+ A
A -
حدثتني جدّتي فيما ترويه من أساطير الأولين، أن امرأةً رأتْ أن الحياة مع زوجها وصلت إلى طريق مسدود، فطلبت منه الطلاق، فأبى، فما كان منها إلا أن ذهبت إلى شيخ القرية ليساعدها لتحصل على طلاقها، فحاول الشيخُ أن يثنيها عمّا عزمتْ عليه ولكن دون جدوى، ولما رأى عزمها لا يلين، أخبرها أنه سيطلقها من زوجها إن أعدّتْ له «طبخة» لذيذة، بشرط أن تجمع مكوناتها من بيوت القرية، ولا تستخدم من بيتها ولو رشة ملح! وافقت صاحبتنا على طلب الشيخ، وبدأت بقصد بيوت القرية واحدًا تلو آخر، وكلما دخلتْ بيتًا بدأتْ تروي لربّتِه عن سبب طلب معونتها، ثم ما تلبث أن تشكو زوجها، لتسارع صاحبة البيت فتشكو زوجها هي الأخرى، فهذا ما تفعله النساء عادة! وهذا تعبير جدتي بالحرف!
المهم أن صاحبتنا هذه بعد أن جمعت مكونات الطبخة، وروت قصتها لنساء القرية، وسمعت قصصهن، ووجدتْ أن زوجها كبقيّة الرجال، بل حتى أنه كان أفضل من كثير منهم! طبخت ما طلب الشيخ، وذهبت إليه وقالت: هنيئًا مريئًا يا مولانا ولكني أريد أن أبقى مع زوجي!
وفي الحقيقة لم يكن الشيخ طالب طعام وإنما أرادها أن تدخل البيوت لترى!
لا يوجد زوج كامل، كذلك لا توجد زوجة كاملة، والبيوت إنما تستمر ليس لأن الحياة فيها مثالية بل لأن الناس فيها يريدون أن يعيشوا! وأنا بالطبع لا أبرر سوء أخلاق الأزواج، ولا سوء أخلاق الزوجات، ولكن ما أقوله إن الناس هم الناس في كل عصر، كل إنسان فيه طبع أو صفة غير محمودة، لسنا ملائكة، نحن بشر نهاية المطاف، فلماذا كانت البيوت قديمًا تستمر رغم ما فيها، واليوم كثر الطلاق بشكل مخيف حتى أن نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج تكاد تصل لنسبة ستين بالمائة في بعض مجتمعاتنا.
لا الأزواج تغيروا، ولا الزوجات تغيرن، وإنما الرغبة في الاستمرار والستر هي التي تغيرت عند الناس، لا تصدقوا المسلسلات التي تشاهدونها، ولا الروايات التي تقرؤونها، هذه حياة مثالية من النادر أن تكون على أرض الواقع! ولا تصدقوا أن البيوت فيها من السعادة أكثر مما فيها من الرغبة في الاستمرار!
ما أردتُ قوله إنه من العيب ألا يكون الزوج مع زوجته كما يحب أن يكون الزوج لابنته، ومن العيب ألا تكون الزوجة مع زوجها كما تحب أن تكون الكنة لابنها، ولكن بالمقابل هذه الحياة تحتاج إلى صبر، وتفهم، وتعايش، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فليكن الطلاق كالكيّ عند العرب، آخر العلاج لا أوله!.
بقلم : أدهم شرقاوي
المهم أن صاحبتنا هذه بعد أن جمعت مكونات الطبخة، وروت قصتها لنساء القرية، وسمعت قصصهن، ووجدتْ أن زوجها كبقيّة الرجال، بل حتى أنه كان أفضل من كثير منهم! طبخت ما طلب الشيخ، وذهبت إليه وقالت: هنيئًا مريئًا يا مولانا ولكني أريد أن أبقى مع زوجي!
وفي الحقيقة لم يكن الشيخ طالب طعام وإنما أرادها أن تدخل البيوت لترى!
لا يوجد زوج كامل، كذلك لا توجد زوجة كاملة، والبيوت إنما تستمر ليس لأن الحياة فيها مثالية بل لأن الناس فيها يريدون أن يعيشوا! وأنا بالطبع لا أبرر سوء أخلاق الأزواج، ولا سوء أخلاق الزوجات، ولكن ما أقوله إن الناس هم الناس في كل عصر، كل إنسان فيه طبع أو صفة غير محمودة، لسنا ملائكة، نحن بشر نهاية المطاف، فلماذا كانت البيوت قديمًا تستمر رغم ما فيها، واليوم كثر الطلاق بشكل مخيف حتى أن نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج تكاد تصل لنسبة ستين بالمائة في بعض مجتمعاتنا.
لا الأزواج تغيروا، ولا الزوجات تغيرن، وإنما الرغبة في الاستمرار والستر هي التي تغيرت عند الناس، لا تصدقوا المسلسلات التي تشاهدونها، ولا الروايات التي تقرؤونها، هذه حياة مثالية من النادر أن تكون على أرض الواقع! ولا تصدقوا أن البيوت فيها من السعادة أكثر مما فيها من الرغبة في الاستمرار!
ما أردتُ قوله إنه من العيب ألا يكون الزوج مع زوجته كما يحب أن يكون الزوج لابنته، ومن العيب ألا تكون الزوجة مع زوجها كما تحب أن تكون الكنة لابنها، ولكن بالمقابل هذه الحياة تحتاج إلى صبر، وتفهم، وتعايش، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فليكن الطلاق كالكيّ عند العرب، آخر العلاج لا أوله!.
بقلم : أدهم شرقاوي