+ A
A -

كثيرا ما كنت اخصص هذه الزاوية لحديث المنابر خاصة اذا تناول الشيخ الامام قضية جماهيرية وأجاد فيها وطرحها بهدوء دون تهديد ووعيد وهو ما جذبني في خطبة عنوانها اللسان قدمها الشيخ عبد الله بو يوسف في مسجد الامين.. شدتني بعمق ما طرحته وتمنيت ان تترجم لتصل إلى الاكثرية من رواد المسجد من العمالة الآسيوية المسلمة المتعلقة قلوبها بالمسجد.. كنت سأهوي نائما إلى ان جاء صوته الملائكي:

أما بعد أيها المسلمون

يقول ابن قيم الجوزية، في كتابه التبيان: (وجعل الله سبحانه اللسان عضوا لحما، لا عظم فيه ولا عصب، لتسهل حركته، ولذا لا تجد في الأعضاء، من لا يكترث بكثرة الحركة سواه، فإن أي عضو من الأعضاء، إذا حركته كما تحرك اللسان، لم يطق ذلك، ولم يلبث أن يكل ويخلد إلى السكون، إلا اللسان).

والعلماء قالوا الكثير في نظرتهم العامة نحو منافع اللسان، من ذلك قولهم: (الصمت حكمة، وقليل فاعله)، ويعيبون على الثرثار، وهو كثير الكلام، فيقولون في حكمهم عليه: (من كثر كلامه كثر سقطه). واللسان به ننطق، وبه كلفنا فما يلفظه إلا وعلى حساب صاحبه الخاص، ومحاسب عليه في الدنيا عند ذوي السلطان، والآخرة بين يدي الله تعالى.

يقول الله تعالى في محكم آياته (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ق 18، فان قلت طيبا استحسنك الناس، وان قلت سيئا استقبحك الناس؛ أي به يعلي شأن الإنسان أو يحط قدره، وبكلمة واحدة بسيطة قد تحيي شخصا، أو تميته بعد قدرة الله تعالى أولا.

فهذا اللسان دوره الأهم هو الكلام، ولولا الكلام لما كان للإنسان دور في هذه الدنيا، فيه بعث الله الانبياء والرسل مبلغين دين الله... ومن هنا كان للكلام الدور الفعال، والبناء، أو دور آخر هدام.. عن أبي هريرة – رضي الله عنه ـ قال، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «من كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت، وروى ابن حبان في صحيحه، واحمد في مسنده (فقام رجل فقال يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال «أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك «فكف لسانك إلا من خير».. وفيه: «الزم بيتك واملك عليك لسانك.. قلت وماذا عن القلم قال: والقلم وما يسطرون.. فما يسطره قلمك هو ما يقوله لسانك فاحذر.. تمنى وتمنيت أن تترجم الخطب الموجهة للعامة من المنابر ففيها الخير كل الخير.

copy short url   نسخ
04/06/2023
50