+ A
A -
كبرت كرة الثلج التي ابتدأت في التدحرج منذ الخامس من يونيو الماضي، وها قد مضى على تدحرجها ثلاثة أشهر، رغم ارتفاع درجات الحرارة التي تذيب الحديد ولم تؤثر في هذه الكرة التي باتت تهدد إذابة مجلس التعاون نفسه إذا لم يتدخل الحكماء سواء من رجالات دول المجلس المؤثرين وعلمائه الفاعلين أو القادة الحكماء، فدول الحصار تدفع إلى تفتيت المجلس، بهذا الضغط على دولة قطر التي نجحت بدبلوماسيتها أن تفند أكاذيب وادعاءات دعم الإرهاب ولم تستطع تلك الدول أن تقدم دليلا واحدا يؤيد صحة ادعائها.
سعادة وزير الخارجية أعلن على الملأ في أوروبا أن دول الحصار تهدد وحدة مجلس التعاون فرغم وساطة حكيم الخليج الشيخ صباح الأحمد ورغم الدعوات من الخارج لإيجاد حل دبلوماسي، فهذه أميركا التي اعتقدت دول الحصار أنها تستطيع شراء ذمتها بمليارات أو حفلات يقيمها سفير الإمارات، تدعو وعلى لسان رئيسها ترامب لحل دبلوماسي للأزمة الخليجية، وأنها ترى أن محاربة الإرهاب تتطلب التلاحم بين دول التعاون، روسيا تدعو لحل سلمي، فرنسا، الصين، ألمانيا وبريطانيا وغيرها.
وزير خارجية أميركا جاء الدوحة ووقع مع قطر اتفاقية لتكون أساس مكافحة دعم الإرهاب، وزير خارجية روسيا، حل بالدوحة وأعلن أن موسكو تدعم الوساطة الكويتية، التي صدمت بمواقف دول الحصار، التي لم تقدر ما عاناه الدبلوماسي المحنك عميد الدبلوماسية العربية في رحلاته المكوكية خلال شهر رمضان الماضي بين عواصم الحصار والدوحة ولم تقبل الجلوس على طاولة توضع فوقها كل الأوراق لتناقش بروح الإخوة.
دول عربية لا حول لها ولا قوة ولكنها وصلت إلى حد الانفجار ومنها الأردن التي خرج أحد كبار رجالاتها المحللين اقتصاديا وسياسيا الدكتور جواد العناني نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق، رئيس الديوان الملكي الأسبق ليقول إن بعض دول الخليج تطلب من الأردن الوقوف معها في أزمة الخليج وتطلب كشف حساب من الأردن، وتقول: «تعال يا أردن ادفع الفاتورة التي عليك وأيّدني على حساب طرف آخر».
العناني طالب عقلاء العرب بالتدخل السريع لإنهاء الأزمة، التي بدأت «صغيرة» وها هي تتمدد وربما تؤدي إلى انتهاء مجلس التعاون الخليجي مع ما يترتب على دول الخليج العربية من خسائر فادحة وقطيعة أبدية مثلما هو حاصل الآن.
وحذّر العناني من تفاقم الصراع والوصول إلى مرحلة انهيار سريع بدلاً من هبوط آمن، ما سيجعل دول الخليج ودول المنطقة في وضع اقتصادي لا يحمد عقباه، مؤكداً أن تفاقم الأزمة سيؤدي إلى فرض حصار على الأردن أيضاً.
وقال إن خلاف دول الحصار الأخير مع قطر بني في أساسه على محاصرة قطر اقتصادياً، لكن هذا التحالف باء بالفشل ولم تركع قطر، وبالتالي فإن هناك خشية كبيرة من امتداد الصراع الاقتصادي والحصار إلى حد القطيعة دون تصعيد عسكري، ما سيفت في عضد دول الخليج بسبب تداعيات ذلك.
ويقول العناني إن لسلطنة عُمان ولدولة الكويت اعتبارات جيوستراتيجية قد تجعلهما في حالة خروج قطر من مجلس التعاون مستعدتين للحاق بها، مطالباً حكماء العرب بالتدخل الفوري لإنهاء الأزمة الخليجية.. فمجلس التعاون بات في مهب الريح.
ما يطمئن قطر أنها لن تتأثر بالحصار كباقي دول الخليج لأن كثيراً منها تتبنى سياسات تقشفية ما عدا قطر التي يبلغ دخلها السنوي أكثر من 170 مليار دولار تصرف نصفه فقط فيما يذهب النصف الثاني للادخار، ولذلك لا تعني المقاطعة الاقتصادية لقطر الكثير، كما أن قطر تعتمد على بيع الغاز، الذي يباع بعقود طويلة الأجل وليست قصيرة كالنفط، ما يضمن لقطر أسواقاً دائمة، في حين تواجه دول النفط الهبوط والصعود للنفط.
