في كتابه «قواعد الحرب والشجاعة في بلاد فارس» يقول مبارك شاه:
لا تستطيع فعل شيءٍ بجيشٍ هو خليط من مائة رجل هنا، ومائة رجل هناك!
الذي لا يمكن إنجازه بأربعة آلاف رجل موحدين ومتكاتفين، لا يمكنك فعله بأربعين ألفا أو حتى أربعمائة ألف جندي منقسمين وتتجاذبهم الصراعات الداخلية!
هذا الأمر لا ينطبق على الجيوش، والحروب فقط، هذا هو شأن الحياة في كل مجالاتها!
فريق عمل من ثلاثة أشخاص، يجمع بينهم الحُب والثقة، يسندُ كل واحدٍ منهم الآخر، يقيلُ عثرته، ويسترُ عيبه، يحملُ معه وعنه، يستطيعون إنجاز أضعاف الأعمال التي ينجزها فريق من مائة شخص كل واحدٍ منهم يتربص بالآخر، وينتظر سقوطه، بل ويعملُ جاهداً على ذلك!
صديق واحدٌ تعرفُ أنَّ روحه ترخص لكَ، يكفيك عن ألفٍ تعرفُ جيداً أنك متى احتجتهم لم تجد منهم أحداً بجانبك! إنَّ الناس ليسوا بكثرتهم وإنما بصدقهم، وكم مرَّةٍ جلسنا في حشدٍ من الناس وشعرنا أننا وحدنا، إن الشعور بمعية الآخرين ليس بتعدادهم في الخارج وإنما بآثارهم في داخلنا!
قد يكون للمرء قبيلة كبيرة ويشعرُ كأنه مقطوع من شجرة، وقد يكون له عائلة كبيرة وإذا نزل به ضيق كان حاله كحال آدم عليه السَّلام يوم أُهبطَ إلى الأرض، رجل وحيد في كوكب مترامي الأطراف! وقد يكون للمرء عائلة لا يتخطى تعدادها بيته، وبيوت إخوته وأخواته، ويشعرُ أنه محاط بجيش من الأحباب!
امرأةٌ تُحبَّكَ من قلبها تُغنيك عن نساء الدُّنيا، تملأُ عينيك وقلبكَ، ترى كل يوم ٍمائة امرأة غيرها، ولكنها تقفُ بينكَ وبين ما ترى!
زوجٌ حنون يُغنيكِ عن عائلةٍ وقبيلة، لأن المحاط بحبيب صادقٍ آمِن، آمِن ومحروس جيداً!
لا تبحثوا عن الكثرة، وإنما عن الصدق!
لا تبحثوا عن العدد، وإنما البركة!