+ A
A -
خير الله، أفغاني، جاء إلى فلسطين شاباً في العشرين عام 1929 للمشاركة في ثورة البراق التي اندلعت في القدس، بعد أن سمحت بريطانيا للوكالة الصهيونية وتنفيذاً لوعد بلفور بإقامة وطن صهيوني في فلسطين سمحت باستقدام اليهود إلى فلسطين وأقاموا مستوطنة في تل الربيع، تل أبيب، لتكون نواة انطلاقهم للاستيلاء على فلسطين، وكان المناخ العام متوتراً والعرب يشهدون المؤامرة على وطنهم فلسطين واندلعت الشرارة الأولى في ثورة 1929 التي يسميها بعض المؤرخين «ثورة البراق». فقد نظم الصهاينة مظاهرة ضخمة يوم 14 أغسطس 1929 في تل أبيب بمناسبة ذكرى «تدمير هيكل سليمان» أتبعوها، في اليوم التالي، بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس لم يسبق لها مثيل، حتى وصلوا إلى قرب حائط البراق (حائط المبكى)، وهناك رفعوا العلم الصهيوني، وأخذوا ينشدون النشيد القومي الصهيوني «الهاتكفا– الأمل»، وشتموا المسلمين، وأطلقوا صيحات التحدي والاستقرار، وطالبوا باستعادة (حائط المبكى) زاعمين أنه الجدار الباقي من هيكل سليمان، وكان اليوم التالي، أي 16 أغسطس، يوم جمعة، وكان في الوقت ذاته ذكرى المولد النبوي الشريف (12 ربيع الأول 1348ه) فتداعى المسلمون للثورة ونزع العلم الإسرائيلي من فوق حائط البراق، وكانت الحدود مفتوحة، فجاؤوا من كل الدول الإسلامية فتنبهر بريطانيا وبدأت تشدد الخناق على الحدود لمنع المدد الإسلامي.
خير الله جاء من أفغانستان وبات مطلوباً للإنجليز والصهاينة فلجأ إلى بلدتي دير غسانة. وتزوج منها وأنجب بنات وبنين، عاشوا في فلسطين وأنجبوا أحفاداً هم الآن فلسطينيون يكملون رسالة جدهم الأفغاني في ثورة الأقصى التي نسأل الله ألا ينزع فتيلها إلا بعد طرد اليهود من القدس، كما كانت رغبة صفرانيوس الذي وقع العهدة العمرية مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عند فتح القدس دون إراقة قطرة دم واحدة.
التقيت خير الله عام 1967 وكان في سنوات عمره الأخيرة وقد احتلت إسرائيل القدس، قال: ألم يأتِ الأفغان ولا الباكستان ولا الإندونيسيون ولا الماليزيون؟.. فقلت له: لم يأتِ احد حتى العرب لم يأتوا، فبكى وقال: القادم أعظم سيدمر الأقصى وسيقام الهيكل إن لم يقم زعيم عربي مخلص بحث المسلمين على إنقاذه.
اليوم أقول، زعيم واحد فقط بقي من هذه الأمة يمكن أن يقوم بالمهمة، لكن المتآمرين اعدوا المؤامرة قبل ثورة البراق الثانية وسيقوم الهيكل وحينها قد يخرج المارد الذي يتململ من المغرب إلى كوالالمبور.
بقلم : سمير البرغوثي
خير الله جاء من أفغانستان وبات مطلوباً للإنجليز والصهاينة فلجأ إلى بلدتي دير غسانة. وتزوج منها وأنجب بنات وبنين، عاشوا في فلسطين وأنجبوا أحفاداً هم الآن فلسطينيون يكملون رسالة جدهم الأفغاني في ثورة الأقصى التي نسأل الله ألا ينزع فتيلها إلا بعد طرد اليهود من القدس، كما كانت رغبة صفرانيوس الذي وقع العهدة العمرية مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عند فتح القدس دون إراقة قطرة دم واحدة.
التقيت خير الله عام 1967 وكان في سنوات عمره الأخيرة وقد احتلت إسرائيل القدس، قال: ألم يأتِ الأفغان ولا الباكستان ولا الإندونيسيون ولا الماليزيون؟.. فقلت له: لم يأتِ احد حتى العرب لم يأتوا، فبكى وقال: القادم أعظم سيدمر الأقصى وسيقام الهيكل إن لم يقم زعيم عربي مخلص بحث المسلمين على إنقاذه.
اليوم أقول، زعيم واحد فقط بقي من هذه الأمة يمكن أن يقوم بالمهمة، لكن المتآمرين اعدوا المؤامرة قبل ثورة البراق الثانية وسيقوم الهيكل وحينها قد يخرج المارد الذي يتململ من المغرب إلى كوالالمبور.
بقلم : سمير البرغوثي
