لا شك أن ما يحدث في روسيا الاتحادية، بقدر ما هو شأن داخلي، إلا أن تداعياته يمكن أن تؤثر على الأمن والسلم الدوليين، لذلك ينظر العالم بأسره إلى تلك التطورات بقلق بالغ، وهو يأمل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات الدائرة.
لقد حذر بيان وزارة الخارجية، أمس، من أن «تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا ستكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة، التي تأثرت أساسا بالأزمة الروسية - الأوكرانية»، وهذه التبعات رأيناها بالفعل منذ اندلاع تلك الحرب التي دفع العالم بأسره، بطريقة أو أخرى، ثمن التداعيات الناجمة عنها.
لقد أكدت دولة قطر على موقفها الثابت من الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، كما عبرت عن تطلعها إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات، بما يحقق الأمن والاستقرار في روسيا وأوكرانيا على حد سواء، وينهي الأزمة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
إن التطورات التي أخذت بعدا دراماتيكيا في روسيا لابد وأن تجد طريقها إلى حل من شأنه منع المزيد من التعقيدات، ليس على صعيد ما يحدث ضمن الأراضي الروسية فحسب، وإنما أيضا على صعيد وقف الحرب الدائرة في أوكرانيا، عبر الاحتكام إلى حوار بناء من شأنه التوصل إلى نهايات مقبولة من جميع أطراف هذه الأزمة، فروسيا دولة كبرى مؤثرة، وبقدر ما تكون آمنة ومستقرة، بقدر ما يكون العالم أكثر أمنا واستقرارا وسلاما.