+ A
A -
تناول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، التوجهات المستقبلية للدولة في ظل الأزمة الحالية وما بعدها، خلال ترؤس سموه جانبا من الاجتماع العادي الذي عقده مجلس الوزراء أمس بمقره في الديوان الأميري، حيث أكد سموه على قضية في غاية الأهمية عبر حديثه للمجلس بأن «قطر بالنسبة لنا وللجميع في شهر يونيو 2017 تختلف عن قطر في السابق، فلنا تاريخ نفخر ونعتز به ولكن ما حدث في شهر يونيو 2017 قوّانا ودفعنا بالمزيد من العمل لصالح هذا الوطن».
نحن أمام مفصل تاريخي حقيقي سوف يرسم ملامح قطر المستقبل، فما قبل يونيو 2017 شيء، وما بعده شيء آخر، بمعنى أننا أمام وطن سوف يصيغ سياساته وخططه ومستقبله وفق دروس وعبر عدة، من المؤسف أننا اضطررنا لمواجهتها من أشقاء، لكن الشيء الطيب في كل ذلك أن هذه الدروس والعبر سوف تكون محل تحليل عميق لاشك أنه سينعكس خيرا وأمنا واستقرارا لوطننا الحبيب، وقد حدد صاحب السمو هذه الملامح بصورة واضحة.
الاستمرار قدما في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ومشاريع قطر التنموية الرئيسية على ذات الوتيرة التي كان عليها العمل فيها بالشكل الطبيعي وبالجودة المُثلى المتوقعة لمشاريع قطر دائما.
أهمية الاعتماد على النفس فيها سواء من ناحية الأمن الوطني، الاقتصاد، والغذاء والدواء.
الاستثمار في روح العمل الإيجابية والتكاتف والدافعية في العطاء والإنجاز التي تميّز بها أهل قطر ومقيموها خلال الأزمة الخليجية.
تعزيز وتشجيع استمرار العمل بروح الفريق والتعاون.
التركيز على الجهد الداخلي.
تقوية الجبهات الداخلية الوطنية سواء كانت في المجالات الاقتصادية، الأمنية، الصحية، والتعليمية.
تنويع مصادر الدخل، والانتهاء من دراسة باقي القوانين المتعلقة بهذا المجال وتنفيذها.
الترشيد في الإنفاق في موازنة العام القادم ولكن دون أن يؤثر ذلك على مشاريع قطر التنموية الرئيسية وجودتها.
الاستمرار بروح التحدي والإنجاز لتحقيق سياسة قطر وخططها المستقبلية في اعتمادها على ذاتها.
نحن إذاً أمام خريطة طريق واضحة المعالم، سوف تحدد، كما أسلفت، ملامح قطر المستقبل، ومن المؤكد أن هذه الخريطة وهذا التوجه سوف تكون له نتائجه الهامة للغاية على صعيد تطوير قدراتنا المحلية بصورة لم نشهد لها مثيلا في السابق، وقد بدأنا نرى بالفعل هذه التوجهات خلال فترة وجيزة للغاية، خاصة لجهة النهوض بأمننا الغذائي حيث تم تحقيق مجموعة من المنجزات الهامة للغاية خلال فترة قياسية بما يشبه المعجزة، على صعيد إنشاء مجمعات للإنتاج الزراعي والحيواني والدواجن والأسماك، والتوسع في إنتاج شركات الحليب والألبان للاكتفاء ذاتيا بعد «6» شهور، وتطوير العزب، وزيادة أعداد الحيوانات وتوسعة الشركة العربية للدواجن، زيادة إنتاج البيض من «60» مليونا إلى «100» مليون بيضة في السنة، وإطالة الموسم الزراعي لتحقيق نسبة «65» بالمائة من الاكتفاء الذاتي.
نحن نتحدث عن منجزات عمرها أقل من شهرين، وبطبيعة الحال فإن ما ينطبق على هذا القطاع، ينطبق على غيره أيضا، ما يعني أن توجيهات صاحب السمو صارت منهاج عمل لنا جميعا كقطريين كل في مكان عمله.
بالنسبة للأزمة الخليجية فقد جدد سموه التأكيد على ما جاء في خطابه بشأن استعداد دولة قطر لحلّ الأزمة الخليجية من خلال الحوار، وأنه إذا كان هناك سعي لتحقيق اتفاق فيجب أن يشمل هذا الاتفاق جميع الأطراف دون إملاءات، ودون تدخل في السيادة الوطنية والشؤون الداخلية لأي دولة.
