+ A
A -
بجوار مسجد «أياصوفيا» في إسطنبول حالياً، «الآستانة» في عهد الخلافة العثمانية، «القسطنطينية» في عهد الامبراطورية البيزنطية؛ حيث كانت القسطنطينية هي عاصمة البيزنطيين وأياصوفيا أم الكنائس ولها مكانة الفاتيكان الآن، وجدت رجلاً مسناً تجاوز الثمانين لكنه لا يزال بقوته وذاكرته، يحمل الود لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وللرئيس الطيب أردوغان، لم أقل له إنني عربي، فهؤلاء المعمرون من الأتراك لديهم اعتقاد أن العرب خانوهم في الحرب العالمية الأولى وأننا تعاهدنا مع الإنجليز والفرنسيين ضدهم، ولكن سألته: لماذا خسر العثمانيون الحرب، نظر من فوق نظارته السميكة وقال:
لو عاد التاريخ إلى العام 2014 وفيه الرئيس الطيب رجب أردوغان، لما كان الحسين بن علي أطلق ثورته ولما كان سمح للسير مكماهون أن يخدع الحسين بن علي ولا سمح للثنائي سايكس وبيكو أن يرسما خريطة الشرق الأوسط، ولما انتهت الخلافة العثمانية عام 1924 ولما كانت إسرائيل تقيم دولتها الآن في فلسطين ولما تمت تجزئة المجزأ في عالمنا العربي وتقسيم المقسم ولما كان هذا الحقد وهذه الضغائن التي خلفها الاستعمار البريطاني في نفوس الناس ولكان الآن علمنا واحداً يحمل اسم الولايات الإسلامية المتحدة، لكل ولاية عاصمتها، لا حدود بينها فأنت ابن الولايات الإسلامية تركب القطار من الآستانة وتنزل في صلالة، تؤدي الحج في الحجاز وتركب القطار لتقدس حجتك في بيت المقدس، دون حدود ودون جسر ودون شرطي يهودي من الفلاشا يحصي نبضات قلبك وأنت تعبر الجسر.
أحسست حينها أنني في حضرة ارطغل وكتبت في مدونتي: زمن العثمانيين لم ينته، كما تقول إسرائيل وتردد معه القول بعض العواصم العربية، زمن العثمانيين في قلوب الشرفاء الذين يريدون الخير للأمة الإسلامية وللمشروع الإسلامي أن ينتصر.
زمن العثمانيين الذين قالوا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لن يتم إلا على أجسادنا، زمن العثمانيين الذين كانوا يغضبون لإيذاء حاج في مكة ويرسلون جيوشهم لتأديب من يعترض لحاج أو يمنعه من أداء فريضة الحج.
العثمانيون حملوا الخطاب الإسلامي وها هو أردوغان يعود ليجدد هذا الخطاب؛ حيث يستعد لإنشاء مؤسسة تخاطب العالم الإسلامي من تركيا، «رداً على تصريحات (إسرائيل) بأن العهد العثماني قد ولّى».
المشروع الإسلامي الحضاري عائد ليعيد نور الإسلام يشرق من جديد، فالأمة الإسلامية بحاجة إلى أن تكون قنوات التواصل الفكري والسياسي مفتوحة بينها، وبين شعوبها وبلدانها، وليس ثمة من حواجز أو فواصل تحجبها عن ذلك الاتصال والتواصل، لولا تآمر الحكام وترسيخ حدود التقسيم،
إننا نثق أن أردوغان سوف يدعو إلى حوار حضاري ثقافي تحمله وتطرحه مؤسسة تخاطب العالم الإسلامي من تركيا ومن غيرها؛ لأن هنالك خصوصية لتركيا، بأنها كانت آخر معاقل دولة الخلافة العثمانية، وأن إسطنبول كانت حاضرتها، وآثارها وأحجارها مازالت شاهدة على تاريخ عسكري وإسلامي يذكّر بأمجاد تلك الخلافة وفتوحاتها ودفاعها عن بلاد المسلمين أمام الهجمات الاستعمارية، والمؤامرات الدولية، ولذلك فإن مؤسسة ثقافية تستلهم ذلك المجد سوف تعيد للإسلام شيئاً من هيبته.
