في الكويت منطقة اسمها السالمية، نسبة إلى المرحوم الشيخ سالم الصباح، أحد حكام الكويت، ووالد الشيخ عبد الله السالم، الامير الأسبق الذي أرسى الديمقراطية وشرع الدستور، وفي السالمية هناك منطقة اسمها راس الارض، وعليها ارتفع بناء أطلق عليه اسم (لؤلؤة المرزوق) يطل على جزيرة فيلكا، وكانت تخصص شققها لكبار موظفي الدولة المعارين وكان من بينهم رئيس محكمة أمن الدولة السابق صلاح الدين ذكري رجل قضاء مصري من زمن الملك فاروق.
بعد نهاية العمل الليلي في الصحيفة، كنا نذهب إليه فقد كان يحب ان يستمع لما يجري من احداث فيفضل استضافتنا في شرفة شقته المطلة على البحر، التي كنا نرى منها على مدى الأفق وميض المدافع العراقية الإيرانية، ويصل صدى دوي انفجاراتها إلى آذاننا، وكان يقول، اذا انتهت هذه الحرب هناك مصائب كبرى ستلحق بالأمة الإسلامية، قد تكون هناك ضربة للعراق، ثم سوريا، ثم ليبيا ومن بعد اليمن، ومن بعد الدول المتكبرة إيران والسعودية.
لكنه قال ان انشاء مجلس التعاون سيكون المظلة الحامية اذا أحسنوا إدارته سياسيا وأعطوه القوة البرلمانية والاتحاد الشامل، والويل اذا فشلت منظومة التعاون بفعل فاعل، أو في فوضى تصنعها إسرائيل، بأياد عربية.
اليوم وجه مرصدك إلى أي جهة شئت، السواد يلف بغداد، واتجه إلى سوريا، فالشام أعلن الحداد، وعد إلى اليمن، وسجل، رجال قبائل تأبطوا الثأر، ولحقوا بالقاتل في ذات العماد، آلاف الأطفال دفنوا تحت الرماد، والآلاف اعتقلوا ليعذبوا في سجون من اكثروا في الأرض الفساد، والكبر، سمة من تولوا الامر، ولا يرون المستقبل الا من ثقب إبرة، والدائرة ستدور ان لم يتنبهوا إلى ما نصح به المستشار ذكري قبل اكثر من ثلاثين عاما، سقطت خلالها رؤوس ودالت دول، والحرب مستمرة والأطفال يدفنون تحت أنقاض بيوتهم التي تدمرها طائرات إسلامية فيما الآباء رفعوا سباباتهم معلنين الشهادة، أي قاتل وأي قتيل، وهل سيتوقف الثأر؟!
كم هو محزن ان تبكي امرأة على الحدود، منعوها من السفر مع طفلها وزوجها القطري، كم هو مؤلم ان يرحل أزواج من قطر تاركين اسرهم امتثالا لأوامر بلدانهم الا من رحم ربي، انها جريمة وأي جريمة، ولا نعرف إلى ماذا ستنتهي بعد ان تعمق الجرح وأوغل في الجسم الخليجي، وبات يهدد كيانه، الذي كان أمل هذه المنظومة في الافلات من المؤامرة التي يبدو ان من صاغها قد استطاع ان يخترق الجدار الخليجي الذي لم يصمد أمام حدة المؤامرة. ووصل إلى الرقبة.
نبضة أخيرة
«والودُّ يظهرُ في العيون خفيُّهُ إن الوداد سريرةُ لا تُكتَمُ»
بقلم : سمير البرغوثي
بعد نهاية العمل الليلي في الصحيفة، كنا نذهب إليه فقد كان يحب ان يستمع لما يجري من احداث فيفضل استضافتنا في شرفة شقته المطلة على البحر، التي كنا نرى منها على مدى الأفق وميض المدافع العراقية الإيرانية، ويصل صدى دوي انفجاراتها إلى آذاننا، وكان يقول، اذا انتهت هذه الحرب هناك مصائب كبرى ستلحق بالأمة الإسلامية، قد تكون هناك ضربة للعراق، ثم سوريا، ثم ليبيا ومن بعد اليمن، ومن بعد الدول المتكبرة إيران والسعودية.
لكنه قال ان انشاء مجلس التعاون سيكون المظلة الحامية اذا أحسنوا إدارته سياسيا وأعطوه القوة البرلمانية والاتحاد الشامل، والويل اذا فشلت منظومة التعاون بفعل فاعل، أو في فوضى تصنعها إسرائيل، بأياد عربية.
اليوم وجه مرصدك إلى أي جهة شئت، السواد يلف بغداد، واتجه إلى سوريا، فالشام أعلن الحداد، وعد إلى اليمن، وسجل، رجال قبائل تأبطوا الثأر، ولحقوا بالقاتل في ذات العماد، آلاف الأطفال دفنوا تحت الرماد، والآلاف اعتقلوا ليعذبوا في سجون من اكثروا في الأرض الفساد، والكبر، سمة من تولوا الامر، ولا يرون المستقبل الا من ثقب إبرة، والدائرة ستدور ان لم يتنبهوا إلى ما نصح به المستشار ذكري قبل اكثر من ثلاثين عاما، سقطت خلالها رؤوس ودالت دول، والحرب مستمرة والأطفال يدفنون تحت أنقاض بيوتهم التي تدمرها طائرات إسلامية فيما الآباء رفعوا سباباتهم معلنين الشهادة، أي قاتل وأي قتيل، وهل سيتوقف الثأر؟!
كم هو محزن ان تبكي امرأة على الحدود، منعوها من السفر مع طفلها وزوجها القطري، كم هو مؤلم ان يرحل أزواج من قطر تاركين اسرهم امتثالا لأوامر بلدانهم الا من رحم ربي، انها جريمة وأي جريمة، ولا نعرف إلى ماذا ستنتهي بعد ان تعمق الجرح وأوغل في الجسم الخليجي، وبات يهدد كيانه، الذي كان أمل هذه المنظومة في الافلات من المؤامرة التي يبدو ان من صاغها قد استطاع ان يخترق الجدار الخليجي الذي لم يصمد أمام حدة المؤامرة. ووصل إلى الرقبة.
نبضة أخيرة
«والودُّ يظهرُ في العيون خفيُّهُ إن الوداد سريرةُ لا تُكتَمُ»
بقلم : سمير البرغوثي