ومعنى ذلك أن قطر ليست في وارد المساومة على أمنها وسيادتها واستقلالية قرارها، تحت أي ظرف من الظروف، وهي تمضي في ثباتها معتمدة على الله عز وجل، وعلى عدالة قضيتها، وعلى قيادة ملهمة كرست وقتها وجهدها لحماية قطر، وعلى شعب التف حول قيادته منذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة، وأعطى مثالا قلما يجود به الزمن على وفائه لقيادته والعمل تحت رايتها نصرة لوطننا الحبيب.
بالأمس استمعنا لتوجيهات صاحب السمو في مجلس الوزراء، وكنا تابعنا كلمة سموه المتلفزة قبل أيام، وما يمكن الخروج به هو المزيد من الثقة والأمل بمستقبل وطننا بغض النظر عن الظروف الراهنة، والكيفية التي ستنتهي بها.
توجيهات صاحب السمو في مجلس الوزراء لم تتناول الأزمة إلا في أبعاد الموقف القطري منها، أي الثبات على المبادئ التي تحفظ سيادتنا، وهكذا فإن قطر ستبقى وفية لمبدأ الحوار الذي لاينال من استقلاليتها بحال من الأحوال، في حين كان تركيز صاحب السمو على شأننا الداخلي، وعلى رسم ملامح المستقبل، بمنتهى الشفافية والوضوح.
لم يقل لنا سموه «شدوا الأحزمة» كما تفعل الدول في الأزمات، وإنما شدد على الاستثمار في روح العمل الإيجابية والتكاتف والدافعية في العطاء والإنجاز التي تميّز بها أهل قطر ومقيموها خلال الأزمة الخليجية لتكون النهج والمقياس الذي يُبنى عليه عمل قطر المستقبلي، وتعزيز وتشجيع استمرار العمل بروح الفريق والتعاون التي تحلّى به الجميع من مواطنين ومقيمين كسمة بارزة خلال هذه الفترة.
لقد أراد أن يحرك الطاقات الكامنة في هذا الشعب، وأن يشحذ الهمم ويقوي الجبهات الداخلية الوطنية في كل المجالات، وهي قوية بعون الله، وصفوفنا متراصة كما يريد لها أن تكون، وسوف يجدنا جميعا على العهد والولاء، لتبقى راية قطر خفاقة عزيزة كما هي دائما.
آخر نقطة.. دول الحصار أرادت إضعاف قطر وإسكاتها صوتها الحر وسلب سيادتها الوطنية وخطف قراراتها السياسية والتحكم في شؤونها الداخلية والخارجية، لكن إرادة الله فوق الجميع، وأظهرت الأزمة كيف لهذه الدولة صغيرة الحجم وقليلة السكان والمحاصرة من معظم الجهات كيف ان ألهمها الله الصبر والحكمة وحسن التدبير ونجحت في تقديم صورة متفردة ومتميزة للعالم عن تكاتفها وترابطها وتوحد قيادتها مع شعبها ورقي تعاملها مع الأحداث وترفعها عن السباب وسقط الخطاب وسرعة تداركها لكل الأمور الطارئة التي أحدثتها الأزمة في جميع الجوانب الاقتصادية أو الخدمية مما يحسب لهذه الحكومة النشطة..
كما هو الحال في التعامل الدبلوماسي والدولي مع مجريات الأحداث وارهاصاتها تاركين للأطراف الأخرى التفحيط السياسي والسقوط الأخلاقي والبلطجة الإعلامية والتجاوزات القانونية..
مما يجعل الوقت في صالحنا باتباعنا للقنوات التي يحترمها العالم الحر والمتحضر، وبالأمس القريب ربحنا معركة الأجواء والممرات الدولية وبقية الانتصارات والتعويضات قادمة في الطريق بمشيئة الله حتى تعود الأوضاع لطبيعتها المتعارف عليها وحتى يأخذوا درسا يستفيد منه أحفادهم..
بأن قطر عصية عليكم في الماضي والحاضر والمستقبل.. طريق الحق أهدى وأقوى وما بني على باطل فهو باطل..!
