين شبرا شبرا. وقال في خطاب موجه، إلى الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية آنذاك، عندما أقدم إرهابي صهيوني على حرق المسجد الأقصى، في 1969: «إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا إنه أعجز من مسؤولياتها ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع إلى صوت أي جهة تطلب التحقيق والعدل، إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وأن يتمثلوا معانيها وأن يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها وأن يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هديا للأرض ورحمة، إنهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة، إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضا، إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان ولكنه تجاوز ذلك غرورا وجنونا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها، ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار، سنعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من أجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام». وبعد سنة تم اغتياله.
أما العاهل السعودي الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فقد بكى في خطبته الأخيرة قبل اغتياله حين قال باكيًا: «أيُها الإخوة المسلمون: إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا ننتظر وإلى متى ننتظر ومقدساتنا وحرمتنا تنتهك بأبشع صورة؟! فماذا يخيفنا؟! هل نخشى الموت؟، وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟!، نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا فيها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، إنما دعوة إسلامية، دعوة إلى الجهاد في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعاً عن مقدساتنا وحرمتنا وأسال الله سبحانه وتعالى، أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيله، أرجو أن تعذروني إذا ارتج على، فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله مخلصاً إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظةً واحدة على الحياة».
وكانت السماء مفتوحة فتم اغتياله من أقرب المقربين إليه بعد غسيل دماغ في الموساد وصعدت روحه إلى الباري مطمئنة.
وقال هواري بو مدين: ليس أمامنا إلا المعركة والنضال «فإذا أردنا نحن العرب أن نسترجع كرامتنا وأن نساعد الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه المغتصبة فعلينا أن نكون شاعرين بأنه ليس أمامنا إلا المعركة والنضال والتضحيات وليس هناك طريق آخر بديل غير طريق الهزيمة وطريق الاستسلام».
وكما وجه رسالة للدول العربية، في خطاب آخر للدول العربية: «لكل دولة عربية الحق في إيجاد حلول لمشاكلها ولها مطلق الحرية في التنازل عن أي جزء من أراضيها إذا أرادت ذلك ولكن ليس لأية دولة عربية حق في التنازل عن فلسطين أو تسليمها لليهود لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية القانونية»، وقال في كلمات آخر: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
أما صدام حسين فقال في أحد مؤتمرات القمة العربية ببغداد: «والله.. من يعمل أي علاقة مع إسرائيل أقتله بهذا المسدس.. ولو كان على فراشه». ثم أقسم قائلا: والله لأحرقن نصف فلسطين وهو النصف الذي فيه اليهود.
مواقف وخطب وإن لم تتحقق جعلت إسرائيل في رعب دائم، أما اليوم فباتوا يتسابقون على طلب ود نتن ياهو وباتوا يعملون وعلى خدمته ويطاردون عدوه وليس هناك زعيم يجرؤ على أن يقول ما قاله العظماء وماتوا دونه، أمس الأول اجتاحته إسرائيل ومنعت صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ 1967، ضاع الأقصى وضاعت القدس ويجب أن تبحث الشعوب عن حل يبدأ بالدعوة لإلغاء الاتفاقيات التي وقعتها مصر والسلطة والأردن معها ولتبدأ ثورة من تحت الأرض تزلزل المستعمرات وتكون بداية نهاية الكيان الذي هو أوهى من بيت العنكبوت لو صدق قادة الأمة.
بقلم : سمير البرغوثي