قد لا أكون مبالغا، إذا قلت إن كل من جاء إلى قطر لا يريد أن يرحل عن قطر، والاسباب كثيرة يعلوها إنسانية قطر وشعبها وحسن الضيافة والكرم.
مواطنة مصرية، الحاجة أم سام تقول: جئت إلى هذه البلد عروسا عمري 22 عاما وعمري الآن 78 عاما، وامضيت كل سني عمري هنا، أنجبت أولادي، واعيش مع احفادي واحفاد أولادي، ولا اذهب إلى مصر الا ما ندر، وأسأل الله ان تكون تربتي هنا في هذا الوطن الذي أكرمني وهيأ لي ولأسرتي الحياة الكريمة، وعشت كمواطنة مع اهلي من العائلات القطرية التي اعتبرتني بنتا من بناتها وأما من أمهاتها وأنا جدة من جداتها وفق كل مرحلة من مراحل عمري، وتعدد لي من العائلات العربية وخاصة الفلسطينية التي باتت قطرية في عاداتها وتقاليدها، وأولادها يقدمون ارواحهم فداء لقطر ومنهم من يسارع للانخراط في الخدمة العسكرية والعامة لخدمة وطن لا يعرف غيره ومستعد للموت دون ترابه.
وقد أثبتت الأزمة هذا التلاحم، من خلال فيض المشاعر الذي وضع أسسه صاحب السمو الذي حرص على راحة المواطن والمقيم وتوفير كل ما من شأنه تحقيق العيش الكريم لكل من يعيش على ارض هذا الوطن.
هذا الصيف الساخن كان بردا وسلاما على قلوب المحبين والمخلصين الذين واصلوا العمل ليل نهار من اجل رفعته وعزته، فزاد تمسك الناس بذراه والأماني ترتفع إلى السماء ان يرفع الله الغمة ويعيد اللحمة للخليج الذي أحببناه وعشقنا شواطئه ولم يعن على البال يوما ان يخون الاخ أخاه أو يطعن شقيق شقيقه في الظهر.
هذا الصيف لن ينساه الناس وستكون ذكراه قاسية على من عانوا فراق اخ وزوج وابن، وحرم من زيارة ام، أو من واجهوا ظلما لتعاطفهم مع ابن في قطر.
ستمضى السنون وستبقى الذكرى كما ذكرى سنة (الطبعة) التي ترددها الاجيال من الكويت إلى المنامة إلى الدمام إلى الدوحة إلى مسقط، ولن تنسى على مدى الدهر، وسيطوي التاريخ رجالات الأزمة منهم من سترسم له الأجيال صور العز والفخار لثبات المبدأ والحرص على اللحمة ومنهم من يغيب ولا ذكرى له.
سيمضي الصيف وسيكون الخريف ربيعا خليجيا يانعا رغم تساقط أوراقه قبل هبوب عواصف الشتاء.
نبضة أخيرة
الحلم غذاء الروح كما ان الأطعمة غذاء الجسم. نرى غالبا خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وإلا ماتت الروح فينا.
بقلم : سمير البرغوثي
مواطنة مصرية، الحاجة أم سام تقول: جئت إلى هذه البلد عروسا عمري 22 عاما وعمري الآن 78 عاما، وامضيت كل سني عمري هنا، أنجبت أولادي، واعيش مع احفادي واحفاد أولادي، ولا اذهب إلى مصر الا ما ندر، وأسأل الله ان تكون تربتي هنا في هذا الوطن الذي أكرمني وهيأ لي ولأسرتي الحياة الكريمة، وعشت كمواطنة مع اهلي من العائلات القطرية التي اعتبرتني بنتا من بناتها وأما من أمهاتها وأنا جدة من جداتها وفق كل مرحلة من مراحل عمري، وتعدد لي من العائلات العربية وخاصة الفلسطينية التي باتت قطرية في عاداتها وتقاليدها، وأولادها يقدمون ارواحهم فداء لقطر ومنهم من يسارع للانخراط في الخدمة العسكرية والعامة لخدمة وطن لا يعرف غيره ومستعد للموت دون ترابه.
وقد أثبتت الأزمة هذا التلاحم، من خلال فيض المشاعر الذي وضع أسسه صاحب السمو الذي حرص على راحة المواطن والمقيم وتوفير كل ما من شأنه تحقيق العيش الكريم لكل من يعيش على ارض هذا الوطن.
هذا الصيف الساخن كان بردا وسلاما على قلوب المحبين والمخلصين الذين واصلوا العمل ليل نهار من اجل رفعته وعزته، فزاد تمسك الناس بذراه والأماني ترتفع إلى السماء ان يرفع الله الغمة ويعيد اللحمة للخليج الذي أحببناه وعشقنا شواطئه ولم يعن على البال يوما ان يخون الاخ أخاه أو يطعن شقيق شقيقه في الظهر.
هذا الصيف لن ينساه الناس وستكون ذكراه قاسية على من عانوا فراق اخ وزوج وابن، وحرم من زيارة ام، أو من واجهوا ظلما لتعاطفهم مع ابن في قطر.
ستمضى السنون وستبقى الذكرى كما ذكرى سنة (الطبعة) التي ترددها الاجيال من الكويت إلى المنامة إلى الدمام إلى الدوحة إلى مسقط، ولن تنسى على مدى الدهر، وسيطوي التاريخ رجالات الأزمة منهم من سترسم له الأجيال صور العز والفخار لثبات المبدأ والحرص على اللحمة ومنهم من يغيب ولا ذكرى له.
سيمضي الصيف وسيكون الخريف ربيعا خليجيا يانعا رغم تساقط أوراقه قبل هبوب عواصف الشتاء.
نبضة أخيرة
الحلم غذاء الروح كما ان الأطعمة غذاء الجسم. نرى غالبا خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وإلا ماتت الروح فينا.
بقلم : سمير البرغوثي