نبضة أخيرة:
فتحت كل شراييني لتعبري إلى أعماق القلب وتقيمي فيه دولتك.
بقلم : سمير البرغوثي
سعادة وزير الخارجية أعلن على الملأ في أوروبا أن دول الحصار تهدد وحدة مجلس التعاون فرغم وساطة حكيم الخليج الشيخ صباح الأحمد ورغم الدعوات من الخارج لإيجاد حل دبلوماسي، فهذه أميركا التي اعتقدت دول الحصار أنها تستطيع شراء ذمتها بمليارات أو حفلات يقيمها سفير الإمارات، تدعو وعلى لسان رئيسها ترامب لحل دبلوماسي للأزمة الخليجية، وأنها ترى أن محاربة الإرهاب تتطلب التلاحم بين دول التعاون، روسيا تدعو لحل سلمي، فرنسا، الصين، ألمانيا وبريطانيا وغيرها.
وزير خارجية أميركا جاء الدوحة ووقع مع قطر اتفاقية لتكون أساس مكافحة دعم الإرهاب، وزير خارجية روسيا، حل بالدوحة وأعلن أن موسكو تدعم الوساطة الكويتية، التي صدمت بمواقف دول الحصار، التي لم تقدر ما عاناه الدبلوماسي المحنك عميد الدبلوماسية العربية في رحلاته المكوكية خلال شهر رمضان الماضي بين عواصم الحصار والدوحة ولم تقبل الجلوس على طاولة توضع فوقها كل الأوراق لتناقش بروح الإخوة.
دول عربية لا حول لها ولا قوة ولكنها وصلت إلى حد الانفجار ومنها الأردن التي خرج أحد كبار رجالاتها المحللين اقتصاديا وسياسيا الدكتور جواد العناني نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق، رئيس الديوان الملكي الأسبق ليقول إن بعض دول الخليج تطلب من الأردن الوقوف معها في أزمة الخليج وتطلب كشف حساب من الأردن، وتقول: «تعال يا أردن ادفع الفاتورة التي عليك وأيّدني على حساب طرف آخر».
العناني طالب عقلاء العرب بالتدخل السريع لإنهاء الأزمة، التي بدأت «صغيرة» وها هي تتمدد وربما تؤدي إلى انتهاء مجلس التعاون الخليجي مع ما يترتب على دول الخليج العربية من خسائر فادحة وقطيعة أبدية مثلما هو حاصل الآن.
وحذّر العناني من تفاقم الصراع والوصول إلى مرحلة انهيار سريع بدلاً من هبوط آمن، ما سيجعل دول الخليج ودول المنطقة في وضع اقتصادي لا يحمد عقباه، مؤكداً أن تفاقم الأزمة سيؤدي إلى فرض حصار على الأردن أيضاً.
وقال إن خلاف دول الحصار الأخير مع قطر بني في أساسه على محاصرة قطر اقتصادياً، لكن هذا التحالف باء بالفشل ولم تركع قطر، وبالتالي فإن هناك خشية كبيرة من امتداد الصراع الاقتصادي والحصار إلى حد القطيعة دون تصعيد عسكري، ما سيفت في عضد دول الخليج بسبب تداعيات ذلك.
ويقول العناني إن لسلطنة عُمان ولدولة الكويت اعتبارات جيوستراتيجية قد تجعلهما في حالة خروج قطر من مجلس التعاون مستعدتين للحاق بها، مطالباً حكماء العرب بالتدخل الفوري لإنهاء الأزمة الخليجية.. فمجلس التعاون بات في مهب الريح.
ما يطمئن قطر أنها لن تتأثر بالحصار كباقي دول الخليج لأن كثيراً منها تتبنى سياسات تقشفية ما عدا قطر التي يبلغ دخلها السنوي أكثر من 170 مليار دولار تصرف نصفه فقط فيما يذهب النصف الثاني للادخار، ولذلك لا تعني المقاطعة الاقتصادية لقطر الكثير، كما أن قطر تعتمد على بيع الغاز، الذي يباع بعقود طويلة الأجل وليست قصيرة كالنفط، ما يضمن لقطر أسواقاً دائمة، في حين تواجه دول النفط الهبوط والصعود للنفط.
نبضة أخيرة:
فتحت كل شراييني لتعبري إلى أعماق القلب وتقيمي فيه دولتك.
بقلم : سمير البرغوثي