كل ردود الفعل التي تابعناها ردا على جريمة الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها عبرت عن رفضها واستنكارها، إما بصورة مباشرة، أو مواربة، وفي كل الأحوال فإن المطلوب شيء آخر غير بيانات الاستنكار، يقوم على الدفع باتجاه حل نهائي وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، باعتبار أن الحل النهائي هو الوسيلة الوحيد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق الدولية، ولوقف عذابات الشعب الفلسطيني وقد وصلت حدودا لا تطاق.

إن ما يشجع الكيان الإسرائيلي على هذا السلوك العدواني عدم وجود رادع أو ضمير، وتغافل القوى العظمى التي حادت عن التزاماتها، فرأت سلطة الاحتلال في ذلك وسيلة لتنفيذ مخططاتها العدوانية وأهمها تهويد الضفة الغربية وليس القدس وحدها.

أمام هذا الوضع يتعين على قوى الخير والسلام في العالم العمل على منع تكرار هذا العدوان وفضحه، وإدانة هذه الجريمة النكراء، وتمييزها بأنها نوع من الإرهاب الواضح، لأن مثل هذا التوصيف من شأنه أن يشكل ضغطا حقيقيا على سلطة الاحتلال لوقف اعتداءاتها، لكن ما نشهده شيء آخر، وبيانات «رخوة» من جانب القوى الغربية الكبرى، التي تريد الإعراب عن امتعاضها مما يحدث دون إغضاب الإسرائيليين، وهو أمر غير مفهوم وغير مقبول على الإطلاق.

لقد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، وتسببت في تهجير آلاف المدنيين، ناهيك على سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التدمير الواسع الذي قامت به ضد المساكن والطرق والسيارات والأملاك العامة، وهذه جريمة أخرى تضاف إلى جريمة قتل المدنيين.