يقول روبرت غرين في كتابه «33 استراتجيّة للحرب»:
جواد بلا لجام لا نفع منه، ولكن أسوأ منه الجواد الذي تشدُّ لجامه عند كل منعطفٍ في جهدٍ عقيم للسيطرة. السيطرة تأتي من ترك العنان، ومن إمساك اللجام بخفة، لا تُشعر الجواد بأنك تجرُّه، لكنه يحس بأقل تغيير في التوتر ويتجاوب كما ترغب. ليس الجميع يمكن أن يصبح معلماً في فن كهذا!
لا أحد فينا يمكنه أن يدير كل شيءٍ بنفسه، بالمقابل نحن لا يمكننا أن نترك إدارة الأشياء التي تقع ضمن نطاق مسؤولياتنا!
يبدو الأمر لأول وهلةٍ متناقضةً رهيبةً، ومتاهةً مفزعةً، ولغزاً يستعصي على الحل، ولكنه بقليل من الجهد وكثيرٍ من الذكاء يمكننا إدارة كل شيءٍ ولكن بأيدي الآخرين!
من أنجح مبادئ الإدارة هو مبدأ التفويض المصحوب بالرقابة!
أن تضعَ الأمور بأيدي الآخرين دون أن تتركها من يدك!
أن تُشعرهم بطول الخيط في أيديهم يحيكون فيه قراراتهم، ولكن دون أن تُفلتَ هذا الخيط!
المدير الناجح يمنح رؤساء الأقسام ثقةً وصلاحياتٍ، ولكنه لا يُفرِّط في الرقابة، فالشركة التي يشعرُ فيها الناس بأنهم دُمى يتم تحريكها هي شركة ميتة! والشركة التي تُطلق فيها الصلاحيات دون مراجعة تشوبها العشوائية! والإدارة الناجحة هي بين بين!
الزوج الذكيُّ لا يتدخّل في كل صغيرة وكبيرة في البيت، ولكنه بالمقابل لا ينسى أن هذا بيته! فوِّضْ ولا تتركْ، ابتعِدْ ولا تُغادِرْ!
في المسرحيات يتم الخروج عن النَّص أحياناً، ولكن المخرج الناجح يعرفُ كيف يجعل هذا الخروج نكهةً على النص، لا انقلاباً عليه!
دفة السفينة الممسوكة بقوة لا تسمحُ لها بالتحرك، إنها تسلم ولكنها لا تبلغ وجهتها أبداً!
ودفة السفينة المتروكة تنتهي بها خشباً محطماً على الصخور!
وحدها دفة السفينة المرنة تصل!