الدّعوة إلى الاكتفاء بالقرآن الكريم دون السُّنّة النبوية الشريفة شارحة له، ومتممة لدين الإسلام بصفتها المصدر الثاني من مصادر التّشريع في الإسلام، ليست وليدة اليوم، وإن كان قد ظهر في الآونة الأخيرة فئة يُسمون أنفسهم «القرآنيين»، وهم في الحقيقة دعاة نبذ السُّنّة! وكنتُ أحسبُ أنّ هؤلاء المارقين الخارجين على إجماع الأمة تقتصر دعواهم على الكلام، ولكني تفاجأتُ منذ أيامٍ بمقالٍ في مدونات الجزيرة لـ «قرآنيّة» تقول إنها خلعت الحجاب لأنها لم تجد في القرآن دليلاً على فرضيّته، واعتبرتْ «حبرة الأمّة» أنّ كلّ ما غير القرآن «حواشي» علينا أن لا نتقيّد! بها إحدى مشاكل ثورة الاتصالات أنها فتحت المجال أما كلّ متردية ونطيحة لتلبس زي المفكرين!
لم تخبرنا أختنا «القرآنيّة» عن معنى «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، ولا عن معنى «من يطع الرسول فقد أطاع الله»، ولا عن معنى «فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم»! وهي آيات محكمة، قطعيّة الدلالة، ظاهرة المعنى، لا كناية فيها ولا تشبيه ولا استعارة ليدّعي أحد يفهم لغة العرب أنّها حمالة أوجه!
دعونا نناقش هؤلاء «القرآنيين» بعقل وروية، ونُسلّم معهم جدلاً أنّه يمكن الاستغناء عن السُّنّة النبوية الشّريفة، التي نصّ القرآن على الأخذ بها، ولنطرح عليهم بعض الأسئلة، ونرى، هل يمكن ديناً وعقلاً ومنطقاً واستدلالاً الاستغناء عن السُّنة:
1. عشرات الآيات في القرآن تتحدث عن وجوب إقامة الصلاة، فأخبرونا أيها «القرآنيون» كيف نصلي؟! هل يوجد في القرآن آية تخبرنا عن عدد ركعات صلاة الظهر؟! أو آية تخبرنا ماذا نقرأ إذا قمنا، وماذا نقول إذا ركعنا، وماذا نقول إذا سجدنا، وماذا نقول في جلوس التشهد؟ هل يوجد في القرآن آية تخبرنا كم مرة نصلي في اليوم؟ حتماً لا يوجد، ولكن يوجد كلّ هذا في السُّنة، فهل نأخذ بها، أو من شاء صلى الفجر ركعة، ومن شاء صلى العشاء عشر ركعات، ومن شاء صلى العصر فقط، وترك بقية الصلوات التي لم يُذكر عددها في القرآن؟!
2. فرض الله الحجّ في القرآن، فكيف نحج؟ وماذا نفعل إذا جئنا إلى مكة، ثم لم يقل القرآن أن الحجّ في مكة، فهل يصح الحج في بيروت أو الرياض أو أنقرة؟! كم شوطاً نطوف بالكعبة؟ ثم لماذا نطوف بالكعبة ولم يطلب منا القرآن أن نفعل، ولماذا نقف في عرفة أساساً والوقوف بها لم يذكره القرآن، لماذا نتبع النّبي صلى الله عليه وسلم ما دام بإمكان كل واحد منا أن يخترع حجاً على مزاجه؟!
3. فرض الله تعالى الصيام في القرآن، فهل تصوم الحائض والنفساء لأن القرآن لم ينهاهنّ؟!
4. لحم الحمير الأهلية حرام بالإجماع، ولم يرد هذا في القرآن، فهل تأكلون لحوم الحمير؟!
5. يحرم على الرّجل أن يجمع بين البنت وعمتها، أو بين البنت وخالتها، فهل هذا جائز بشرعكم باعتبار أنكم تؤمنون بالتعدد لوروده صراحة في سورة النساء؟!
6. نحن نقول أن السُّنة تُقيّد القرآن، فنص القرآن في تحريم الميتة مطلق، قيدته السُّنة بـ «أُحلّ لكم ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال»، فهل تقومون بذبح الأسماك قبل أكلها باعتبارها ميتة إذا لم تُذبح!
7. أمرنا الله في القرآن أن نؤدي الزّكاة، فكم مقدار الزكاة، وعلى من تجب، وعلى ماذا تجب، هل على المزروعات زكاة، فكم زكاتها، وهل مقدار الزكاة على الزرع الذي يُسقى بماء المطر هو نفسه على الزرع الذي يسقيه صاحبه؟ أجيبونا إنّا لا نجد في القرآن شيئاً من هذا!
8. أين تجدون في القرآن أنّ الذهب والحرير حرام على الرّجال دون النساء؟ أم أنه لا بأس أن يلبسهما الرجال؟
من أرادت أن تخلع حجابها رغم ثبوت النّص في القرآن فهذا شأنها، ولكن لا تخبرنا أنها تفعل هذا قربى لله، ومن أراد أن يتبرأ من رسول الله فهذا شأنه ولكن لا يخبرنا أن القرآن طلب منه هذا، لأن القرآن أمر بالعكس!
