يحل عيد الأضحى المبارك، اليوم، ليذكر المسلمين جميعا بالاجتماع على المحبة والتآلف وعدم التنازع والتفرق، وفي ديننا الحنيف تأكيد على ذلك، ونهي عن التنازع والتفرق والاختلاف، ففي اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وما أحوجنا اليوم لاجتماع الكلمة من أجل إيجاد حلول للعديد من المشكلات والتحديات التي تؤرق أمتنا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى الدعم والمؤازرة والمساندة لإنصافه مما يكابده، حيث الهجمة الإسرائيلية الشرسة تجاوزت كل الحدود وباتت تهدد وجوده على أرضه.
لقد رأينا سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بالمصادقة النهائية على بناء نحو «5700» وحدة استيطانية جديدة لتعميق وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية الجاثمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين، ويعد هذا جريمة جديدة ترتكبها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وامتدادا لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وعدوانا بشعا على الشرعية الدولية وقراراتها، واستخفافا بالمطالبات والمواقف الدولية والأميركية المتواصلة والرافضة للاستيطان، والتي تحذر من مخاطره على فرصة تطبيق حل الدولتين باعتباره مفتاح السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
لقد أدى ضعف ردود الفعل الدولية تجاه الاستيطان وعدم تنفيذ وترجمة القرارات الدولية إلى خطوات عملية ضاغطة لوقفه، وفشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته واحترام قراراته، إلى تشجيع الاحتلال على المضي بجرائمه بعد أن أدرك أن في مقدوره الإفلات من العقاب، الأمر الذي يحتم على المسلمين جميعا اليوم التكاتف والتوحد لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي قبل فوات الأوان.