تتواصل الجرائم الإسرائيلية بشكل يومي دون أي رادع، وهي لم تتوقف منذ المذبحة المروعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في جنين ومخيمها، ما يعني أن ردود فعل المجتمع الدولي لم تكن قوية ولا فاعلة، ولم تقدم أي رسالة تحذير حقيقية من شأنها لجم الاحتلال ومنعه عن مواصلة ارتكاباته الشنيعة.
إن عجز المجتمع الدولي عن ترجمة أقواله إلى أفعال وإلى خطوات عملية قادرة على حماية الشعب الفلسطيني وإنصافه وفقا للقانون الدولي، يعود أساسا إلى غياب الرغبة الحقيقية في محاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها، وإلى سياسة الكيل بمكيالين حيال القضايا العالمية، على الرغم من صدور مئات القرارات الأممية التي تطالب بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير ونيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.
لقد رأينا كيف أن أعضاء مجموعة السبع استطاعوا تقديم خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا خلال قمة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» منذ يومين، لكنهم فشلوا على الدوام في تقديم أي التزام من أجل إيجاد حل عادل وشامل ودائم للصراع العربي الإسرائيلي، على الرغم من وجود قرارات أممية يتعين الاستناد إليها وتطبيقها، لا أكثر.
إن حادثة استيلاء مستوطنين على منزل إحدى العائلات الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس، وردود الفعل الدولية والأممية التي بقيت تراوح مكانها بذات المواقف والصيغ التقليدية والشكلية، تؤكد عدم ارتقاء تلك الردود لمستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة وألم وظلم وجرائم بشعة ترتقي لمستوى الجرائم ضد الإنسانية، وهو أمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام.