في مشهدٍ مهيبٍ، انحنى وزير الطاقة اليابانيّ عشرين دقيقة أمام الشّعب على التلفاز مباشرة، وهي المدة التي قُطعت فيها الكهرباء عن بعض مناطق البلاد!
وفي خلفيات الخبر وكواليسه، تبيّن أن أحداً لم يطلب من الوزير أن ينحني تكفيراً عن جريمته النكراء تلك! لا رئيس الوزراء، ولا الإمبراطور! لقد قام الوزير بهذا العمل من تلقاء نفسه، إحساساً منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وهذا عمل عظيم يفوق في عظمته فعل الإنحناء ذاك! ثمّ إنها لم تكن منقصة ولا سُبّة لو طلب منه رئيس الوزراء أو الشعب ذلك قبل أن يُبادر هو بنفسه، على العكس تماماً، فإنّ الوزارات وخصوصاً الخدماتية منها وُجدت لخدمة الشّعب ولم يُوجد الشّعب لخدمتها!
تخيلوا لو أننا طبقنا نظام العين بالعين في بلادنا!
لو كان على وزراء الطاقة أن ينحنوا مقابل كلّ دقيقة نجلس فيها دون كهرباء لقضى عشرات الوزراء أعمارهم رُكّعاً سُجّداً على شاشات التلفزة، هذا إن كانت أعمارهم تكفي، شخصياً قضيتُ أكثر من نصف عمري دون كهرباء!
لو كان على وزراء الأشغال والمواصلات أن ينزلوا في كلّ حفرة ننزل فيها في الطرقات، أو أن ترتج أدمغتهم وتختلط عظامهم مقابل كلّ مطبّ رجّ أدمغتنا وخلط عظامنا، لكانوا اليوم على كراسي مدولبة يعانون من شلل رباعيّ!
لو كان على وزراء الصحة أن يناموا على بلاط أقسام الطوارئ في المستشفيات يعتصرون ألماً ريثما يتم تأمين أسرّة لهم كما يحصل معنا، لقضوا أعمارهم على البلاط كالزواحف!
لو كان على وزراء الداخلية أن يُهانوا من أصغر شرطي حتى أكبر ضابط، كما يحصل معنا في كثير من بلادنا، ما أمضى أحدهم يومه دون أن يسمع شتيمة في أمه وزوجته، أو يُصفع على وجهه، أو يُلقى في السجن دون أن يعرف ما السبب!
لو كان على وزراء العدل أن يُمضوا في السجون المدة التي يقضيها المواطنون ظلماً وجوراً، ما كفى عمر أحدهم ولو عاش مقدار ما عاش نوح عليه السلام!
عموماً أمر الله من سَعة، والكفار ليسوا قدوة لنا لنحذوا حذوهم، فنحاسب أولئك الذين من المفترض أنهم يعملون لدينا، ويتقاضون مرتباتهم من ضرائبنا، وثرواتنا، وقوت أولادنا، وخيرات بلادنا! دعونا منهم، فمن فات قديمه تاه، دعونا كما نحن، نُودّع حفرة ونستقبل مطباً، ونوقد الشموع ففيها رومانسية لا تعرفها بلاد الكهرباء، ونتمرغ على بلاط المستشفيات فالصابر جزاؤه الجنّة، ونُسجن ظلماً ولنا في يوسف عليه السّلام أسوة حسنة!
بقلم : أدهم شرقاوي
وفي خلفيات الخبر وكواليسه، تبيّن أن أحداً لم يطلب من الوزير أن ينحني تكفيراً عن جريمته النكراء تلك! لا رئيس الوزراء، ولا الإمبراطور! لقد قام الوزير بهذا العمل من تلقاء نفسه، إحساساً منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وهذا عمل عظيم يفوق في عظمته فعل الإنحناء ذاك! ثمّ إنها لم تكن منقصة ولا سُبّة لو طلب منه رئيس الوزراء أو الشعب ذلك قبل أن يُبادر هو بنفسه، على العكس تماماً، فإنّ الوزارات وخصوصاً الخدماتية منها وُجدت لخدمة الشّعب ولم يُوجد الشّعب لخدمتها!
تخيلوا لو أننا طبقنا نظام العين بالعين في بلادنا!
لو كان على وزراء الطاقة أن ينحنوا مقابل كلّ دقيقة نجلس فيها دون كهرباء لقضى عشرات الوزراء أعمارهم رُكّعاً سُجّداً على شاشات التلفزة، هذا إن كانت أعمارهم تكفي، شخصياً قضيتُ أكثر من نصف عمري دون كهرباء!
لو كان على وزراء الأشغال والمواصلات أن ينزلوا في كلّ حفرة ننزل فيها في الطرقات، أو أن ترتج أدمغتهم وتختلط عظامهم مقابل كلّ مطبّ رجّ أدمغتنا وخلط عظامنا، لكانوا اليوم على كراسي مدولبة يعانون من شلل رباعيّ!
لو كان على وزراء الصحة أن يناموا على بلاط أقسام الطوارئ في المستشفيات يعتصرون ألماً ريثما يتم تأمين أسرّة لهم كما يحصل معنا، لقضوا أعمارهم على البلاط كالزواحف!
لو كان على وزراء الداخلية أن يُهانوا من أصغر شرطي حتى أكبر ضابط، كما يحصل معنا في كثير من بلادنا، ما أمضى أحدهم يومه دون أن يسمع شتيمة في أمه وزوجته، أو يُصفع على وجهه، أو يُلقى في السجن دون أن يعرف ما السبب!
لو كان على وزراء العدل أن يُمضوا في السجون المدة التي يقضيها المواطنون ظلماً وجوراً، ما كفى عمر أحدهم ولو عاش مقدار ما عاش نوح عليه السلام!
عموماً أمر الله من سَعة، والكفار ليسوا قدوة لنا لنحذوا حذوهم، فنحاسب أولئك الذين من المفترض أنهم يعملون لدينا، ويتقاضون مرتباتهم من ضرائبنا، وثرواتنا، وقوت أولادنا، وخيرات بلادنا! دعونا منهم، فمن فات قديمه تاه، دعونا كما نحن، نُودّع حفرة ونستقبل مطباً، ونوقد الشموع ففيها رومانسية لا تعرفها بلاد الكهرباء، ونتمرغ على بلاط المستشفيات فالصابر جزاؤه الجنّة، ونُسجن ظلماً ولنا في يوسف عليه السّلام أسوة حسنة!
بقلم : أدهم شرقاوي