+ A
A -
نظم مركز قَصْد للدراسات العربية والتطوير بباريس مؤتمره الثالث للسنة الأكاديمية 2016-2017 تحت عنوان «أزمة الخليج وحصار قطر: قراءة في الجذور والسياق والتداعيات».. كان المؤتمر فرصة لتبين وجهات نظر مختلفة المصادر والمشارب من أجل فهم حقيقية الأزمة التي تعصف بمنطقة الخليج وهي الأزمة الأخطر التي تعرفها المنطقة منذ تأسيس دول مجلس التعاون.
كان المحور الأول محوراً تحليلياً جامعاً يستهدف قراءة الظاهرة من جهة كونها تعكس حقيقة تطور العلاقات العربية البينية خلال أواخر العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وقد أثار المحور الأول نقاطا مهمة نذكر منها.
التركيز على الصبغة الاستقلالية التي ميزت القرار القطري منذ نشأة الدولة، حيث عملت قطر على رفض الهيمنة السعودية طوال تاريخ نشأة الدولة وتطورها وهي النقطة التي ركزت عليها مداخلة السفير الفرنسي والدبلوماسي السابق بيار لفرانس الذي شدد على تشبث دولة قطر بسيادتها واستقلالية قراراها السياسي.. ركز الأستاذ محمد المسفر على مصير الأزمة الخليجية مشدداً على هشاشة التهم الموجهة لدولة قطر، خاصة ما تعلق منها بتهمة التحالف مع الإخوان.. أما الأستاذ بيار لافيت، فقد أكد طابع الهيمنة الأميركية بالمنطقة وسعيها المحموم إلى إعادة توزيع الأوراق في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي ومجموعة الأحداث التي هزت كامل الدول العربية.
تعرض المؤتمرون خلال المحور الثاني إلى الرؤيتين التركية والفرنسية للأزمة، حيث أكدا تأثير الأزمة المباشر على المحيط الإقليمي والدولي تركيا وأوروبياً. أما المحور الأخير فقد تعرض إلى الآثار القانونية للحصار على سكان دول مجلس التعاون وإلى الأسباب التي تقف وراء محاولة غلق قناة الجزيرة وإلى زيف محاولة الربط بين تمويل الإرهاب وبين دولة قطر.. كان المؤتمر فرصة نادرة لتبادل وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بمستقبل الصراعات في المنطقة وما يمكن أن يتسبب فيه حصار قطر من أزمات جديدة قد تشكل مرحلة حاسمة في مصير أنظمة الحكم بالخليج.
الإرهاب لم يغب عن محاور المؤتمر، بل ركز المؤتمرون خاصة في المحور الثالث على أنه تحول اليوم من هدف تزعم الكثير من الدول على أنها بصدد محاربته إلى أداة للشيطنة في العلاقات الدولية.. فتصريحات الولايات المتحدة المتضاربة التي تضاف إليها كل الجهود القطرية في مكافحة الإرهاب ومحاربة تمويل الجماعات الإرهابية تؤكد حساسية الملف وخطورة توظيفه في آن واحد.
إن أخطر النقاط التي أثارها حصار قطر ومجموع الأحداث الناسلة عنه هو هذا التحول المريب في ملف الإرهاب الذي تحول أداة للابتزاز وإلى تصفية الحسابات السياسية والخلافات البينية بشكل سيؤثر سلباً على مستقبل المنطقة ككل إن لم تراجع كثير من الدول العربية سياستها الخارجية وبنية العلاقات التي تحدد خياراتها الاستراتيجية.
بقلم : محمد هنيد
كان المحور الأول محوراً تحليلياً جامعاً يستهدف قراءة الظاهرة من جهة كونها تعكس حقيقة تطور العلاقات العربية البينية خلال أواخر العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وقد أثار المحور الأول نقاطا مهمة نذكر منها.
التركيز على الصبغة الاستقلالية التي ميزت القرار القطري منذ نشأة الدولة، حيث عملت قطر على رفض الهيمنة السعودية طوال تاريخ نشأة الدولة وتطورها وهي النقطة التي ركزت عليها مداخلة السفير الفرنسي والدبلوماسي السابق بيار لفرانس الذي شدد على تشبث دولة قطر بسيادتها واستقلالية قراراها السياسي.. ركز الأستاذ محمد المسفر على مصير الأزمة الخليجية مشدداً على هشاشة التهم الموجهة لدولة قطر، خاصة ما تعلق منها بتهمة التحالف مع الإخوان.. أما الأستاذ بيار لافيت، فقد أكد طابع الهيمنة الأميركية بالمنطقة وسعيها المحموم إلى إعادة توزيع الأوراق في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي ومجموعة الأحداث التي هزت كامل الدول العربية.
تعرض المؤتمرون خلال المحور الثاني إلى الرؤيتين التركية والفرنسية للأزمة، حيث أكدا تأثير الأزمة المباشر على المحيط الإقليمي والدولي تركيا وأوروبياً. أما المحور الأخير فقد تعرض إلى الآثار القانونية للحصار على سكان دول مجلس التعاون وإلى الأسباب التي تقف وراء محاولة غلق قناة الجزيرة وإلى زيف محاولة الربط بين تمويل الإرهاب وبين دولة قطر.. كان المؤتمر فرصة نادرة لتبادل وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بمستقبل الصراعات في المنطقة وما يمكن أن يتسبب فيه حصار قطر من أزمات جديدة قد تشكل مرحلة حاسمة في مصير أنظمة الحكم بالخليج.
الإرهاب لم يغب عن محاور المؤتمر، بل ركز المؤتمرون خاصة في المحور الثالث على أنه تحول اليوم من هدف تزعم الكثير من الدول على أنها بصدد محاربته إلى أداة للشيطنة في العلاقات الدولية.. فتصريحات الولايات المتحدة المتضاربة التي تضاف إليها كل الجهود القطرية في مكافحة الإرهاب ومحاربة تمويل الجماعات الإرهابية تؤكد حساسية الملف وخطورة توظيفه في آن واحد.
إن أخطر النقاط التي أثارها حصار قطر ومجموع الأحداث الناسلة عنه هو هذا التحول المريب في ملف الإرهاب الذي تحول أداة للابتزاز وإلى تصفية الحسابات السياسية والخلافات البينية بشكل سيؤثر سلباً على مستقبل المنطقة ككل إن لم تراجع كثير من الدول العربية سياستها الخارجية وبنية العلاقات التي تحدد خياراتها الاستراتيجية.
بقلم : محمد هنيد