الدول التي تضيق بالحرية الإعلامية، فيها ما تخاف منه، وفيها ما يخيف. إنها دول الانتهاكات والفظائع والجرائم الكبرى.. وإسرائيل- من هنا- تبرز مثالا حيا، ومفضوحا.
فظائع إسرائيل ضد الفلسطينيين، ظلت مسكوتا عنها في زمان الشاشات- الشياطين الخرس- الساكتة عن الحق.. لكن، حتى إذا ما جاءت الجزيرة- بكل مهنيتها وشجاعتها والتزامها الأخلاقى وقامت بفضح القبح في كل مكان- تعرت إسرائيل حتى من ورقة توت دولة الحرية الإعلامية والديمقراطية، تلك التي كانت تتشدق بها، وتخفي بها- في الوقت ذاته- عورات انتهاكاتها المخزية، وجرائمها الفظيعة.
ماهو مؤسف، أن شاشات الشياطين الخرس، لا تزال ساكتة، برغم كل هذا العار بحق الفلسطينيين. ماهو مثير للاهتمام أن تلك الشاشات أصبحت مفضوحة.. وما هو مثير للامتنان، ان الجزيرة ظلت راسخة.. ثابتة على مواقفها، برغم كل الضغوطات من انظمة الظلم والظلام.. أنظمة العار.
قرار إسرائيل، بإيقاف عمل شبكة الجزيرة، كان قرارا متوقعا، وهو قرار يعتبر بكل المقاييس قرارا فاضحا لدولة الاحتلال، ويعتبر- في جانب منه- شهادة على أن الجزيرة- منذ ان كانت- ظلت تمثل شاشة للنور، وهذا ما يخيف دول الظلم، وخفافيش الظلام.
إسرائيل، كما ضربنا بها مثلا، لن يفوتنا أن نقول ان دول الحصار، تعتبر مثالا آخر، وهي التي قد طالبت بإيقاف الجزيرة- ضمن مطالباتها العبثية مستحيلة الاستجابة.. بل إنها حجبتها بالفعل، وظلت تمارس الاختراق حتى على مواقعها في مواقع التواصل والتفاعل.
كذلك نضرب الأمثال..
أشباه في الانتهاكات، والخزي، والخذلان..
وما اكثر وجوه الشبه بين كل الذين يتضايقون من الحقيقة، ويخافونها.. كل الذين يرتعبون من النور، وكشف المستور.