ساهمت المراكز الصحية الجديدة التي تم تخصيصها للمواطنين، في تقليص وقت انتظار المرضى، وتخفيف الازدحام بالعيادات، بما يتيح للمواطنين الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية الأولية في الوقت المناسب دون تأخر في المواعيد، حيث يأتي التوسع في افتتاح المراكز الصحية الجديدة بمختلف مناطق الدولة، ضمن الخطط الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية، في تلبية الاحتياجات الصحية للسكان، وبالقرب من أماكن إقاماتهم.

‎وشهدت الفترة الماضية افتتاح «4» مراكز صحية جديدة شملت: مركز المشاف الصحي بطاقة استيعابية تقدر بنحو «35 – 50» ألف مراجع، كما تم افتتاح مركز الخور الصحي بموقعه الجديد، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية «50» ألف مراجع، وأيضا افتتاح مركز السد الصحي الذي تقدر طاقته الاستيعابية بنحو «35 – 50» ألف مراجع، بالإضافة إلى افتتاح مركز أم السنيم الصحي بطاقة استيعابية «35» ألف مراجع، وبالتالي ارتفع عدد المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى «31» مركزا صحيا موزعة على مدن ومناطق الدولة، لضمان حصول جميع السكان على خدمات صحية عالية الجودة.

خدمات مميزة

وقد روعي في تصميم المراكز الصحية الجديدة حصول ذوي الاحتياجات الخاصة على خدمات مميزة من حيث اللافتات الإرشادية من صور معبرة ورموز طريقة برايل للمكفوفين ودورات مياه ملائمة وممرات واسعة لسهولة الحركة وأبواب آلية ومكاتب استقبال ذات ارتفاع مناسب، فضلاً عن مواقف قريبة من المداخل الرئيسية ومنحدرات بدلاً من السلالم، كما تم الأخذ في الحسبان عند تصميم المباني أن تتسم بالطابع التراثي القطري وأن تتطابق مع أعلى معايير الأمان العالمية في مجال الحريق، والأهم من ذلك هو أن التصميم الهندسي للمركز الصحي روعي فيه استيعاب التقنيات المستقبلية الحديثة في مجال التجهيزات الطبية.

مرافق جديدة

ومكنت المرافق الجديدة المخصصة للمواطنين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من افتتاح المزيد من خدمات الرعاية العاجلة، خاصة للأطفال، والمصممة لتلبية احتياجاتهم مع توفير مقدمي الرعاية الصحية من ذوي الخبرة العالية، والذين يقدمون الرعاية الطبية المتخصصة في الوقت المناسب للأطفال المصابين بمرض أو إصابة حادة تتطلب عناية طبية فورية، مع التركيز على الوقاية، والكشف المبكر، وإدارة الحالات الصحية، وتحسين الوصول إلى الرعاية الأولية، سيتم توفير نهج شامل للصحة، ما من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز صحة السكان، حيث تعمل وزارة الصحة العامة وشركاؤها في القطاع الصحي على تحسين صحة المجتمع القطري، وفق استراتيجياتها الصحية الهادفة إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

زمن الانتظار

ويهدف الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية إلى تحسين الوصول لخدمات الرعاية الصحية، وتقليل زمن الانتظار، وتحسين جودة الرعاية المقدمة، فمن خلال توفير مرافق حديثة ومجهزة يعمل فيها متخصصو الرعاية الصحية المدربون تدريبا متقدما، تضمن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حصول المواطنين والمقيمين على الرعاية التي يحتاجون إليها، خصوصا أن المراكز الصحية التابعة للرعاية الأولية موجودة في مواقع استراتيجية، تسهل وصول أفراد المجتمع إلى خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، حيث تم تجهيز المراكز بأحدث المعدات الطبية، ويعمل بها متخصصون مدربون لتقديم مجموعة واسعة من الخدمات، التي تشمل الرعاية الأولية، والرعاية المتخصصة، والخدمات التشخيصية، والرعاية الوقائية.

