يشكل مخيم جنين مصدر قلق كبير للكيان الإسرائيلي، حيث يعتبره الاحتلال الإسرائيلي مركزا للكثير من فصائل المقاومة الفلسطينية ويسعى جاهدا لإضعافه، بل ويستخدمه في أوقاتٍ معينة للتغطية على فشل سياسي وأزمات في الداخل الإسرائيلي، ولكن الثابت حتى الآن، ورغم سقوط أعداد كبيرة من الشهداء الفلسطينيين مع كل عدوان إسرائيلي على المخيم إلا أن مدينة جنين ومخيمها تبقى رقما صعبا في معادلة المقاومة الفلسطينية للمحتل الإسرائيلي.
انتهت العملية الإسرائيلية الوحشية في جنين ومخيمها الذي بدا كمنطقة ضربها زلزال، لكن هذا الزلزال الوحشي لم يكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ينعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، في جلسة مشاورات مغلقة بشأن الوضع في الضفة الغربية، ويمكن توقع ما سيصدر عنه، وهو لن يكون كافيا ما لم تتم المناقشات في عمق هذه القضية، وليس في تفرعاتها، وهذا يفترض البحث بعمق ومسؤولية عن سبل دفع العملية السلمية من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي يضع حدا لهذه الآلام، وما حدث في جنين هو أحدثها فحسب، إذ تعرضت جنين ومخيمها لمذبحة وحشية في «2002» حين ارتكبت قوات الاحتلال أكبر المجازر منذ نكسة واحتلال «1967»، والتي استشهد فيها أكثر من «52» مواطنا فلسطينيا، وتم تدمير «10 %» من المخيم تدميرا كاملا، حيث سُوي أكثر من «100» مبنى بالأرض، وتضرر نحو «100» مبنى تضررا جزئيا، وشردت على إثر هذه الاقتحامات «800» أسرة، يقدر عدد أفرادها بأكثر من أربعة آلاف شخص، وهذا ما يتعين على مجلس الأمن أن يتذكره في جلسته اليوم.