الدوحة- قنا- شدد سعادة السيد خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى دولة قطر، على أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لبلاده ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الطاجيكية - القطرية، وتؤتي ثمارها المرجوة لصالح الشعبين الصديقين، وشعوب المنطقة ككل، خاصة أن الزيارة تأتي في ظروف دقيقة وحساسة تمر بها المنطقة والعالم.
وكشف، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية قنا، على أن زيارة سمو الأمير المفدى ستتخللها زيارة للمسجد الكبير في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، الذي تم إنجازه من قبل قطر هدية من سمو الأمير للشعب الطاجيكي، حيث يعد هذا الصرح المبارك مشروعا فريدا من نوعه في منطقة آسيا الوسطى.
وقال: إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى جمهورية طاجيكستان تهدف إلى استعراض العلاقات الثنائية، وتشمل الكثير من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن البلدين تربطهما علاقات سياسية بلغت اليوم أعلى مستوياتها، وترتكز على الأخوة القائمة بين القيادتين، وكذلك الأواصر الروحية والثقافية بين الشعبين، وأنه من منطلق هذه الصلات المتميزة والإرادة السياسية المتينة، نتطلع إلى تعزيز التعاون في المجالات: الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والسياحية، والتنموية، والإنسانية، والثقافية، والعلمية، والفنية، والأمنية، وغيرها.
وأشار إلى أن قيادتي البلدين ستجريان مباحثات تشمل الموضوعات المتعلقة بسبل وآليات تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، والارتقاء بها إلى مستوى التبادل التجاري، خاصة أن دولة قطر تعتبر رائدة على مستوى العالم العربي في السوق الاستثماري الطاجيكي من خلال مشروع «ديار دوشنبه» العقاري، كما أنه من المتوقع أن تتناول المباحثات مستقبل الاستثمارات القطرية في طاجيكستان.
كما أشار إلى أن زيارة سمو الأمير المفدى تشمل مراسم التوقيع على الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الجديدة حيث إن الجانبين الطاجيكي والقطري يواصلان التنسيق عبر القنوات الدبلوماسية بشأن حزمة متميزة من وثائق التعاون، سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة، وهي في مجالات: الاستثمار، والتجارة، والاقتصاد، والصناعة، والزراعة، والأمن الغذائي، والسياحة، والشباب، والرياضة، والبيئة، والشؤون المصرفية، وغير ذلك من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أن المباحثات المرتقبة تتضمن أيضا آليات تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة على مدى السنوات الماضية بين حكومتي البلدين، والوزارات والدوائر الرسمية، التي يبلغ عددها 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
وشدد على أهمية تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة ودوشنبه حيث تشكل عاملا مهما لتعزيز التعاون التجاري والسياحي والثقافي، والمزيد من التواصل بين الشعبين، حيث تمت كافة الإجراءات عبر وضع الإطار القانوني لتدشين الرحلات بين عاصمتي البلدين.
وقال: إن الجانب الطاجيكي بادر بمنح الخطوط الجوية القطرية الحرية الخامسة للطيران، والموضوع حاليا محل دراسة الجانب القطري، لافتا إلى أنه نظرا لأهمية الطيران المباشر بين البلدين، خاصة في عملية تنمية التبادل التجاري، تتطلع طاجيكستان إلى مبادرة الخطوط الجوية القطرية بتسيير رحلاتها المباشرة بين الدوحة ودوشنبه في أقرب فرصة ممكنة.
وأكد، في هذا السياق، على أن العلاقات بين طاجيكستان وقطر ترتكز على القواسم المشتركة الروحية والحضارية والثقافية بين الشعبين الطاجيكي والقطري، وهي ليست وليدة يوم وليلة، بل لها أصولها وجذورها وقيمها، كما أن هذه العلاقات تستمد قواها من روابط الأخوة القائمة بين قائدي البلدين، مما يمثل أرضية صلبة للجانبين للانطلاق نحو التعاون المثمر في مختلف المجالات.