إنّ أحدهم لا يعرف معنى غاسق، ولا معنى الصمد، ولا معنى وقب، ولا معنى مسد، ولا معنى جِيد، ولا الفرق بين الهمزة واللمزة، ولا العاديات ولا الموريات، ولا نقعاً ولا كنود، ثم يقول لنا: تعالوا نترك السُّنة ونكتفي بالقرآن!
بقلم : أدهم شرقاوي
لم تخبرنا أختنا «القرآنيّة» عن معنى «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، ولا عن معنى «من يطع الرسول فقد أطاع الله»، ولا عن معنى «فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم»! وهي آيات محكمة، قطعيّة الدلالة، ظاهرة المعنى، لا كناية فيها ولا تشبيه ولا استعارة ليدّعي أحد يفهم لغة العرب أنّها حمالة أوجه!
دعونا نناقش هؤلاء «القرآنيين» بعقل وروية، ونُسلّم معهم جدلاً أنّه يمكن الاستغناء عن السُّنّة النبوية الشّريفة، التي نصّ القرآن على الأخذ بها، ولنطرح عليهم بعض الأسئلة، ونرى، هل يمكن ديناً وعقلاً ومنطقاً واستدلالاً الاستغناء عن السُّنة:
1. عشرات الآيات في القرآن تتحدث عن وجوب إقامة الصلاة، فأخبرونا أيها «القرآنيون» كيف نصلي؟! هل يوجد في القرآن آية تخبرنا عن عدد ركعات صلاة الظهر؟! أو آية تخبرنا ماذا نقرأ إذا قمنا، وماذا نقول إذا ركعنا، وماذا نقول إذا سجدنا، وماذا نقول في جلوس التشهد؟ هل يوجد في القرآن آية تخبرنا كم مرة نصلي في اليوم؟ حتماً لا يوجد، ولكن يوجد كلّ هذا في السُّنة، فهل نأخذ بها، أو من شاء صلى الفجر ركعة، ومن شاء صلى العشاء عشر ركعات، ومن شاء صلى العصر فقط، وترك بقية الصلوات التي لم يُذكر عددها في القرآن؟!
2. فرض الله الحجّ في القرآن، فكيف نحج؟ وماذا نفعل إذا جئنا إلى مكة، ثم لم يقل القرآن أن الحجّ في مكة، فهل يصح الحج في بيروت أو الرياض أو أنقرة؟! كم شوطاً نطوف بالكعبة؟ ثم لماذا نطوف بالكعبة ولم يطلب منا القرآن أن نفعل، ولماذا نقف في عرفة أساساً والوقوف بها لم يذكره القرآن، لماذا نتبع النّبي صلى الله عليه وسلم ما دام بإمكان كل واحد منا أن يخترع حجاً على مزاجه؟!
3. فرض الله تعالى الصيام في القرآن، فهل تصوم الحائض والنفساء لأن القرآن لم ينهاهنّ؟!
4. لحم الحمير الأهلية حرام بالإجماع، ولم يرد هذا في القرآن، فهل تأكلون لحوم الحمير؟!
5. يحرم على الرّجل أن يجمع بين البنت وعمتها، أو بين البنت وخالتها، فهل هذا جائز بشرعكم باعتبار أنكم تؤمنون بالتعدد لوروده صراحة في سورة النساء؟!
6. نحن نقول أن السُّنة تُقيّد القرآن، فنص القرآن في تحريم الميتة مطلق، قيدته السُّنة بـ «أُحلّ لكم ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال»، فهل تقومون بذبح الأسماك قبل أكلها باعتبارها ميتة إذا لم تُذبح!
7. أمرنا الله في القرآن أن نؤدي الزّكاة، فكم مقدار الزكاة، وعلى من تجب، وعلى ماذا تجب، هل على المزروعات زكاة، فكم زكاتها، وهل مقدار الزكاة على الزرع الذي يُسقى بماء المطر هو نفسه على الزرع الذي يسقيه صاحبه؟ أجيبونا إنّا لا نجد في القرآن شيئاً من هذا!
8. أين تجدون في القرآن أنّ الذهب والحرير حرام على الرّجال دون النساء؟ أم أنه لا بأس أن يلبسهما الرجال؟
من أرادت أن تخلع حجابها رغم ثبوت النّص في القرآن فهذا شأنها، ولكن لا تخبرنا أنها تفعل هذا قربى لله، ومن أراد أن يتبرأ من رسول الله فهذا شأنه ولكن لا يخبرنا أن القرآن طلب منه هذا، لأن القرآن أمر بالعكس!
إنّ أحدهم لا يعرف معنى غاسق، ولا معنى الصمد، ولا معنى وقب، ولا معنى مسد، ولا معنى جِيد، ولا الفرق بين الهمزة واللمزة، ولا العاديات ولا الموريات، ولا نقعاً ولا كنود، ثم يقول لنا: تعالوا نترك السُّنة ونكتفي بالقرآن!
بقلم : أدهم شرقاوي