ونضم صوتنا لصوتك يا صاحب السمو.. بأن قطر.. الوطن قيادة وشعبا متحدون في هذه الملحمة الوطنية، ومتكاتفون في هذا المنعطف التاريخي.. حتى تعبر سفينتنا إلى بر الأمان ونتجاوز هذا الامتحان بمستوى امتياز مع أعلى درجات الإنجاز.. ومستمرون يدا بيد.. وصفا واحدا.. مع الوطن وخلف القائد.
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول
نحن أمام مفصل تاريخي حقيقي سوف يرسم ملامح قطر المستقبل، فما قبل يونيو 2017 شيء، وما بعده شيء آخر، بمعنى أننا أمام وطن سوف يصيغ سياساته وخططه ومستقبله وفق دروس وعبر عدة، من المؤسف أننا اضطررنا لمواجهتها من أشقاء، لكن الشيء الطيب في كل ذلك أن هذه الدروس والعبر سوف تكون محل تحليل عميق لاشك أنه سينعكس خيرا وأمنا واستقرارا لوطننا الحبيب، وقد حدد صاحب السمو هذه الملامح بصورة واضحة.
الاستمرار قدما في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ومشاريع قطر التنموية الرئيسية على ذات الوتيرة التي كان عليها العمل فيها بالشكل الطبيعي وبالجودة المُثلى المتوقعة لمشاريع قطر دائما.
أهمية الاعتماد على النفس فيها سواء من ناحية الأمن الوطني، الاقتصاد، والغذاء والدواء.
الاستثمار في روح العمل الإيجابية والتكاتف والدافعية في العطاء والإنجاز التي تميّز بها أهل قطر ومقيموها خلال الأزمة الخليجية.
تعزيز وتشجيع استمرار العمل بروح الفريق والتعاون.
التركيز على الجهد الداخلي.
تقوية الجبهات الداخلية الوطنية سواء كانت في المجالات الاقتصادية، الأمنية، الصحية، والتعليمية.
تنويع مصادر الدخل، والانتهاء من دراسة باقي القوانين المتعلقة بهذا المجال وتنفيذها.
الترشيد في الإنفاق في موازنة العام القادم ولكن دون أن يؤثر ذلك على مشاريع قطر التنموية الرئيسية وجودتها.
الاستمرار بروح التحدي والإنجاز لتحقيق سياسة قطر وخططها المستقبلية في اعتمادها على ذاتها.
نحن إذاً أمام خريطة طريق واضحة المعالم، سوف تحدد، كما أسلفت، ملامح قطر المستقبل، ومن المؤكد أن هذه الخريطة وهذا التوجه سوف تكون له نتائجه الهامة للغاية على صعيد تطوير قدراتنا المحلية بصورة لم نشهد لها مثيلا في السابق، وقد بدأنا نرى بالفعل هذه التوجهات خلال فترة وجيزة للغاية، خاصة لجهة النهوض بأمننا الغذائي حيث تم تحقيق مجموعة من المنجزات الهامة للغاية خلال فترة قياسية بما يشبه المعجزة، على صعيد إنشاء مجمعات للإنتاج الزراعي والحيواني والدواجن والأسماك، والتوسع في إنتاج شركات الحليب والألبان للاكتفاء ذاتيا بعد «6» شهور، وتطوير العزب، وزيادة أعداد الحيوانات وتوسعة الشركة العربية للدواجن، زيادة إنتاج البيض من «60» مليونا إلى «100» مليون بيضة في السنة، وإطالة الموسم الزراعي لتحقيق نسبة «65» بالمائة من الاكتفاء الذاتي.
نحن نتحدث عن منجزات عمرها أقل من شهرين، وبطبيعة الحال فإن ما ينطبق على هذا القطاع، ينطبق على غيره أيضا، ما يعني أن توجيهات صاحب السمو صارت منهاج عمل لنا جميعا كقطريين كل في مكان عمله.
بالنسبة للأزمة الخليجية فقد جدد سموه التأكيد على ما جاء في خطابه بشأن استعداد دولة قطر لحلّ الأزمة الخليجية من خلال الحوار، وأنه إذا كان هناك سعي لتحقيق اتفاق فيجب أن يشمل هذا الاتفاق جميع الأطراف دون إملاءات، ودون تدخل في السيادة الوطنية والشؤون الداخلية لأي دولة.
