لم يكن العالم بحاجة لتصريحات معلنة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حول معارضته قيام دولة فلسطينية، ليتأكد من نوايا حكومة الاحتلال، إذ إن كل الأفعال الإسرائيلية تدل على ذلك بشكلٍ قاطع، وعندما يؤكد نتانياهو خلال جلسة عُقدت مؤخرا للجنة الأمن والخارجية بالكنيست، على هذه التوجهات الخطيرة، فإن على المجتمع الدولي المتقاعس -الذي مازال يمارس صمته وعجزه- أن يتحرك بصورة مختلفة لمواجهة هذا التطور بحيث يدرك نتانياهو وكل مسؤول إسرائيلي آخر أن قيام دولة فلسطينية مستقلة ليس مطلبا للشعب الفلسطيني فحسب، ولكن أيضا للمجتمع الدولي بأسره، حيث إن الدولة الفلسطينية معترف بها من أكثر من «140» دولة وهي بحاجة فقط إلى زوال الاحتلال لتجسيد استقلالها، كما أنها عضو مراقب في الأمم المتحدة وفي العديد من المؤسسات الدولية والأممية ونالت اعترافا دوليا بذلك، وهو الأمر الذي يدركه نتانياهو، لذلك يمضي قدما في عملية تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية، والقدس تحديدا، في سبيل فرض واقع جديد يعتقد أن من شأنه «قمع طموحات الفلسطينيين بإقامة دولة»، حسبما نقل عنه خلال لجنة الأمن والخارجية بالكنيست.

التمادي الإسرائيلي ما كان ليصل إلى ما نراه لولا تقاعس المجتمع الدولي، إذ لا يكفي الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وإنما العمل باتجاه تحقيق هذا الهدف، وهذه العملية تحتاج إلى التحرك عبر مجلس الأمن لإعادة استصدار قرارات ملزمة تجبر الاحتلال على تنفيذها، وبغير ذلك فإن كل ما سيحدث هو الدفع باتجاه انفجارات لن تحمد عقباها.