+ A
A -
قرأتُ البارحة خبرًا عن المواصفات التي اشترطتها وكالة الفضاء الصينية على المرأة ليكون بإمكانها الانتساب لبرنامج الفضاء الصيني، للتخرج رائدة فضاء والمواصفات هي:
1 - أن تكون متزوجة.
2 - أن تكون قد أنجبت بصورة طبيعية.
3 - ألا تكون أسنانها متسوسة.
4 - ألا تكون على جسدها آثار جروح.
وكنتُ قبل البارحة أحسب أن الصين أعقل منا لجهة الشروط المطلوبة للحصول على وظيفة ما!
طبعًا من حق أي مؤسسة على ظهر هذا الكوكب أن تشترط معايير محددة لوظيفة، هذا شيء بديهي نتفهمه جميعًا، لكن ما لا نتفهمه، أو ما لا أتفهمه أنا على الأقل ألا يكون لهذه الشروط أية علاقة بالوظيفة الشاغرة!
ما شأن الغلاف الجوي إن كانت رائدة الفضاء عزباء أم متزوجة، وما شأن سطح القمر إن كانت المرأة قد أنجبت بصورة طبيعية أم بعملية قيصرية أم لم تنجب أصلًا، وهل يشترط المريخ على دارسيه أن يكونوا من ذوي «هوليود سمايل» ثم ما شأن المجموعة الشمسية بامرأة جرحت اصبعها فترك الجرح عليه ندبة!
فإذا كان هذا حال الصين عملاق الصناعة والإنتاج، وتقليد أي منتج بين يوم وليلة، فإن حالنا «يصعب على الكافر» كما تقول جدتي!
الشركات عندما تطلب بالعادة خبرة لا تقل عن عشر سنوات، وهذا مأزق الخريجين الجدد، فمن أين سيحصل الخريجون الجدد على الخبرة إن كنا لا نوظفهم إلا بخبرة! ثم كيف يتوارث الناس الخبرات إن لم يحتك المتخرج الجديد بالموظف القديم صاحب الخبرة، بدل أن نفتح المجال لجيل الشباب ولو بمرتبات أقل من الموظفين القدماء، نوصد أبواب الوظائف في وجوههم بداعي عدم امتلاك الخبرة التي لا تأتي إلا بتوظيفهم!
هناك وظائف مكتبية بسيطة عندما أنظر إلى المعايير التي اشترطتها الشركة أعتقد لوهلة أنها وظيفة مدير ناسا أو الرئيس التنفيذي لمايكروسفت!
يريدونك أن تجيد ثلاث لغات، بالإضافة لشهادة جامعية بتقدير ممتاز، وسيم وحسن المظهر، تجيد التواصل والتفاوض، صبور كالجمل، رشيق كالغزال.
لم يبق إلا أن يشترطوا في إعلانهم هذا أن تكون حائزًا على ميدالية ذهبية في الجمباز، تجيد لغة الطير والنمل كأنك ستخلف سليمان عليه السلام على عرشه، وسبق أن شاركت في غزوة بدر!
الشروط الوظيفية حق للشركة ولكن ما ليس من حقها أن تكون هذه الشروط تعجيزية، ولا علاقة لها أساسًا بالوظيفة، أو أحيانًا أعلى من الوظيفة، إنهم يشترطون مواصفات في حارس أمن لا تتوافر غالبًا لدى جنرال في الجيش!
بقلم:أدهم الشرقاوي
1 - أن تكون متزوجة.
2 - أن تكون قد أنجبت بصورة طبيعية.
3 - ألا تكون أسنانها متسوسة.
4 - ألا تكون على جسدها آثار جروح.
وكنتُ قبل البارحة أحسب أن الصين أعقل منا لجهة الشروط المطلوبة للحصول على وظيفة ما!
طبعًا من حق أي مؤسسة على ظهر هذا الكوكب أن تشترط معايير محددة لوظيفة، هذا شيء بديهي نتفهمه جميعًا، لكن ما لا نتفهمه، أو ما لا أتفهمه أنا على الأقل ألا يكون لهذه الشروط أية علاقة بالوظيفة الشاغرة!
ما شأن الغلاف الجوي إن كانت رائدة الفضاء عزباء أم متزوجة، وما شأن سطح القمر إن كانت المرأة قد أنجبت بصورة طبيعية أم بعملية قيصرية أم لم تنجب أصلًا، وهل يشترط المريخ على دارسيه أن يكونوا من ذوي «هوليود سمايل» ثم ما شأن المجموعة الشمسية بامرأة جرحت اصبعها فترك الجرح عليه ندبة!
فإذا كان هذا حال الصين عملاق الصناعة والإنتاج، وتقليد أي منتج بين يوم وليلة، فإن حالنا «يصعب على الكافر» كما تقول جدتي!
الشركات عندما تطلب بالعادة خبرة لا تقل عن عشر سنوات، وهذا مأزق الخريجين الجدد، فمن أين سيحصل الخريجون الجدد على الخبرة إن كنا لا نوظفهم إلا بخبرة! ثم كيف يتوارث الناس الخبرات إن لم يحتك المتخرج الجديد بالموظف القديم صاحب الخبرة، بدل أن نفتح المجال لجيل الشباب ولو بمرتبات أقل من الموظفين القدماء، نوصد أبواب الوظائف في وجوههم بداعي عدم امتلاك الخبرة التي لا تأتي إلا بتوظيفهم!
هناك وظائف مكتبية بسيطة عندما أنظر إلى المعايير التي اشترطتها الشركة أعتقد لوهلة أنها وظيفة مدير ناسا أو الرئيس التنفيذي لمايكروسفت!
يريدونك أن تجيد ثلاث لغات، بالإضافة لشهادة جامعية بتقدير ممتاز، وسيم وحسن المظهر، تجيد التواصل والتفاوض، صبور كالجمل، رشيق كالغزال.
لم يبق إلا أن يشترطوا في إعلانهم هذا أن تكون حائزًا على ميدالية ذهبية في الجمباز، تجيد لغة الطير والنمل كأنك ستخلف سليمان عليه السلام على عرشه، وسبق أن شاركت في غزوة بدر!
الشروط الوظيفية حق للشركة ولكن ما ليس من حقها أن تكون هذه الشروط تعجيزية، ولا علاقة لها أساسًا بالوظيفة، أو أحيانًا أعلى من الوظيفة، إنهم يشترطون مواصفات في حارس أمن لا تتوافر غالبًا لدى جنرال في الجيش!
بقلم:أدهم الشرقاوي