ومعنى ذلك أن قطر ليست في وارد المساومة على أمنها وسيادتها واستقلالية قرارها، تحت أي ظرف من الظروف، وهي تمضي في ثباتها معتمدة على الله عز وجل، وعلى عدالة قضيتها، وعلى قيادة ملهمة كرست وقتها وجهدها لحماية قطر، وعلى شعب التف حول قيادته منذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة، وأعطى مثالا قلما يجود به الزمن على وفائه لقيادته والعمل تحت رايتها نصرة لوطننا الحبيب.
بالأمس استمعنا لتوجيهات صاحب السمو في مجلس الوزراء، وكنا تابعنا كلمة سموه المتلفزة قبل أيام، وما يمكن الخروج به هو المزيد من الثقة والأمل بمستقبل وطننا بغض النظر عن الظروف الراهنة، والكيفية التي ستنتهي بها.
توجيهات صاحب السمو في مجلس الوزراء لم تتناول الأزمة إلا في أبعاد الموقف القطري منها، أي الثبات على المبادئ التي تحفظ سيادتنا، وهكذا فإن قطر ستبقى وفية لمبدأ الحوار الذي لاينال من استقلاليتها بحال من الأحوال، في حين كان تركيز صاحب السمو على شأننا الداخلي، وعلى رسم ملامح المستقبل، بمنتهى الشفافية والوضوح.
لم يقل لنا سموه «شدوا الأحزمة» كما تفعل الدول في الأزمات، وإنما شدد على الاستثمار في روح العمل الإيجابية والتكاتف والدافعية في العطاء والإنجاز التي تميّز بها أهل قطر ومقيموها خلال الأزمة الخليجية لتكون النهج والمقياس الذي يُبنى عليه عمل قطر المستقبلي، وتعزيز وتشجيع استمرار العمل بروح الفريق والتعاون التي تحلّى به الجميع من مواطنين ومقيمين كسمة بارزة خلال هذه الفترة.
لقد أراد أن يحرك الطاقات الكامنة في هذا الشعب، وأن يشحذ الهمم ويقوي الجبهات الداخلية الوطنية في كل المجالات، وهي قوية بعون الله، وصفوفنا متراصة كما يريد لها أن تكون، وسوف يجدنا جميعا على العهد والولاء، لتبقى راية قطر خفاقة عزيزة كما هي دائما.
آخر نقطة.. دول الحصار أرادت إضعاف قطر وإسكاتها صوتها الحر وسلب سيادتها الوطنية وخطف قراراتها السياسية والتحكم في شؤونها الداخلية والخارجية، لكن إرادة الله فوق الجميع، وأظهرت الأزمة كيف لهذه الدولة صغيرة الحجم وقليلة السكان والمحاصرة من معظم الجهات كيف ان ألهمها الله الصبر والحكمة وحسن التدبير ونجحت في تقديم صورة متفردة ومتميزة للعالم عن تكاتفها وترابطها وتوحد قيادتها مع شعبها ورقي تعاملها مع الأحداث وترفعها عن السباب وسقط الخطاب وسرعة تداركها لكل الأمور الطارئة التي أحدثتها الأزمة في جميع الجوانب الاقتصادية أو الخدمية مما يحسب لهذه الحكومة النشطة..
كما هو الحال في التعامل الدبلوماسي والدولي مع مجريات الأحداث وارهاصاتها تاركين للأطراف الأخرى التفحيط السياسي والسقوط الأخلاقي والبلطجة الإعلامية والتجاوزات القانونية..
مما يجعل الوقت في صالحنا باتباعنا للقنوات التي يحترمها العالم الحر والمتحضر، وبالأمس القريب ربحنا معركة الأجواء والممرات الدولية وبقية الانتصارات والتعويضات قادمة في الطريق بمشيئة الله حتى تعود الأوضاع لطبيعتها المتعارف عليها وحتى يأخذوا درسا يستفيد منه أحفادهم..
بأن قطر عصية عليكم في الماضي والحاضر والمستقبل.. طريق الحق أهدى وأقوى وما بني على باطل فهو باطل..!
ونضم صوتنا لصوتك يا صاحب السمو.. بأن قطر.. الوطن قيادة وشعبا متحدون في هذه الملحمة الوطنية، ومتكاتفون في هذا المنعطف التاريخي.. حتى تعبر سفينتنا إلى بر الأمان ونتجاوز هذا الامتحان بمستوى امتياز مع أعلى درجات الإنجاز.. ومستمرون يدا بيد.. وصفا واحدا.. مع الوطن وخلف القائد.
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول