أدى ملايين المسلمين صلاة عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء فرحة وتهليل وتكبير وخطب تدعو للصبر والوحدة والتماسك الأسري والتكافل، وتحقيق مقاصد الحج في الوحدة والإخوة، وسادت هذه المظاهر في الدول الإسلامية، وفي كل دول العالم التي تضم مسلمين، احتفلوا جميعا بهذه الأجواء الروحانية الجميلة، مع نجاح المملكة العربية السعودية بتنظيم موسم الحج الذي سار على أفضل ما يمكن أن يسير؛ بفضل التسهيلات الكبيرة التي قدمتها والجهود التي بذلتها وهي كبيرة ومشكورة ومحل تقدير.

وحدها السويد خرجت عن مألوف ما ساد في العالم بأسره، ووجهت إساءة أخرى جديدة للمسلمين جميعا، في يوم عزيز على قلوبهم، عبر التصريح بتنظيم تظاهرة لإحراق نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد ستوكهولم الكبير، تزامنا مع بدء عيد الأضحى المبارك، لتشكل طعنة جديدة مسمومة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

إن الاختباء وراء مزاعم حرية الرأي والتعبير لم تعد مقبولة على الإطلاق، لما تحمله من إساءة لا يمكن فهمها أو تبريرها على الإطلاق، وإذا قبلنا بأن مثل هذه الأعمال البشعة، يقوم بها أفراد لا يمثلون سياسة الدولة ولا توجهاتها، فإنه من غير المقبول أن تسمح السلطات بها، إذا كانت فعلا تحترم حرية الرأي والمعتقد للآخرين.

إن تراخي الدول الإسلامية عن اتخاذ إجراءات من شأنها منع الإساءة للإسلام والمسلمين أعطى رسالة مفادها أن بمقدور أعداء الإسلام مواصلة أعمالهم البغيضة، وهذا يجب أن يتوقف عبر تحرك واضح وواسع لضمان عدم تكرار هذه الهجمات بحق الدين الإسلامي، أو أي دين آخر.