ليلة التاسع والعشرين من مايو / ايار 2023 احتفلت تركيا حتى الفجر بانتصار العدالة على الظلام.. انتصار الحق على الباطل.. انتصار التنمية على التخلف.. وسهر احفاد الفاتح محمد بن مراد العثماتي حتى الفجر لاحياء ذكرى التاسع والعشرين من مايو 1453 بفتح القسطنطينية القلعة المحصنة عاصمة الدولة البيزنطية.

نصر له دلالة خططت له السماء، ليتوافق فوز الزعيم اردوغان مرتل القرآن مع نصر حفيد عثمان بفتح اسطنبول، لتفتح اوروبا ابوابها للاسلام الذي تغلغل في القلوب.. لقد رفرفت روح محمد الثاني بن مراد فوق اسطنبول، مستخضرا تاريخا مجيدا بتحقيق فتح القسطنطينية الذي تم بعد حصارٍ قاده السُلطان الشّاب ذو الواحد والعشرين ربيعا، ضدَّ حلفٍ مُكوَّن من البيزنطيين والبنادقة والجنويين بقيادة قيصر الروم الامبراطور قسطنطين باليولوك الحادي عشر. دام الحصار لمدة خمسة وخمسين يومًا بدايةً حينما انهارت دفاعات الروم ووقعت المدينة لُقمةً سائغة بيد العُثمانيين.. لقد شاءت الأقدار أن يكون السلطان العثماني محمد الفاتح هو صاحب بشارة القسطنطينية التي بشّر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديثه: «لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش».

إن عودة الطيب اردوغان إلى الرئاسة يوازي حجم فتح.. فنعم الرئيس رئيسها ونعم الشعب الناخب شعبها.

الآن وقد بدأت الفترة الاخيرة للرئيس اردوغان ومن ثم المرحلة الاصعب هي اعداد من يخلف اردوغان بعد خمس سنوات ولو كان النظام يورث الابناء لقلت انتخبوا حامل الراية العثمانية اربكان، الذي تربى في مدرسة والده ومدرسة زعيم الامة اردوغان.. فهذا القرن الجديد قرن اردوغان.. قرن انهاء معاهدة لوزان في 10 يوليو المقبل، وعودة القرار على الارض والدار للاتراك الاحرار، ليعيدوا بناء الامبراطورية الاسلامية.