بوفاة برهان رفيق محمود الفقهاء تطوى آخر صفحة من ذاكرة قرن بقيت بكر لم تدخل حدودها قناة فضائية أو ارضية أو صحفية ولا غيرها وبقيت محفورة في ذاكرة رجل عاش الانتداب البريطاني على فلسطين وشهد سرقة وطن وتشريد شعب وعاش ثوراته /29،36 وما بعد النكبة 1948 / وتنقل في مدارس فلسطين يحمل روح عمه الشاعر عبد الرحيم محمود يزرع في قلوبهم عشق فلسطين وتحريرها بالمقاومة.. ويغرس في عقول طلابه الجهاد من أجل تحرير الوطن..
وينتقل أواسط الخمسينيات إلى قطر ويروي لي ذلك انها الصدفة فقد جاء بتعاقد لمدة 4 سنوات لتعليم ابناء الوجهاء بعد ان اجري له اختبار من قبل مدير للتعليم ووجدوا فيه المعلم العالم في الادب والشرع والعلوم والمعلومات العامة ويمتد به العمر 70 عاما في الدوحة ليشهد النهظة القطرية في كل المجالات.
التقيته هنا حين كتبت عن قصيدة الشهيد عبد الرحيم محمود التي استقبل بها الأمير عبد العزيز بن سعود اثناء زيارته لآل الفقهاء من بني تميم في عنبتا بطولكرم عام 1934فرحب به قائلا:
يا ذا الأمير أمام عينك شاعر
ضمت على الشكوى المريرة أضلعه
المسجد الاقصى اجئت تزوره
ام جئت قبل الضياع تودعه
فاتصل بي ابا ماجد يسألني عن النص وكيف حصلت عليه وكان يشارك الشاعر عز الدين المناصرة جمع قصائد الشهيد عبد الرحيم محمود.
رحم الله ابا ماجد الذي امضى عمره عاشقا لقطر وفلسطين وكان وداعه في مقبرة مسيمير يليق بقامته ومكانته... رحمه الله واسكنه الغرفة مع الشهداء والصديقين الابرار.. إنا لله وإنا إليه راجعون.