+ A
A -
أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي حول ما سماه «تدويل الحج» عاصفة من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين مستنكر للتصريحات وبين مستغرب من السياق الذي وردت فيه.. وزير الخارجية السعودية ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حيث اعتبر «تدويل الحج بمثابة إعلان حرب».
الغريب في هذه التصريحات هو السياق الذي وردت فيه، حيث لم يصدر مطلب بتدويل الحرمين من أي جهة خليجية ولا من أي مسؤول قطري بل قرأنا على تويتر تصريحات رسمية للرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني عندما غرد بأن «قطر ضد تدويل الحرمين».. لكن السؤال الذي يطرح هو التالي: ما الذي دفع الدبلوماسية السعودية إلى إثارة هذا الموضوع الآن وبهذا الشكل الفج والخطير في آن؟
لا شك أن لقاء المنامة الأخير الذي جمع دول الحصار من أجل إعادة فرض نفس الشروط التي فرضت مسبقاً على دولة قطر بعد الحصار هو الذي فرض البحث عن حلول موازية للورطة الكبيرة التي وجدت دول الحصار نفسها فيها.
فبعد أن فشلت عملية الانقلاب الإعلامي فشلاً ذريعاً وانقلبت عملية الحصار إلى أزمة دولية بسبب فقدان المحاصرين لأدلة كافية تدعم ادعاءاتهم انتقل المحاصرون إلى محاولة التضييق الفعلي على المواطنين القطريين.. فقد قررت السعودية منع الحجاج القطريين من الوصول إلى السعودية من مطارات دولتهم وذلك في خطوة تصعيدية بعد التضييق عليهم خلال مناسك العمرة وصولاً إلى طردهم من النزل المقيمين فيها.. وفي ردة فعل مشروعة طالبت قطر بعدم تسييس المشاعر المقدسة والنأي بالركن الخامس عن التجاذبات السياسية وتصفية الحسابات البينية حتى لا يتأثر المواطن القطري والخليجي بالقرارات السياسية.. توجهت قطر إلى المؤسسات الدولية لرفع الحصار عن حجاجها وفقاً للقوانين والأعراف الدولية التي تضمن حرية العقيدة وحرية ممارستها.
هذا الطلب القطري بعدم تسييس الحج هو الذي حاول المحاصرون الركوب عليه واقتناصه من أجل تسجيل نقطة يتيمة ولو بالتزوير في ملف الصراع مع قطر.. المحاصرون يبحثون بكل السبل عن ثغرة واحدة يستطيعون عبرها العثور على ما يدين دولة قطر ويحفظ ماء وجههم.
إن خطورة إثارة موضوع تدويل الحرمين في ظل أزمة سياسية عاصفة تضرب بلدان الخليج العربي إنما تستهدف بشكل خاص المملكة العربية السعودية وهي تكشف بجلاء حجم التخبط الكبير في القرار السياسي الخليجي.. لم تثر قطر مسألة التدويل لكن البحث المحموم عن أدلة تدينها هو الذي دفع الإعلام السعودي ودبلوماسييه إلى خلق الذرائع الواهية التي إن هي استمرت ستعود عليهم بوخيم النتائج.
بقلم : محمد هنيد
الغريب في هذه التصريحات هو السياق الذي وردت فيه، حيث لم يصدر مطلب بتدويل الحرمين من أي جهة خليجية ولا من أي مسؤول قطري بل قرأنا على تويتر تصريحات رسمية للرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني عندما غرد بأن «قطر ضد تدويل الحرمين».. لكن السؤال الذي يطرح هو التالي: ما الذي دفع الدبلوماسية السعودية إلى إثارة هذا الموضوع الآن وبهذا الشكل الفج والخطير في آن؟
لا شك أن لقاء المنامة الأخير الذي جمع دول الحصار من أجل إعادة فرض نفس الشروط التي فرضت مسبقاً على دولة قطر بعد الحصار هو الذي فرض البحث عن حلول موازية للورطة الكبيرة التي وجدت دول الحصار نفسها فيها.
فبعد أن فشلت عملية الانقلاب الإعلامي فشلاً ذريعاً وانقلبت عملية الحصار إلى أزمة دولية بسبب فقدان المحاصرين لأدلة كافية تدعم ادعاءاتهم انتقل المحاصرون إلى محاولة التضييق الفعلي على المواطنين القطريين.. فقد قررت السعودية منع الحجاج القطريين من الوصول إلى السعودية من مطارات دولتهم وذلك في خطوة تصعيدية بعد التضييق عليهم خلال مناسك العمرة وصولاً إلى طردهم من النزل المقيمين فيها.. وفي ردة فعل مشروعة طالبت قطر بعدم تسييس المشاعر المقدسة والنأي بالركن الخامس عن التجاذبات السياسية وتصفية الحسابات البينية حتى لا يتأثر المواطن القطري والخليجي بالقرارات السياسية.. توجهت قطر إلى المؤسسات الدولية لرفع الحصار عن حجاجها وفقاً للقوانين والأعراف الدولية التي تضمن حرية العقيدة وحرية ممارستها.
هذا الطلب القطري بعدم تسييس الحج هو الذي حاول المحاصرون الركوب عليه واقتناصه من أجل تسجيل نقطة يتيمة ولو بالتزوير في ملف الصراع مع قطر.. المحاصرون يبحثون بكل السبل عن ثغرة واحدة يستطيعون عبرها العثور على ما يدين دولة قطر ويحفظ ماء وجههم.
إن خطورة إثارة موضوع تدويل الحرمين في ظل أزمة سياسية عاصفة تضرب بلدان الخليج العربي إنما تستهدف بشكل خاص المملكة العربية السعودية وهي تكشف بجلاء حجم التخبط الكبير في القرار السياسي الخليجي.. لم تثر قطر مسألة التدويل لكن البحث المحموم عن أدلة تدينها هو الذي دفع الإعلام السعودي ودبلوماسييه إلى خلق الذرائع الواهية التي إن هي استمرت ستعود عليهم بوخيم النتائج.
بقلم : محمد هنيد