+ A
A -
سألني صديقي منذ أيام: هل تشعر بالنّدم على شيءٍ كتبته، ولو عاد بك الزّمن ما كنتَ لتكتبه؟!
فقلتُ له: لا يوجد كاتب إلا لو عاد به الزمن ما كان ليكتب بعض ما كتبه، والمؤكد أنه سيكتب أشياء كان من الضروري أن يكتب عنها ولم يفعل!
المهم أنّ من النصوص التي ندمتُ على كتابتها، نصّ لي يوم العيد منذ عامين، بعنوان «عيد بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ»! ولستُ نادماً على مضمونه وإنما على توقيته، ذلك أنه فاتني، وأنا تفوتني أشياء كثيرة بالمناسبة، أنّ العيد من شعائر الله، وأنه «من يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»! وفي العام متسع لمن شاء أن يُنكّد على النّاس!
ثم إني استمتعتُ بالعيد، وآملُ أنكم فعلتم، ولكن يشهد الله أني وفي غمرة الفرح، كنتُ، وما زلتُ، أشعر بشيء من الأسى حين أتذكر إخوة لي كان عيدهم ناقصاً، كعيد أهل غزة المحاصرة، وعيد أهل سوريا الجريحة، والعراق المكلوم، أو أولئك الذين جاء العيد لم يجدهم في منازلهم كأهل ميانمار الذين يُبادون فقط لأنهم مسلمون كما قال بابا الفاتيكان، وكما لم يقل إعلامنا العربيّ!
«مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسّهر»!
هكذا قال سيدنا.. نحن شعوب مقهورة مغلوب على أمرها، قلوبها في وادٍ وسياسة حكامها في وادٍ آخر، لا نرى بأسهم إلا بينهم، ومع الآخرين ولله الحمد نعامة! وإنّ التداعي الوحيد الذي نستطيع فعله هو الدّعاء، والسهر والحمى في أضعف الإيمان أن نرفع أكفّ الضراعة إلى الله أن يكشف عن أهل قبلتنا ما هم فيه، وترك أضعف الإيمان لا عذر له!
عيشوا ما تبقى من عيدكم، افرحوا بما أوتيتم من قدرة على الفرح، فهذا من شعائر الله، ولكن لا تنسوا أن غزة عبارة عن سجن كبير، وسوريا والعراق عبارة عن مسلخ كبير، وميانمار عبارة عن حفل شواء كبير لقوم ليس لهم ذنب سوى أنهم قالوا: ربنا الله! هؤلاء لهم علينا حقوق أقلها الدّعاء، وما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه، وكل عامٍ وأنتم بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي
فقلتُ له: لا يوجد كاتب إلا لو عاد به الزمن ما كان ليكتب بعض ما كتبه، والمؤكد أنه سيكتب أشياء كان من الضروري أن يكتب عنها ولم يفعل!
المهم أنّ من النصوص التي ندمتُ على كتابتها، نصّ لي يوم العيد منذ عامين، بعنوان «عيد بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ»! ولستُ نادماً على مضمونه وإنما على توقيته، ذلك أنه فاتني، وأنا تفوتني أشياء كثيرة بالمناسبة، أنّ العيد من شعائر الله، وأنه «من يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»! وفي العام متسع لمن شاء أن يُنكّد على النّاس!
ثم إني استمتعتُ بالعيد، وآملُ أنكم فعلتم، ولكن يشهد الله أني وفي غمرة الفرح، كنتُ، وما زلتُ، أشعر بشيء من الأسى حين أتذكر إخوة لي كان عيدهم ناقصاً، كعيد أهل غزة المحاصرة، وعيد أهل سوريا الجريحة، والعراق المكلوم، أو أولئك الذين جاء العيد لم يجدهم في منازلهم كأهل ميانمار الذين يُبادون فقط لأنهم مسلمون كما قال بابا الفاتيكان، وكما لم يقل إعلامنا العربيّ!
«مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسّهر»!
هكذا قال سيدنا.. نحن شعوب مقهورة مغلوب على أمرها، قلوبها في وادٍ وسياسة حكامها في وادٍ آخر، لا نرى بأسهم إلا بينهم، ومع الآخرين ولله الحمد نعامة! وإنّ التداعي الوحيد الذي نستطيع فعله هو الدّعاء، والسهر والحمى في أضعف الإيمان أن نرفع أكفّ الضراعة إلى الله أن يكشف عن أهل قبلتنا ما هم فيه، وترك أضعف الإيمان لا عذر له!
عيشوا ما تبقى من عيدكم، افرحوا بما أوتيتم من قدرة على الفرح، فهذا من شعائر الله، ولكن لا تنسوا أن غزة عبارة عن سجن كبير، وسوريا والعراق عبارة عن مسلخ كبير، وميانمار عبارة عن حفل شواء كبير لقوم ليس لهم ذنب سوى أنهم قالوا: ربنا الله! هؤلاء لهم علينا حقوق أقلها الدّعاء، وما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه، وكل عامٍ وأنتم بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي