+ A
A -
نحترم علماءنا ونجلهم، وننحني لهم ونحاول ألا نغضبهم، فقد منحهم الله هذه المكانة الجليلة ليجددوا في الدين ويكونوا هداة للناس على مدى العمر والسنين، وأخلاقنا تأبى أن تمتد إليهم بسوء، سواء بكلمة مكتوبة أو منطوقة، وننتظر منهم دائما القول الفصل، الذي يعيد الأمور إلى نصابها، وكم يحزننا صمتهم، وكم يحزننا انحيازهم، في قضايا واضحة كوضوح الشمس.
أمس انتشر على الواتس أب فيلم للداعية العصري عمرو خالد وكان أقبل على شباب يحيونه ويقدرونه وحين قالوا له «نحن من قطر» تراجع ولم يصافحهم مغادرا مكتفيا بابتسامة، طبعا عمرو خالد ارتبك لسانه وتعثر خطوه وهو يسترجع عقوبات التعاطف مع القطريين المشددة التي تنتظر من يتعاطف، قد لا نلوم عمرو وغيره من الدعاة والعلماء فهم أمام معادلة صعبة «المال وقول الحق لا يلتقيان» وهو ما ألجم العديد من العلماء الذين خافوا من التعاطف، فمنهم من آثر الصمت وهو يعلم انه أدرج في قائمة المغضوب عليهم من أهل السلطان أو نطق بما يرضي السلطان ويقضي الليل متهجدا يطلب من ربه المغفرة، فكيف يسكتون على محاصرة شعب شقيق، وقطع الأرحام، وتشتيت الأسر وإغلاق الحدود البرية ومنع التزاور بين الأخ وأخته والأب وابنته، وبات من يريد رؤية ابنته يضرب لها موعدا في مطار ثالث محايد وكم في ذلك من عناء، ألجم السنة العلماء، وكم تألموا حين رأوْا المليارات تقدم للغير من أجل تأييد وجهة نظرهم في معاداة الأهل تاركين قوله سبحانه وتعالى «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ»، بل تراهم يتسابقون على إرضاء «ابو قذيلة» شقراء الذي سوف يطنشهم بعد ان رأى ثبات وصحة الموقف القطري وأن تهمة وصم قطر بدعم الإرهاب هي تهمة كيدية، ولا أساس لها، بل إن قطر هي من يساهم بقوة في تجفيف منابع الإرهاب بأسلوب عصري حديث، بالعلم وتوفير فرص العمل.
لا نلوم العلماء لأنهم بالتأكيد يتعذبون أمام سطوة من يتولون زمام الأمر، ولكن نثق ان نجاح الأمم هو بنجاح علمائها ولنا في جرأة أنس بن مالك خادم رسول الله أمام الحجاج عبرة، وكيف انتصر له معاوية ابن ابي سفيان ووبخ الحجاج لأنه لم يتقبل جرأة أنس.
العلماء هم مشعل الأمة وكتابها وقادة فكرها، وما وصلت إليه قطر من مكانة هو بسبب إجلالها للعلماء من المجدد محمد بن عبد الوهاب إلى يوسف القرضاوي وإجلالها لعلماء استقدموهم من العالم لبناء نهضتها العلمية.
نبضة أخيرة
حين تتوق روحي إليه انزوي إلى محرابي أنعم بعسل يأتيني ممزوجا برضاب اليقين.
بقلم : سمير البرغوثي
أمس انتشر على الواتس أب فيلم للداعية العصري عمرو خالد وكان أقبل على شباب يحيونه ويقدرونه وحين قالوا له «نحن من قطر» تراجع ولم يصافحهم مغادرا مكتفيا بابتسامة، طبعا عمرو خالد ارتبك لسانه وتعثر خطوه وهو يسترجع عقوبات التعاطف مع القطريين المشددة التي تنتظر من يتعاطف، قد لا نلوم عمرو وغيره من الدعاة والعلماء فهم أمام معادلة صعبة «المال وقول الحق لا يلتقيان» وهو ما ألجم العديد من العلماء الذين خافوا من التعاطف، فمنهم من آثر الصمت وهو يعلم انه أدرج في قائمة المغضوب عليهم من أهل السلطان أو نطق بما يرضي السلطان ويقضي الليل متهجدا يطلب من ربه المغفرة، فكيف يسكتون على محاصرة شعب شقيق، وقطع الأرحام، وتشتيت الأسر وإغلاق الحدود البرية ومنع التزاور بين الأخ وأخته والأب وابنته، وبات من يريد رؤية ابنته يضرب لها موعدا في مطار ثالث محايد وكم في ذلك من عناء، ألجم السنة العلماء، وكم تألموا حين رأوْا المليارات تقدم للغير من أجل تأييد وجهة نظرهم في معاداة الأهل تاركين قوله سبحانه وتعالى «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ»، بل تراهم يتسابقون على إرضاء «ابو قذيلة» شقراء الذي سوف يطنشهم بعد ان رأى ثبات وصحة الموقف القطري وأن تهمة وصم قطر بدعم الإرهاب هي تهمة كيدية، ولا أساس لها، بل إن قطر هي من يساهم بقوة في تجفيف منابع الإرهاب بأسلوب عصري حديث، بالعلم وتوفير فرص العمل.
لا نلوم العلماء لأنهم بالتأكيد يتعذبون أمام سطوة من يتولون زمام الأمر، ولكن نثق ان نجاح الأمم هو بنجاح علمائها ولنا في جرأة أنس بن مالك خادم رسول الله أمام الحجاج عبرة، وكيف انتصر له معاوية ابن ابي سفيان ووبخ الحجاج لأنه لم يتقبل جرأة أنس.
العلماء هم مشعل الأمة وكتابها وقادة فكرها، وما وصلت إليه قطر من مكانة هو بسبب إجلالها للعلماء من المجدد محمد بن عبد الوهاب إلى يوسف القرضاوي وإجلالها لعلماء استقدموهم من العالم لبناء نهضتها العلمية.
نبضة أخيرة
حين تتوق روحي إليه انزوي إلى محرابي أنعم بعسل يأتيني ممزوجا برضاب اليقين.
بقلم : سمير البرغوثي