+ A
A -
مثلت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا آخر من مسارح الأزمة الخليجية التي انطلقت بإعلان حصار قطر. مواقع التواصل تختلف في شهرتها وانتشارها بين المشرق والمغرب حيث يمثل تويتر أهم منصات الفضاء الافتراضي خليجيا في حين يمثل فيسبوك الفضاء المفضل والأهم في دول المغرب الكبير.
الأزمة الخليجية لم تحظ بنفس الاهتمام بين المشرق والمغرب، حيث مثلت الخبر الأساسي مشرقيا، في حين لم تشكل جوهر الخبر الاعلامي ولا الشعبي مغربيا. لكن في المجمل كانت إدانة الحصار الموقف الجامع بين الفضاءين، حيث عبر المغردون عن إنكارهم لما وصل إليه الحال بين الأنظمة الخليجية بشكل صار يهدد وحدة المجتمعات نفسها ويخلق عداوات وحزازات خطيرة على مستقبل المنطقة ككل.
من جهة أخرى، شكل تويتر مسرحا حقيقيا لمحاولة كسب المعركة ضد الخصم، حيث جندت دول الحصار مجموعات إلكترونية كاملة من أجل محاولة التأثير على الموقف العام وتوجيهه بحسب مصالحها ورغباتها. في الضفة المقابلة قابل المغردون الرافضون للحصار الهجمة المضادة بكل قوة وهم يشكلون في الغالب الجماهير الرافضة للحصار لكن تواتر الأحداث وانكشاف الكثير من الملفات الجديدة غير من طبيعة المعركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
فبعد انكشاف مصدر قرصنة الوكالة القطرية للأنباء وبعد التقارب الفجائي بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل عبر وسائط متعددة وبعد انكشاف الدور الاماراتي الخطير في المنطقة تحول الموقف تحولا كبيرا. لم يعد الموقف العام متعلقا بالأزمة الخليجية أو بحصار قطر بل صار الأمر متعلقا بالموقف من قضايا الأمة المصيرية، مثل القضية الفلسطينية أو قضية أدوار النظام السياسي العربي بشكل عام.
لم يعد المحور المحاصر لدولة قطر ممثلا لنفسه بل صار عنوانا لكل التهديدات التي تواجه الأمة وتواجه مستقبل التغيرات التي تصبو إليها. فتصريحات وزير الخارجية الإماراتي في واشنطن حول دعم بلاده مع دول الحصار لنموذج الدولة العلمانية في الخليج، وتأكيده على أن قطر تقف حاجزا أمام هذا المشروع الكبير، أثار حفيظة الكثير من المغردين خاصة داخل منطقة الخليج.
حصار قطر وأزمة الخليج وإن بدأت بشكل فجائي وفردي فإنها تحولت إلى صراع حقيقي بين مشروعين داخل المنطقة العربية.
وليس الحصار المضروب على دولة خليجية صغيرة والمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة إلا محاولة لتمرير المشروع الكبير الذي أعلن عنه السفير الإماراتي ودشنه الرئيس الأميركي ترامب بعد قمة الرياض.
مواقع التواصل الاجتماعي تحولت هي الأخرى من حديث عن صراع محلي إلى تناول ما يخفيه هذا الصراع من أجندات كبيرة ستحدد مستقبل الأمة ومستقبل شعوبها لأجيال قادمة.
بقلم : محمد هنيد
الأزمة الخليجية لم تحظ بنفس الاهتمام بين المشرق والمغرب، حيث مثلت الخبر الأساسي مشرقيا، في حين لم تشكل جوهر الخبر الاعلامي ولا الشعبي مغربيا. لكن في المجمل كانت إدانة الحصار الموقف الجامع بين الفضاءين، حيث عبر المغردون عن إنكارهم لما وصل إليه الحال بين الأنظمة الخليجية بشكل صار يهدد وحدة المجتمعات نفسها ويخلق عداوات وحزازات خطيرة على مستقبل المنطقة ككل.
من جهة أخرى، شكل تويتر مسرحا حقيقيا لمحاولة كسب المعركة ضد الخصم، حيث جندت دول الحصار مجموعات إلكترونية كاملة من أجل محاولة التأثير على الموقف العام وتوجيهه بحسب مصالحها ورغباتها. في الضفة المقابلة قابل المغردون الرافضون للحصار الهجمة المضادة بكل قوة وهم يشكلون في الغالب الجماهير الرافضة للحصار لكن تواتر الأحداث وانكشاف الكثير من الملفات الجديدة غير من طبيعة المعركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
فبعد انكشاف مصدر قرصنة الوكالة القطرية للأنباء وبعد التقارب الفجائي بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل عبر وسائط متعددة وبعد انكشاف الدور الاماراتي الخطير في المنطقة تحول الموقف تحولا كبيرا. لم يعد الموقف العام متعلقا بالأزمة الخليجية أو بحصار قطر بل صار الأمر متعلقا بالموقف من قضايا الأمة المصيرية، مثل القضية الفلسطينية أو قضية أدوار النظام السياسي العربي بشكل عام.
لم يعد المحور المحاصر لدولة قطر ممثلا لنفسه بل صار عنوانا لكل التهديدات التي تواجه الأمة وتواجه مستقبل التغيرات التي تصبو إليها. فتصريحات وزير الخارجية الإماراتي في واشنطن حول دعم بلاده مع دول الحصار لنموذج الدولة العلمانية في الخليج، وتأكيده على أن قطر تقف حاجزا أمام هذا المشروع الكبير، أثار حفيظة الكثير من المغردين خاصة داخل منطقة الخليج.
حصار قطر وأزمة الخليج وإن بدأت بشكل فجائي وفردي فإنها تحولت إلى صراع حقيقي بين مشروعين داخل المنطقة العربية.
وليس الحصار المضروب على دولة خليجية صغيرة والمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة إلا محاولة لتمرير المشروع الكبير الذي أعلن عنه السفير الإماراتي ودشنه الرئيس الأميركي ترامب بعد قمة الرياض.
مواقع التواصل الاجتماعي تحولت هي الأخرى من حديث عن صراع محلي إلى تناول ما يخفيه هذا الصراع من أجندات كبيرة ستحدد مستقبل الأمة ومستقبل شعوبها لأجيال قادمة.
بقلم : محمد هنيد