نبضة أخيرة
تحلق روحي تنقل الوجد من وجد إلى وجد تصافح روحها في عاصمة الوجد.
بقلم : سمير البرغوثي
لو عاد التاريخ إلى العام 2014 وفيه الرئيس الطيب رجب أردوغان، لما كان الحسين بن علي أطلق ثورته ولما كان سمح للسير مكماهون أن يخدع الحسين بن علي ولا سمح للثنائي سايكس وبيكو أن يرسما خريطة الشرق الأوسط، ولما انتهت الخلافة العثمانية عام 1924 ولما كانت إسرائيل تقيم دولتها الآن في فلسطين ولما تمت تجزئة المجزأ في عالمنا العربي وتقسيم المقسم ولما كان هذا الحقد وهذه الضغائن التي خلفها الاستعمار البريطاني في نفوس الناس ولكان الآن علمنا واحداً يحمل اسم الولايات الإسلامية المتحدة، لكل ولاية عاصمتها، لا حدود بينها فأنت ابن الولايات الإسلامية تركب القطار من الآستانة وتنزل في صلالة، تؤدي الحج في الحجاز وتركب القطار لتقدس حجتك في بيت المقدس، دون حدود ودون جسر ودون شرطي يهودي من الفلاشا يحصي نبضات قلبك وأنت تعبر الجسر.
أحسست حينها أنني في حضرة ارطغل وكتبت في مدونتي: زمن العثمانيين لم ينته، كما تقول إسرائيل وتردد معه القول بعض العواصم العربية، زمن العثمانيين في قلوب الشرفاء الذين يريدون الخير للأمة الإسلامية وللمشروع الإسلامي أن ينتصر.
زمن العثمانيين الذين قالوا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لن يتم إلا على أجسادنا، زمن العثمانيين الذين كانوا يغضبون لإيذاء حاج في مكة ويرسلون جيوشهم لتأديب من يعترض لحاج أو يمنعه من أداء فريضة الحج.
العثمانيون حملوا الخطاب الإسلامي وها هو أردوغان يعود ليجدد هذا الخطاب؛ حيث يستعد لإنشاء مؤسسة تخاطب العالم الإسلامي من تركيا، «رداً على تصريحات (إسرائيل) بأن العهد العثماني قد ولّى».
المشروع الإسلامي الحضاري عائد ليعيد نور الإسلام يشرق من جديد، فالأمة الإسلامية بحاجة إلى أن تكون قنوات التواصل الفكري والسياسي مفتوحة بينها، وبين شعوبها وبلدانها، وليس ثمة من حواجز أو فواصل تحجبها عن ذلك الاتصال والتواصل، لولا تآمر الحكام وترسيخ حدود التقسيم،
إننا نثق أن أردوغان سوف يدعو إلى حوار حضاري ثقافي تحمله وتطرحه مؤسسة تخاطب العالم الإسلامي من تركيا ومن غيرها؛ لأن هنالك خصوصية لتركيا، بأنها كانت آخر معاقل دولة الخلافة العثمانية، وأن إسطنبول كانت حاضرتها، وآثارها وأحجارها مازالت شاهدة على تاريخ عسكري وإسلامي يذكّر بأمجاد تلك الخلافة وفتوحاتها ودفاعها عن بلاد المسلمين أمام الهجمات الاستعمارية، والمؤامرات الدولية، ولذلك فإن مؤسسة ثقافية تستلهم ذلك المجد سوف تعيد للإسلام شيئاً من هيبته.
نبضة أخيرة
تحلق روحي تنقل الوجد من وجد إلى وجد تصافح روحها في عاصمة الوجد.
بقلم : سمير البرغوثي