خطة توسعية

وتتضمن الخطة التوسعية لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إنشاء مراكز جديدة في مناطق الهلال وبني هاجر وأم غويلينة ومدينة خليفة، حيث سيكون كل من مركزي أم غويلينة ومدينة خليفة بديلين للمركزين الحاليين، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تشييد هذه المراكز بحلول العام المقبل، كما يجري أيضا العمل على صيانة وتوسيع بعض المراكز الحالية التي تشهد إقبالا كبيرا من المراجعين، خاصة تلك التي تخدم مناطق سكنية كثيفة، حيث نجحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خلال السنوات العشر الماضية في زيادة عافية وصحة ورفاه سكان قطر بتقديمها أفضل الخدمات الصحية وتطويرها باستمرار من خلال العيادات التخصصية، وتدشين طب الأسرة، والرعاية المنزلية، والاهتمام بالصحة النفسية، وغيرها من الخدمات، بالإضافة إلى الخدمات الوقائية المتمثلة بافتتاح المؤسسة مراكز صحية لخدمات المعافاة، وأيضا تقديم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لخدمات الكشف المبكر والفحص الذكي، ولا تزال المؤسسة مستمرة في رسم خطط واستراتيجيات جديدة تساعدها على التفرّد في مجال الرعاية الصحية الأولية من خلال توسيع التغطية الجغرافية لمراكزها وتقديم خدمات متطورة ودعم البحث العلمي واستقطاب الكفاءات ودعم شركاء المؤسسة في القطاع الصحي وجميع القطاعات الأخرى.

خدمات إلكترونية

وشهدت خدمات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تطورا ملحوظا، فقد استطاعت المؤسسة خلال السنوات الأخيرة تقديم خدمات إلكترونية هي الأولى من نوعها في القطاع الصحي بدولة قطر بإطلاقها لتطبيق «نرعاكم» الذي بفضله أصبح بإمكان سكان قطر إدارة كافة الأمور المتعلقة بصحتهم وصحة أسرهم في أي وقت ومن أي مكان، كما لعبت المؤسسة دورا هاما ورئيسيا في التصدي للجائحة، حيث تولت المراكز الصحية التابعة للمؤسسة مسؤولية اكتشاف الحالات المشتبه بها والتعامل معها، هذا بالإضافة إلى إطلاقها لحملات تطعيم واسعة النطاق ضد «كوفيد - 19»، كما أنها قدمت الدعم اللازم لشركائها في التصدي لهذه الجائحة، وأيضا حرصت المؤسسة على الاستمرار في تقديم خدماتها عبر كافة مراكزها الصحية المتاحة، والحفاظ على سلامة وأمن مراجعيها، وتقليل فرص العدوى من خلال تقديم بعض الخدمات عن بعد مثل الاستشارات الهاتفية ومكالمات الفيديو وخدمة توصيل الأدوية إلى المنازل وإنشاء مركز الاتصال المجتمعي وتدشين الخدمات الإلكترونية.

خدمات وقائية

وأصبحت خدمات الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر أكثر تركيزا على أنماط الحياة الصحية، والوقاية من الأمراض، وتسعى لتعزيز الصحة العامة وذلك في إطار خطط القطاع الصحي لنقل الرعاية من النمط العلاجي الذي يعتمد على المستشفى إلى النمط المحسن الذي يقدم خدمات وقائية وصحية في المجتمع، حيث ينتهج القطاع الصحي بالدولة الرعاية الصحية المتكاملة والنهج التعاوني الشامل المتبع لتعزيز رعاية المرضى، جنبا إلى جنب مع مختلف جوانب الرعاية الصحية الجسدية والنفسية والسلوكية التي شكلت قمة جودة الرعاية المقدمة، حيث يتم توفير العلاج الشامل والتركيز على الجانب الوقائي من خلال نهج الرعاية المتكاملة لتوفير الرعاية متعددة التخصصات مع الحفاظ على الشفافية من خلال تبادل المعلومات، إضافة إلى تحسين وتطوير الخدمات للفئات الأكثر حاجة للرعاية كذوي الإعاقة وكبار السن، والأطفال، والصحة النفسية، علما بأن نهج الاستراتيجية الوطنية للصحة يركز على توفير الرعاية في الوقت المناســــب، من قبــــل الشــــخص المناســـــب في المكان الأنسب.